الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » من العالم

الصفحة السابقة »

سياسة ترامب لم تعد تحظى بأي احترام

2018-11-01 08:54:46

هناك من يزعم بأن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وانحيازاتها لإسرائيل ومواقفها المعادية للشعوب المسالمة قدر لايمكن مواجهته وثقل لايمكن إزاحته، مثل هذه المزاعم غير صحيحة وهي تمثل دعوات واضحة للرضوخ والاستسلام وتنفيذ الأجندة الامريكية بمختلف توجهاتها.
ولنأخذ في سياق هذا الأمر مثالا من أرض الواقع ففلسطين العربية بإمكاناتها المتواضعة وعدالة قضيتها استطاعت أن تلحق الهزيمة بالولايات المتحدة أكثر من مرة منها:
- في التاسع والعشرين من تشرين الثاني لعام 2012 حصلت فلسطين على اعتراف 131 دولة في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قبولها دولة مراقبة لدى الأمم المتحدة مقابل اعتراض 9 دول بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
- في الثالث والعشرين من كانون الأول لعام 2017 رفضت 129 دولة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي كما رفضت هذه الدول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مقابل 9 دول اعترضت على ذلك بما فيهم الولايات المتحدة بالرغم من تهديدات ترامب وسفيرته السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي بقطع المساعدات عن الدول التي تصوت لصالح فلسطين وضد القرار الأمريكي هذا.
- أيضاً سياسة الولايات المتحدة الامريكية عدوانية ومتطرفة إزاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وقد لجأ الرئيس دونالد ترامب إلى معاقبتها وذلك بحجب المساعدات المالية عنها بهدف شطبها وجعلها بلا قيمة ولا أثر وبلا دور نزولاً عند رغبة كيان الاحتلال الإسرائيلي وإرضاء لنزوات قادته الإرهابيين وتمهيدا لإلغاء حق العودة للشعب الفلسطيني المشرد إلى أرضه ودياره.
- حجب ترامب أكثر من 300 مليون دولار عن الأونروا بهدف إضعافها ولكن ماذا كانت نتائج ذلك؟ النتائج جاءت معاكسة لما أراده الرئيس ترامب فقد تبرعت العديد من الدول لهذه المنظمة "الأونروا" ومنها دول تعد صديقة لأمريكا تبرعت بشكل سخي وطوعي غير آبهة بالتهديدات الأمريكية لتعويض وقف المنحة الأمريكية لهذه المنظمة وبما يساعد على تغطية احتياجات اللاجئين الضرورية المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها وكانت آخر المتبرعين كندا بواقع 50 مليون دولار لتغطية المتبقي من عجز الأونروا البالغ 68 مليون دولار.
والسؤال ماذا يعني كل هذا؟ إنه يعني بوضوح لا لبس فيه أن قضية شعب فلسطين بقيت وستبقى حية وتحظى باهتمام دول وشعوب العالم ويعني أيضاً أن السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والعديد من القضايا العربية والدولية الأخرى لا تحظى بالقبول أو الاحترام حتى من حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى حتى في الداخل الأمريكي توجد معارضة لسياسات وقرارات الرئيس ترامب المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة. وعلى سبيل المثال على الحصر نظم مئة واثنا عشر عضواً لدى مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين عريضة قدمها عنهم الثلاثي /ديفيد برايس، بيترويلش، آدم سميث/ بالنيابة إلى وزير الخارجية الأمريكية بومبيو يطالبون فيها الإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرار وقف دعم مستشفيات القدس، وقدموا أيضاً نسخاً من هذه العريضة لكل من كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي ترامب وإلى جرينبلات مبعوث الإدارة الأمريكية للمفاوضات ومارك جرين مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وإلى السفيرة الأمريكية نيكي هايلي في الأمم المتحدة وإلى ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة في كيان الاحتلال الإسرائيلي وهذه كلها بمثابة "لطمات" إضافية مباشرة لسياسة ترامب تجاه قضية فلسطين وغيرها والتزامه الكلي بتنفيذ كل ما يريده قادة الاحتلال في سياق صفقة القرن التي أعلن عنها وبدأ بتنفيذ حلقاتها الواحدة بعد الأخرى.
الخلاصة: يتضح مما تقدم أن سياسة الرئيس ترامب على صعيد القضية الفلسطينية خاصة وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي عامة أصبحت لا تحظى بأي احترام أو مصداقية بسبب عدم اتزانها بل وفجاجتها وتخبطها في محاولات المحافظة على تفوق القطب الواحد وعدم قبول مشاركة الآخر في القرار الدولي حتى أنها أصبحت -أي هذه السياسة- موضع انتقاد واسع في الداخل الأمريكي.
د.صياح عزام
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك