الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » محليات

الصفحة السابقة »

و قد أعيا الفساد البلد كما الإرهاب ... الجميع يريد محاربة الفساد .. إذاً من هم الفاسدون في سورية ... ؟

2015-05-12 11:36:11

ليس من حديث يجمع و يجتمع عليه  السوريين .. بل ليس من حديث مشترك و متوافق عليه بين المواطن و المسؤول .. إلا الفساد ..

فمن يتابع  و يسمع و يقرأ ... يلاحظ أنّ الجميع في سورية رافضٌ للفساد ... و الكل ينادي بمحاربته و تقويضه باعتباره أصل كل العلل التي نعاني و يعاني منها البلد ...

و لكن ما يلفت النظر هو أنّ الفساد مستمر و لم يتوقف لدرجة أنّك تسأل من هم المفسدون و أين هم الفاسدون الذين يرغب الجميع بمكافحتهم و تعليق المشانق لهم في ساحة المرجة .

 أين هم تجار الأزمة الذّين لا يمر يوم إلا و يهاجمهم مسؤول حكومي حين يريد تبرير ارتفاع أسعار هنا أو تقصير هناك ؟

أين هم المتلاعبين بلقمة عيش المواطن من المحتكرين الّذين مدوا أيدهم حتى إلى الخطوط الحمر .. فوجب على كبار المسؤولين إطلاق التهديدات و الوعيد بحقهم ..

أين هم المضاربين بالدولار الّذين ظلوا رغم اكتشافهم يضاربون و ظلوا يتلقون الاتهامات و مع كل اتهام كانت دولاراتهم تزيد ..

أين كل أولئك المجهولين الذين يحملون تهمة الفساد صباح .. مساء  دون أن نجد لهم أثر لا في محكمة و لا في سجن و في إعلام و لا حتى في ورقة تشير إلى اسم أي منهم .. إلا في حالة واحدة عندما يرفع الغطاء عن أحدهم  أو تتم إزاحته خارج مملكة الرضى ,  أو حين يظهر فاسد منافس أكثر سطوة و نفوذاً ؟؟

ما أحوجنا  إلى الشفافية و المصارحة ..  على الأقل و نحن نتحدث عن الفاسدين فتظهر لنا الأسماء و ننتهي من التعويم  ..

ما أحوجنا للتسميات قبل يصبحوا بعد قليل أشخاص وطنيين على اعتبار أن الوطنية هي كأي سلعة يمكن المتاجرة بها .. و هل كانت دماء الشهداء و أسرهم  غير سلع تاجر فيها البعض ليثري و ليحصل على المزيد من المكاسب و النفوذ

.. ولعل  حديث الرئيس بشار الأسد عن أن الوطنية هي شجاعة و ليست مجرد كلام ما هي إلا تعرية واضحة لهؤلاء الذين بلغوا مرحلة خطرة جداً  من الفساد عندما لم يجدوا ما يمنعهم لا أخلاقيا و إنسانيا من المتاجرة بأقدس ما في البلد و هم الشهداء و الجرحى .

في كل الأحول ستقولون أننا أيضا نتحدث عن الفساد بصيغة المجهول ...

و نحن نقول لكم لقد وصل الفساد إلى درجة من النفوذ لم يعد بالإمكان معها المواجهة و لذلك نحن نطالب الدولة القيام بحركة تصحيحية جديدة تعمل على إزاحة الفساد و الفاسدين عن كاهل البلد الذي أعياه الفساد أكثر ما أعيته الحرب و الإرهاب ..

و لعل نقطة القوة الحقيقية التي نملكها و هو ما أثبتته ظروف الحرب نفسها ... أن سورية دولة مؤسسات تم بنائها بطريقة قوية و ذكية و عبر هذه المؤسسات و بسطوة القانون و بالقضاء العادل و المؤسسات الرقابية المستقلة و الإعلام النزيه  يمكن الإطاحة بعروش الفساد حتى في أكثر مواقعه قوة و نفوذاً .. ليبقى السؤال ما الذي يمنع و قمة هرم الدولة حثت على مكافحة الفساد و تقويضه أينما وجد.

نكتب لكم هذه السطور ليس من باب التكرار و لكن بمناسبة بدء التحقيق في ملفات فساد من العيار الثقيل و الكبير أبطالها مسؤولين بمستويات مختلفة و متنفذون و أصحاب أموال ..

فها يجري الإفصاح عن هذا التحقيقات بشكل علني بعيدا عن المبني للمجهول  حين وضع النتائج ... على الأقل لضمان عدم تغيير الحقيقة .. ؟



مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك