الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » تحقيقات

الصفحة السابقة »

الهيئة العامة للمشفى الوطني في درعا تنفض عن جناحيها ركام الإرهاب وتسترد عافيتها

2017-11-21 12:41:23

استطاعت الهيئة العامة للمشفى الوطني الصمود والاستمرار بتقديم الخدمة الصحية لجميع المواطنين بفضل صمود عمالها وعزيمتهم الصلبة التي لم تستطع الاستهدافات اليومية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة أن تنال من عزيمتهم وتصميمهم على العمل حتى في أحلك الظروف التي مرت بها المحافظة وأصعبها وبالرغم من استشهاد البعض منهم.

عودة متسارعة للعمل
الدكتور بسام الحريري مدير عام الهيئة استعرض واقع العمل والاجراءات المتخذة لإعادة الألق للهيئة بعد خروج معظم أقسامها عن العمل، حيث أكد أن الأحداث التي مرت بها المحافظة ساهمت في خروج المشفى عن الخدمة أكثر من مرة إلا أنه عاد للعمل قبل سنة بشكل متزايد ومتسارع وبدأت تستقبل الحالات الإسعافية نتيجة الظروف الأمنية وحالياً بدأ يستقبل كافة الحالات المرضية والجراحية بعد تجهيز غرفتي عمليات في قسم الإسعاف وتجهيز خمس غرف أخرى خلال الأشهر الماضية من أصل ١٤ غرفة عمليات كانت جميعها خارج الخدمة.
وأضاف الحريري أنه تم ترميم وإصلاح جهازي غسيل الكلية كما قامت الوزارة بتزويد الهيئة بجهازين جديدين بعد أن كان قسم الكلية مدمراً بالكامل إضافة إلى قيام الهيئة بشراء محطة تحلية بحيث اكتمل هذا القسم وسيكون جاهزاً لاستقبال المرضى خلال فترة أقصاها ١٥ يوماً.

دعم متواصل
في الإطار ذاته بين الحريري أنه تم ترميم المخبر الرئيسي بعد أن كان مدمراً بالكامل حيث قامت الوزارة بتزويد الهيئة بجهاز تحليل كيمياء آلي حديث يقوم بإجراء 450 تحليلا في الساعة كما تم إجراء صيانة لجهاز تحليل الهرمونات الذي أخرج من تحت الأنقاض وهما الآن قيد العمل وتأمين جهاز جراحة عينية لاستئصال الساد العيني من دون جراحة.
ولفت الحريري إلى أن اجراءات تحسين العمل ورفع سويته لم تتوقف بل تجري على قدم وساق فقد طالت هذه الاجراءات قسم حالات سوء التغذية عند الأطفال ودعم قسم المعالجة الفيزيائية بشراءﺀ أجهزة حديثة والتعاقد مع شركات التأمين لدعم إيرادات الهيئة وستكون هذه العقود نافذه بعد تصديق المؤسسة السورية للتأمين خلال مدة لا تتجاوز الشهر وإنشاء جناح خاص لاستقبال المرضى الذين يرغبون بالمعالجة المأجورة على الحد الأدنى من تسعيرة وزارة الصحة واستقبال المؤمنين إضافة إلى تفعيل النشاط العلمي المتوقف منذ سبع سنوات.

نقص الكادر الطبي
مجموعة من الصعوبات التي تواجه العمل يأتي في مقدمتها نقص الكادر الطبي فقد قال الحريري: إننا نعاني من نقص الكادر الطبي وبالأخص الأطباء المقيمين مبيناً أن عددهم قبل الأزمة كان ١٥٠ طبيباً وحالياً ٧ أطباء وكان عدد الأخصائيين قبل الأزمة ١٢٣ طبيباً وحالياً ٢٣ طبيباً مؤكداً على توفر جميع الأجهزة والأدوية.

المرنان عطله جسيم
ورداً على السؤال المتعلق بالأسباب التي تقف وراء عدم اصلاح جهاز المرنان المغناطيسي المعطل منذ سنوات رغم المطالبات الكثيرة من اتحاد عمال درعا ونقابة الصحة والحاجة الماسة له كونه الجهاز الوحيد الموجود في المحافظة أكد الحريري أن الجهاز يصعب إصلاحه لأن عطله جسيم إضافة إلى انتهاء فترة الكفالة وصعوبة الحصول على قطع الغيار بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على سورية والكلفة العالية للإصلاح والتي تقدر بـ٢٠٠مليون لافتاً إلى أن الوزارة تقوم بإصلاح أجهزة المرنان في القطر من بعضها البعض كون القطر وحدة متكاملة وبذلك يتم تشغيل بعض الأجهزة المتعطلة
مبيناً أن جهاز الطبقي المحوري يعمل بشكل جيد لكن نعاني من الضغط الكبير على الجهاز لكونه الوحيد في المحافظة حيث يتم تصوير ٢٥ مريضاً يومياً.

الكادر التمريضي غير كاف
رئيس قسم التمريض سامر سلامة تحدث عن واقع العمل فبين أن الهيئة تعاني من نقص في الكادر التمريضي البالغ عدده ١٥٠ ممرضاً وهو عدد غير كاف خاصة أن الأمور تسير نحو الأحسن مع عودة حركة المرضى وفتح أقسام جديدة فالكادر الحالي يتحمل عبئاً كبيراً يفوق طاقته لذلك نقترح زيادة الكادر التمريضي من خلال زيادة عدد العناصر عند القبول بمدرسة التمريض لصالح الهيئة كونها الركيزة الأساسية للعمل وتتحمل العبء الكبير لافتاً إلى حالة التعاون السائدة ما بين قسم التمريض والإدارة في العمل التمريضي والمناوبات وكافة القضايا من سكن وإطعام مطالباً بزيادة المكافآت للكادر التمريضي.

إنصاف عمال المخبر
علي الحريري رئيس قسم المخبر الرئيسي بين أن العمل في المخبر أقلع وبشكل تدريجي منذ حوالي الشهر تقريباً مؤكداً أن المخبر يقوم بإجراء تحليل الهرمونات يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع بشكل مبدأي ريثما تتوفر الظروف المناسبة حتى يصبح العمل فيه على مدار الأسبوع فيتم حالياً إجراء ١٠٠ تحليل والمواد متوفرة إلا أننا نعاني من نقص في الكادر البشري حيث يبلغ عدد عناصر المخبر ١٤ عنصراً ولا يوجد سوى طبيب أخصائي واحد متمنياً إنصاف عمال المخبر أسوة بالأقسام الأخرى من حيث طبيعة العمل وتعرضهم لكافة عوامل الخطورة من ناحية المواد الكيماوية وملامسة الدم والاحتكاك المباشر مع المرضى.

كلمة أخيرة
إن الهيئة العامة للمشفى الوطني استطاعت بصمود عامليها أن تنفض عن جناحيها ركام ما سببته قذائف الإرهابيين الحاقدة من تدمير وأن تنهض من جديد كمعلم وطني لم يتوقف عن تقديم الخدمة الصحية والطبية لكل مواطن على امتداد ساحة المحافظة.
ياسين اللبان
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك