ما هو دور التعليم والتدريب التقني على الطبقة العاملة وانعكاسه على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهل استطعنا أن ننقذ ما يحتاجه سوق العمل من اليد العاملة الماهرة؟
إذا كان التعليم بصفة عامة هو أساس أي استراتيجية للتنمية فإن التعليم والتدريب الفني والمهني هو حجر الأساس الذي يمكنه تغيير عالم العمل والاقتصاد الوطني والحد من الفقر وزيادة رفاهية المجتمع وتحسين نوعية الحياة على اعتبار أن الهدف الرئيس للتدريب التقني والمهني هو الإعداد للعمل، فالتعليم والتدريب الفعال يتضمن تزويد العمال بالمهارات العملية التطبيقية.
وإذا ما تفحصنا الاحصائيات والمعلومات الواردة من الجهات المعنية في الدولة فهناك غياب وعدم دقة في البيانات التي يحتاجها سوق العمل السند الأساسي لعملية التخطيط الوظيفي.
ويؤكد الكثير من الباحثين بالشأن الاقتصادي بأن التوجيه المهني يمكن أن يساعد في تحسين سوق العمل ويأتي ذلك بشكل كبير من خلال قيمة المعلومات التي يقدمها التوجيه المهين في تحسين شفافية ومرونة سوق العمل كما أنها تأتي أيضاً من خلال زيادة كفاءة تخصيص الموارد نتيجة لقدرته على التوفيق بين طالبي العمل ومؤهلاتهم من جهة والمهارات والمؤهلات المطلوبة من أصحاب العمل من جهة أخرى.
نعود إلى ما نفذته الجهات المعنية ودور أطراف الإنتاج الثلاث الحكومة وأصحاب العمل والنقابات العمالية في عملية التدريب والتأهيل لليد العاملة خاصة وأن المرحلة الحالية والمستقبلية تتطلب رفع مهارات العاملين في مؤسساتنا وشركاتنا في القطاعين العام والخاص واننا نحتاج مع تطور التكنولوجيا وسوق العمل وزيادة حدة المنافسة في الأسواق الدولية التركيز على الجودة والإنتاجية ضمن عالم يسوده اقتصاد السوق مما يعني أن التدريب والتعليم الفني والتقني والتأهيل لليد العاملة أصبح ضرورة ملحة وليس حاجة كمالية كما يتصوره الذين يضعون الخطط والبرامج الاقتصادية لمؤسساتنا الاقتصادية والإنتاجية.
وعليه فإن المؤتمر الـ26 للاتحاد العام لنقابات العمال 2015 أكد في قراراته على عملية التطوير والتحديث في جميع مفاصل مؤسساتنا الاقتصادية والخدمية وفي النهوض في إصلاح وتطوير القطاع العام ورفع أداء ومستوى العمال فيها وضرورة تنمية الموارد البشرية من أجل توفير فرص العمل وترشيد الاستخدام أي كل ما يتعلق بنمو وتركيب القوى العاملة من أجل الحد من البطالة بجميع أشكالها وخاصة البطالة المقنعة في مؤسساتنا الإنتاجية.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
أمين حبش