الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » محليات

الصفحة السابقة »

في افتتاح الندوة الفكرية الدولية «سورية تنتصر» بمكتبة الأسد الوطنية: مفتاح: سورية انتهجت «قوة الحكمة» في بداية الحرب المستترة و«حكمة القوة» بعد افتضاحها

2015-09-10 08:30:19

قال وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل في افتتاح ندوة «سورية تنتصر»: إن التاريخ لم يشهد حرباً سوداء كالحرب التي شُنّت على سورية، كما لم يعرف البشر محنة ظالمة كالمحنة التي مرت على السوريين خلال السنوات الأربع ونيف الأخيرة.  

وأكد خليل أن سنوات المحنة وعذابات الروح صقلت عزيمة السوريين، حيث ارتقت أرواح شهدائهم، فترسخت أقدامهم في خصوبة الدم.. حوصروا في لقمة أبنائهم، فانتزعوا خبزهم من سنابل الشمس أعزاء شامخين.

وأكد وزير الثقافة أن أدوات الموت لم تستطع أن تزور طبيعة المواجهة، وإن ضللت البعض حيناً من الوقت، مضيفاً خلال الندوة الفكرية الدولية التي أقيمت برعايته في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق: «كنا ندرك أن الصراع مع هذه الهجمة صراع ثقافي حضاري يستهدف الوجود والهوية، ويسعى لاقتلاع العقل ومحو الفكر تمهيداً لزراعة وتعميم مشروع ظلامي تكفيري يقوم على تسطيح الوعي وتشويه القيم والمرجعيات الثقافية التي شكلت بمجملها منظومة معرفية أضافت روافد نبيلة لحياة الإنسان».

وتتناول الندوة التي تمتد ليومين آليات التعاطي السوري مع بداية الحرب على سورية، والمواقف الدولية تجاهها، والاصطفافات التي تبلورت مع مرور سنواتها الأربع.

واعتبر الوزير خليل أن سورية تنتصر بحضارتها لأن «صناع الحياة لا تهزمهم المحن» و«لأن جذورها علمت التاريخ أبجديته الأولى وموسيقاه الأولى ووضعت في يد الدهر مفاتيح الزمان وعياً وثقافة وانفتاحاً وتسامحاً» وهي «تنتصر بجيشها العربي السوري المقدس.. تنتصر بأبنائها ووحدتهم.. بوعي المصير والانتماء العميق لملامح ترابهم المقدس.. وبالتفافهم حول القامة الشامخة لرمز العنفوان العربي القائد الإنسان بشار الأسد».

من جهته قال عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح : إن تعامل الرئيس بشار الأسد مع الأزمة بحكمة وعقلانية، تمثل في استجابته لمطالب الشعب السوري بإحداث تغييرات حقيقية في البنية العامة للدولة.

وبيّن مفتاح أن الدولة السورية تعاملت مع المطالب المطروحة بجدية لأنها من حق الجماهير بغض النظر عن النيات المبيتة لتدمير سورية بعيداً عن الأهداف المعلنة للإصلاح.

وأكد عضو القيادة القطرية أن «حزمة قياسية من الإصلاحات تم إقرارها في بداية الحرب على سورية منها تجميد العمل بقانون الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وتغيير بعض المحافظين إلى جانب إصدار قوانين جديدة للإعلام والأحزاب، ومن ثم تمت صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية جديدة».

وأوضح مفتاح أن «الرئيس الأسد تعاطى مع الحرب منذ بدايتها بقوة الحكمة، وما إن أفصحت الحرب عن وجهها الحقيقي ذي الأدوات الإرهابية والقتل السافر حتى بدأت مرحلة يمكن وصفها بحكمة القوة».

وأشار عضو القيادة في حزب البعث إلى أن «القيادة السورية استجابت بحكمة لمعطيات الجبهة الخارجية للحرب من خلال تعيين ممثلين عن الحكومة ليكونوا وسطاء في الحلول المقترحة للأزمة التي تمر بها سورية، والاستمرار في استقبال المبعوثين العرب والدوليين وفق سياسة الأبواب المفتوحة تجاه جميع المبادرات التي يمكن لها أن تحقن الدماء السورية وبما يتوافق مع سيادة ومصالح سورية»، مضيفاً إن «الرئيس الأسد قدم في خطاب ألقاه في الشهر الأخير من العام 2013 رؤية وطنية للحل تحت سقوف سيادة سورية ووحدة شعبها وأراضيها واحترام ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية».

وبين عضو القيادة أن هذه الرؤية الوطنية ركزت على ثلاث مراحل: الأولى إيقاف العنف والإرهاب بكل أشكاله وإعادة المهجرين السوريين إلى بيوتهم التي تنطوي على إيقاف العمليات العسكرية من كل الأطراف والتزام الدول بالكف عن دعم الإرهاب مادياً وعسكرياً وفكرياً، يلي ذلك إطلاق حوار وطني واسع من أجل الوصول إلى ميثاق مشترك يتم الاستفتاء عليه، ينبثق عن ذلك حكومة جديدة تقوم بتفعيل مضامين الحل المتفق عليه من حيث كتابة دستور جديد وحكومة جديدة موسعة تعكسها خريطة برلمانية جديدة، وصولاً إلى المرحلة الثالثة كتتويج لما سبق يتم خلالها إطلاق مؤتمر للمصالحة الوطنية يعقبه صدور مراسيم بالعفو العام ونصل إلى حالة المسامحة التي تؤدي إلى الاستقرار وإعادة البناء.

 من جهته أوضح الباحث التركي «بركات قار» أن موقف رجب طيب أردوغان من الأزمة السورية لم يستطع تفتيت العلاقة بين الشعبين التركي والسوري.

وأكد قار أن موقف أردوغان كان فاضحاً منذ البداية في اصطفافه إلى جانب المشروع الكبير الذي تجري محاولات تمريره في المنطقة، مشيراً إلى أنه لا يزال مستمراً حتى الآن في موقفه رغم انكشافه على حقيقته تجاه الشعب التركي.

وعبر «قار» عن تمنياته بأن يدرك الشعب العربي عامة حقيقة السياسة المزيفة لأردوغان التي تعمل على تفتيت دول المنطقة، مشيراً إلى تحالفه مع قوى التطرف ودعمها وتدريب إرهابييها وتسهيل دخولهم إلى سورية.

الباحث «جواد الزيدي» من العراق الشقيق تناول عبر ورقة بحثية العلاقة بين الثقافة والطبيعة وصناعة التاريخ موضحاً أن «الطبيعة هي من يصنع التاريخ وبالتالي طبيعة المنطقة العربية الصحراوية والجبلية والبحرية وغيرها هي التي تتسم بها شعوب هذه المنطقة التي تحتضن الثقافة المدنية الحقيقية».

وأعرب الباحث الزيدي عن اعتقاده بأن «الصراع القائم في المنطقة ثقافي، لأن الثقافة سلوك وانتماء فإما أن تصطف الشعوب باتجاه الرؤية المدنية الثقافية الحقيقية، وإما أن تجنح نحو الاختطاف والقتل والظلامية».

واعتبر الزيدي «أن ما يوحد القوى الوطنية التقدمية هو مشروع مشترك لمعارضة الارهاب وبالتالي فقد قدمت هذه القوة الكثير من الشهداء وهذا الأمر مهم ولكن هذه القوى لم تمتلك حتى الآن الدعم والمال السياسي على غرار أعدائها في المشروع الظلامي الذي تدعمه قوى وأنظمة سياسية عالمية».

وعبر الباحث العراقي عن إيمانه بأن «الإرادة الحية ستنتصر ممثلة بسورية ومن يتحالف معها من أحزاب وقوى وشخصيات لأن هذا المشروع إنساني وقدر التاريخ ألّا ينتصر أعداؤه من أصحاب مشاريع العنف والإرهاب».

وأكدت الكلمة الافتتاحية التي تلت دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن أن ما تواجهه سورية اليوم ومن يقف معها من شرفاء الأرض هو خناجر الإخوة (الأعراب) قبل غيرهم حيث تحاول أن تعيد الصواب لانحرافات العالم .ودناءاته.ونوهت الكلمة أن النخبة الثقافية التي تشارك في الندوة الفكرية تؤمن بتبني مشروع السلام وتعلن من خلال رؤاها الفكرية مؤازرة سورية ومن يقف معها لفضح الزيف ومخططات التآمر التي تقف خلفها قوى الشر الأسود


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك