الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » من العالم

الصفحة السابقة »

ضجة أمريكية إسرائيلية حول منظومة "إس 300"

2018-10-23 20:10:18

بعد تأجيل متكرر لتسليم سورية منظومة صواريخ "اس 300" المتطورة والمضادة للطائرات والصواريخ والقادرة على إسقاطها من مسافات بعيدة قبل وصولها إلى أهدافها، وبعد أن اتضح لروسيا عقم الرهان على احترام الولايات المتحدة وإسرائيل لأية اتفاقيات أو تفاهمات تم التوصل إليها مع موسكو، وبعد أن غدرت تل أبيب بالطائرة الروسية " إبل 20" بعد كل ذلك اقتنعت القيادة الروسية بأهمية وبضرورة تعزيز القدرة الردعية للجيش السوري وتجاوز الخطر الذي كان مفروضاً في السابق على تزويد سورية بأسلحة "كاسرة للتوازن" حسب المنطقة الأعوج لأمريكا وإسرائيل.
لقد اعتبرت واشنطن على لسان وزير خارجيتها "بومبيو" أن تسليم هذه المنظومة المتطورة إلى سورية هو بمثابة تصعيد خطير على حد زعمه، والغريب أن قيام بلاده بتسليم إسرائيل طائرات " إف 35" الأحدث في الترسانة الأمريكية وغيرها من الأسلحة الفتاكة لإسرائيل لا يشكل من وجهة نظره تصعيداً خطيراً.!! والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح حول هذه المسألة هو التالي؛ لماذا هذا الهلع الأمريكي الإسرائيلي من تسليم سورية هذه المنظومة.؟ الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج على هذا السؤال لا تحتاج إلى المزيد من التفكير، فأسباب هذا الهلع تتجسد في أمرين اثنين:
الأول إن هذه الخطوة الروسية الجريئة والنوعية جعلت أمريكا وإسرائيل تشعران بفقدان القدرة على مواصلة الاعتداءات المباشرة على سورية، وأن زمن العربدة الإسرائيلية في الأجواء السورية قد ولى، كما أن الرهانات على إعاقة عملية القضاء على ما تبقى من المجموعات الإرهابية في سورية وعلى تحويل منطقة شرق سورية على منطقة تحت الحماية الأمريكية الدائمة بما يمكن الفئات الكردية الانفصالية من إقامة حكم ذاتي مستقل عن سلطة الدولة السورية، كل هذه الرهانات الأمريكية الإسرائيلية قد فشلت، أو هي في الطريق على الفشل النهائي، إذ إن امتلاك سورية لمثل هذه المنظومة المتطورة من السلاح يعزز ويقوي موقفها المقاوم للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الهادف إلى الهيمنة على المنطقة وتنفيذ أجندات عدوانية أخرى فيها.
الأمر أو السبب الثاني للهلع الأمريكي – الإسرائيلي، هو أن ميزان القوة العسكري في الصراع العربي – الصهيوني - قد تبدل في ضوء امتلاك سورية لهذه المنظومة الحديثة، لأن هذا السلاح يزيد من قوة الردع لدى سورية ومحور المقاومة بشكل عام، ويجعل إسرائيل مكبلة بقيود ثقيلة أكثر من أي وقت مضى، ويضعف قدراتها على ممارسة الاعتداءات، هذا في الوقت الذي أصبح فيه لجيش السوري من خلال خبراته في التصدي للحرب الإرهابية أكثر بأساً وقدرة وتمرساً في خوض كل أشكال الحروب وفي ميادين القتال، وبالتالي جاء امتلاكه لهذا السلاح الجديد المتطور ليضيف إلى قدراته إمكانات جديدة.
إذاً في ضوء هذين السببين أثيرت هذه الضجة المفتعلة حول تزويد سورية بهذا السلاح الروسي الجديد، وفي هذا السياق جاء تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي " جون بولتون" أحد أهم صقور الإدارة الأمريكية الحالية عقب القرار الروسي الأخير بشأن هذا السلاح واصفاً إياه بأنه "خطأ فادح".
هذا ويجمع العديد من المحللين السياسيين والعسكريين على أن الإدارة الأمريكية في كل ما سعت وتسعى إليه لإشعال المزيد من الحرائق في منطقة الشرق الأوسط، ودفع إسرائيل وإطالة أمد الحرب الإرهابية ضد الشعب السوري، وبالتالي استنزاف القوة الروسية في المنطقة عبر إغراقها في مستنقعات وساحات جديدة، كل ذلك قد فشل، واتضح أن القرارات الروسية في سورية وغيرها ليست "خاطئة" على حد زعم واشنطن، بل هي قرارات منطقية ومدروسة، وجعلت وعززت مواقف محور محاربة الإرهاب في المنطقة.
د. صياح عزام
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك