الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » محليات

الصفحة السابقة »

خطوة للأمام في الشركة الحديثة للكونسروة والصناعات الغذائية... عمال مصرون على الإنتاج وعمل غير منقطع النظير صهيوني: نقص السيولة وقلة العمال أكبر مشاكل الشركة

2016-11-14 09:25:23

أثرت الحرب التي تعيشها سورية على قطاعنا العام الصناعي بعد أن تم استهدافه من قبل الإرهابيين وتدمير العديد من المنشآت الخاصة والعامة بلغت أضرارها مليارات الليرات السورية، وتسببت بنزوح العديد من الصناعيين والفنيين وذوي الكفاءات إلى الخارج، وتراجع المنتجات الزراعية التي تشكل مداخيل للصناعة، وتوقف العديد من المنشآت الصغيرة والمتوسطة والحرفية، وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الحصار الاقتصادي الجائر ورفع أسعار المحروقات، وإغلاق بعض المعابر الحدودية، وصعوبة تسديد الديون للمصارف، وتوقف العمل في إنشاء وتجهيز وتشغيل المنشآت التي كانت قيد الإنشاء إضافة إلى توقف العمل بمشاريع التعاون مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية وتراجع أوضاع القطاع العام الصناعي في كافة المجالات، ولكن مع ذلك يبقى وسط هذا كله مراكز إنتاجية تستمر في العمل وتخلق من ظروف الأزمة حافزاً ونموذجاً للسير إلى الأمام، من خلال الساعين بلا كلل أو ملل للحفاظ على معامل القطاع العام ومعمل كونسروة دمشق أكبر مثال على صمود القطاع العام وتفاني العمال من إداريين وعمال إنتاج وكل من هو مهتم جدياً بالبناء والاستمرار في مواجهة ظروف الأزمة.

 

إصرارهم أحد دعائم الصمود

على الرغم من موقع الشركة الحديثة للكونسروة والصناعات الغذائية والذي يعتبر في منطقة ساخنة إلا أن عمال هذه الشركة أعلنوا منذ بداية الأزمة أنهم لم ولن يستسلموا أبداً، وأكد صهيوني من خلال جولته في "الكونسروة" أن العمال معنوياتهم عالية جداً ويصرون يومياً على التوجه لعملهم رغم المخاطر والصعوبات التي تواجههم، فهي لم تثنهم يوماً عن إنتاج أسباب الحياة للمواطنين، وأشاد صهيوني بالعمال الذين يعتبرون أحد دعائم الصمود خلال الظروف الراهنة التي نمر بها.

ليس عمال "الكونسروة" فقط بل جميع العمال وفي كافة القطاعات كانت لهم كلمتهم منذ البداية وهي أنه لا وجود لليأس بين صفوفهم، ولن تمنعهم أقسى الظروف من التوجه لأماكن عملهم والوقوف خلف خطوط الإنتاج وتقديم أفضل المنتجات للمواطن.

 

للتذكير فقط... هذه مطالبنا المتكررة

كل ما ذكر سابقاً والظروف التي يشتغل ضمن معمعتها عمال معمل الكونسروة تحتم علينا متابعة واقع هؤلاء العمال الذين ترفع لهم القبعة على ما قاموا به، وكسائر الطبقة العاملة يعاني عمال الشركة من انخفاض الأجور وتدني قيمتها الشرائية ما يجعلهم غير قادرين على تأمين مستلزمات العيش الضرورية، كما يعاني هؤلاء العمال من تدني قيمة الوجبة الغذائية والتي على ما يبدو لا يوجد أية نية لدى الحكومة حالياً بتعديل قيمتها، لذلك يبقى المطلب المتكرر للعمال بتعديل قيمة الوجبة الغذائية أو تقديمها بشكل عيني بما يتناسب مع الأسعار الحالية، وفي هذا الإطار قال رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية إن قيمة الوجبة الغذائية قليلة جداً في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وبنفس الوقت من الصعب في ظل الأوضاع الراهنة التي نعيشها اليوم تعديل قيمتها، وأشار الحلو إلى نقطة ثانية أن أغلب العمال يتمنون أن تصرف هذه اعتماداتهم نقداً، كونها حقا من حقوقهم، ولكن بما يتناسب والأسعار الحالية.

كذلك الأمر بالنسبة لقيمة الحوافز الإنتاجية الشهرية التي يأخذها عمال الشركة فهي وبحسب وصف عمال الشركة بأنها "حوافز متل قلتها" ومن الضروري زيادة قيمتها ، في حين يأتي الرد في كل مرة بأن الشركة تصرف الحوافز كاملة وفق المواد المنصوص عليها في القانون والمرتبطة بتحقيق نسب إنتاج محددة، وأضاف أن الشركة تصرف الحوافز الإنتاجية وفق معايير قانونية لا يمكن تجاوزها، معتبراً أن ما يحتاج للتعديل هو هذه المعايير لأن قيمة الحوافز لا تتناسب مع الأجور الحالية.

 

طبيعة العمل

وفيما يتعلق بطبيعة عمل الشركة فهي تعتمد على استغلال الفائض من كافة المنتجات الزراعية وتصنيعها وتقديمها للمستهلك كمنتجات معلبة "الكونسروة"، حيث وصل إنتاج الشركة في بداياتها إلى أكثر من 100 صنف مادة رب البندورة هي المنتج الرئيسي، بالإضافة إلى كافة أنواع المربيات، كافة أنواع البقوليات، خشافات الفواكه، الفطر، الأرضي شوكي، الزيتون المحلى، المخللات، أكثر من مئة صنف مختلف كمنتج نهائي، وكان يتبع للشركة خمس وحدات وحدة إدلب، الميادين، مزيريب، الحسكة، جبلة ومعمل في منطقة القابون ومعمل الغوطة، تم إغلاقها جميعاً في مراحل سابقة.

وفيما يتعلق بإنتاج الشركة فيختلف من سنة لأخرى ففي عام 2011 بلغ الإنتاج 918طنا وبنسبة التنفيذ حينها 26% ، بينما بلغت المبيعات 443.288 بنسبة تنفيذ 13%، وفي عام 2012 بلغت الإنتاج 1283طنا وبنسبة تنفيذ 37 % بينما بلغت نسبة المبيعات 51% ، وارتفعت نسبة الإنتاج في العام التالي 2013 وبلغت 68% أي 2387 طنا في حين بلغت المبيعات 65%، وفي عام 2014 بلغت نسبة الإنتاج 54% ، لتعود وترتفع في عام 2015 إلى1979 طنا بنسبة تنفيذ 57% في حين وصلت نسبة المبيعات إلى 56%.

أما بالنسبة للخطة التسويقية لمنتجات الشركة فقد بلغت 1662.7طنا، منها 538.3 طنا لرب البندورة، و121.5 طنا للبازلاء، و 414.9 طنا كونسروة متنوعة، 564.3 طن مربيات منوعة ، و21.9 أطنان رب بندورة دوكما مباعة، و1.80 طن مربيات دوكما مباعة، ووصلت مبيعات الشركة إلى 738734ألف ليرة سورية.

وفي هذا الإطار أكد صهيوني أنه مع زوال الظروف الراهنة ستبدأ عمليات التطوير في الشركة لتأخذ دورها في زيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي والاقتصاد الوطني، مع وضع خطط متطورة تسهم في ذلك.

 

صعوبات تواجه الشركة

الجميع يعلم أن شركة الكونسروة توفر جزءا من احتياجات المواطنين الغذائية من منتجاتها التي تتمتع بالمواصفات الجيدة والأسعار المناسبة وبالتالي من الضروري معالجة أي خلل وتلافي الصعوبات وتذليل العقبات التي تعترض العمل وذلك بالمساعدة والتعاون بين جميع الجهات المعنية.

وبالنسبة للصعوبات والعراقيل تتعرض لها الشركة في العديد من المجالات، ولعل أبرز هذه المشكلات النقص الكبير في عدد العمال وخاصةً عمال الإنتاج، حيث تبين من خلال الاطلاع على أعداد العمال في بعض مراكز الشركة سواء من عمال على خطوط الإنتاج أو فنيين تحتاج الشركة إليهم، إلى جانب ذلك تعاني "الكونسروة" من نقص السيولة اللازمة لتأمين مستلزمات الإنتاج وخاصة العلب المعدنية التي تشكل 50% من كلفة بعض المواد "علب 380 وعلب 200 غ"، إلى جانب صعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج وخاصة مادة السكر إضافةً إلى العلب المعدنية.

 

مقترحات لابد من تطبيقها

لتخطي المصاعب التي تعاني منها الشركة أكد صهيوني أنه لا بد من رفد الشركة بالعمالة اللازمة لتشغيل أكثر من ورشة في نفس الوقت وأكثر من وردية، إضافةً إلى ضرورة رفد الشركة بكادر إداري وخاصة في العمل والمالية وضرورة إدخال البرامج الحاسوبية للعمل، إلى جانب مساعدة الشركة في تأمين مستلزمات الإنتاج وخاصة مادة السكر، مع ضرورة تأمين مستلزمات الإنتاج وخاصة العلب وقبل بداية الموسم.

هذه المقترحات من شأنها أن تساعد على زيادة الإنتاج في الشركة ودعمها من كافة النواحي، ولا سيما من الجانب المادي إلى جانب زيادة عدد العمال الفنيين الذين لهم أهمية كبرى في الشركة ويشكل قلة عددهم مشكلة لا بد من معالجتها.

 

ختاماً

تعتبر شركة "الكونسروة" من الشركات المجتهدة في مجال إنتاج المواد الغذائية من رب البندورة والبازلاء الخضراء والمربيات وغيرها، والمحافظة على هذه الوتيرة الناجحة من العمل تعود لأسباب عديدة أهمها التعاون الموجود بين الإدارة وعمال الشركة، فهم يكملون بعضهم البعض ويبذلون قصارى جهدهم حتى تبقى الشركة محافظة على إنتاجها وقادرة بشكل دائم على تقديم أفضل المنتجات ليتم طرحها في الأسواق.

كما أن عمال الشركة يستحقون كلمة شكر تقال بحقهم، فهم لم يتخلوا عن مكان عملهم وبقوا مصرين على إبقاء عجلة الإنتاج مستمرة على الدوام، وهذا الأمر ليس غريباً على الطبقة العاملة التي تعتبر العمود الفقري لمجتمعنا والركن الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في أي مجال على الإطلاق.

هبا نصر – نيرمين الماهر


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك