ينطلق في موسكو اليوم الاثنين 6 نيسان منتدى تشاوري بشأن سوريا في جولته الثانية، وذلك بمشاركة وفد حكومي وممثلين عن أطياف المعارضة، بغياب الائتلاف المعارض. يذكر أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري سيترأس وفد الحكومة السورية، طبقاً لموقع روسيا اليوم، الذي أوضح أنّ اللقاء الأول عقد أواخر كانون الثاني الماضي وانتهى بتوقيع وفدي الحكومة والمعارضة وثيقة من عشر نقاط سميت بمبادئ موسكو.
من جانبه، أعلن نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية عارف دليلة أن المعارضة الداخلية تطالب بالعودة إلى عملية جنيف التفاوضية، وذلك من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأكد دليلة أن هيئة التنسيق الوطنية كانت دائما ضد الحرب والتدخل الأجنبي، لكنه أشار إلى أن القوى التي تدخلت في الشؤون السورية كانت مهتمة باستمرار الحرب.
من جانب آخر، ووفقاً للسفير، أعلنت "منظمة التحرير الفلسطينية" في دمشق إخراج حوالي ألفي شخص من سكان مخيم اليرموك خلال اليومين الماضيين باتجاه أحد الأحياء المجاورة، وذلك بعد سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من المخيم. وقال رئيس الدائرة السياسية للمنظمة في دمشق أنور عبد الهادي: "فتحنا معبراً آمناً من بيت سحم والبلدية، وتمكنا يومي الجمعة والسبت الماضيين بمساعدة الحكومة السورية ومنظمات إغاثة من إخراج نحو 400 عائلة، أي ما يقارب ألفي شخص إلى حي الزاهرة المجاور". وأضاف عبد الهادي أنه "تم إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة، وقدمت إليهم الاحتياجات اللازمة، كما تم إسعاف نحو 25 جريحاً إلى مشفى المجتهد ومشفى يافا". ولاحقاً، أكد هادي استمرار عمليات الاجلاء، لافتاً الى ان عدداً من سكان المخيم باتوا موجودين في حي يلدا المجاور وينتظرون نقلهم الى مراكز ايواء.
من جهته، قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) كريس غينيس في بيان إن "94 مدنيأً، بينهم 43 امراة وعشرون طفلأً، تمكنوا من الهرب من المخيم صباح الاحد بعد اشتباكات عنيفة ليلاً".
بدورها، أشارت وكالة سانا الى "خروج نحو الفي شخص من سكان المخيم هربا من ارهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة الى مراكز ايواء جهزتها الحكومة السورية فى حيي التضامن والزاهرة". ونقلت الوكالة عن وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط تأكيدها "التزام الحكومة بتأمين خروج جميع المحاصرين من قبل التنظيمات الارهابية في مخيم اليرموك، ولا سيما الاطفال والنساء".
وقال مصدر أمني سوري إن "الجيش عزز وجوده حول المخيم واليقظة تامة لوضع حد لأي تطور"، لافتاً الى انه "لا قرار بالدخول الى المخيم بشكل مباشر" في موازاة تأكيده "التعامل مع اي هدف إرهابي اينما كان". ونشر التنظيم المتطرف أمس، صوراً لمقاتليه داخل المخيم، كما عرض أيضاً صورة 13 رجلاً راكعين ووجوههم إلى الحائط. وكتب تحت الصورة أنهم مقاتلون من جماعة "أكناف بيت المقدس".
من جهة ثانية، أعلنت "الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان" تفجير "داعش" أمس، كنيسة داخل بلدة آشورية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.وقالت الشبكة في بيان إن "تنظيم الدولة الإسلامية فجر كنيسة السيدة العذراء في بلدة تل نصري عند التاسعة من صباح أمس الذي يصادف عيد الفصح لدى المسيحيين" الذين يتبعون التقويم الغربي.
وأبرزت الحياة: «النصرة» تتراجع عن دعم «داعش» في اليرموك. ووفقاً للصحيفة، أعلنت «جبهة النصرة» امس تراجعها عن دعم تنظيم (داعش) في مخيم اليرموك وسط مناشدات لـ «حماية» اللاجئين الفلسطينيين بعد سيطرة «داعش» على معظم المخيم وسقوط 13 «برميلاً» عليه أمس. وتنطلق اليوم الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» لمناقشة جدول أعمال يتضمن إشارة إلى بيان «جنيف- 1»، بمشاركة 30 معارضاً ليس بينهم قادة عسكريون بعد رفض النظام هذا الاقتراح.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى «محاولة إيجاد حل» لحماية الفلسطينيين في اليرموك، فيما أكد رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل «تحييد المخيم وكل المخيمات الفلسطينية، وإبعادها من تطورات الأزمة السورية المؤلمة، وإنقاذ المخيم في شكل عاجل».
سياسياً، يشارك في «منتدى موسكو-2» حوالى ثلاثين معارضاً بينهم المنسق العام لـ «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة، مقابل مقاطعة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هذه الاجتماعات. وقال جميل إن الجلسة الثانية تختلف عن الأولى، إنها تتضمن مناقشة جدول أعمال للحوار اقترحه منسق «منتدى موسكو» فيتالي نعومكين تضمن «مهمة القوى الوطنيّة المشاركة في مواجهة التحديات، بما فيها الإرهاب الدوليّ وتدابير بناء الثقة التي يُمكن اعتمادها من قبل الحكومة والمعارضة وأسس العمليّة السياسيّة، بما في ذلك أحكام بيان جنيف» الذي تضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية.
وفي شمال غربي البلاد، قال ناشطون إن صراعاً غير مباشر يجري بين النظام وفصائل المعارضة على الوجه المدني في إدلب بعد سيطرة «جيش الفتح» عليها قبل أيام. وقالت مصادر مطلعة إن النظام «أنذر جميع الموظفين بترك أعمالهم والالتحاق بمحافظات أخرى» خاضعة لسيطرته بالتزامن مع شن «86 غارة».
إلى ذلك، أفاد تقرير لفرانس برس أنه بعد أسبوع من سيطرة "جبهة النصرة" وحلفائها على مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، لم يستطع سكان المدينة استعادة نسق حياتهم الطبيعية لاسيما في ظل الضرر الكبير الذي لحق بالمدينة.
شوارع خالية من ازدحام معتاد، أبنية مدمرة وواجهات متاجر مشوهة وسيارات محترقة ونوافذ محطمة ونفايات مكومة على الأرصفة. هذه هي إدلب مركز المحافظة الثانية الذي يخرج عن سيطرة القوات الحكومية بعد الرقة، بعد أسبوع من سيطرة "النصرة" وحلفائها على مدينة تضررت بالاشتباكات الأخيرة ولا تزال تتعرض لغارات جوية. وحسب نشطاء لا يتجاوز عدد المقيمين في المدينة اليوم بضعة آلاف بعدما كانوا مئات الآلاف. ويخشى السكان العودة حاليا بسبب القصف والأنباء المتناقلة حول الهجوم المقبل لاستعادة المدينة من قبل الجيش، فيما يرفض آخرون العيش في ظل سيطرة "النصرة" والكتائب الإسلامية مفضلين اللجوء إلى اللاذقية المجاورة حيث السيطرة للدولة. وحسب التجار المحليين فإن حركة البيع والشراء خفيفة جدا بعد نزوح الأهالي من المدينة، وكانت محلات بيع التبغ والكحول قد أحرقت فور دخول الإسلاميين.
وفي نتائج الحرب على سورية، كشف التقرير الشهري لمنظمة اليونيسيف عن إحصائيات صادمة حول الوضع الإنساني للمتضررين من السوريين وأوضاعهم المعيشية في الداخل السوري والبلدان المجاورة.
وحسب التقرير الصادر في شهر شباط فإن المساعدات الإنسانية اللازمة تضاعفت 12 مرة منذ بداية الأزمة السورية، ووصل عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدة إنسانية إلى 12.21 مليون سوري، أي ما يعادل نصف تعداد الشعب السوري تقريباً. ويقصد بالمساعدات الإنسانية هنا مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء ودواء وملبس ومسكن وتعليم. ويضاف إلى هذه المأساة الإنسانية فجوة ضخمة في تمويل حملة المساعدات تصل إلى 84% من المجموع الكلي المطلوب. ومن ضمن الـ12 مليون المذكورين في التقرير، هناك 5.6 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة، و7.6 مليون نازح في الداخل السوري ممن أجبروا على ترك منازلهم ومناطق سكناهم حفاظاً على أرواحهم، لكنهم لم يخرجوا من سوريا. وكذلك يتضمن العدد 4.8 مليونا من المتواجدين في مناطق يصعب وصول المساعدات إليها بسبب الصراعات المسلحة والحصار الذي تعاني منه بعض المناطق في سوريا. وحسب التقرير فإن أكثر من 11 مليون سوري بحاجة ماسة إلى مصدر للمياه العذبة ونظام صرف صحي في مناطق سكنهم.
وسلط التقرير الضوء على حالة الحصار التي تعاني منها مناطق في مدينة ديرالزور تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، حيث منعت الجماعات المسلحة الحركة التجارية من وإلى تلك المناطق، كما منعت وصول المساعدات الإنسانية ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع في أسعار السلع الأساسية في المدينة. وأدى غياب أنظمة تنقية مياه الشرب إلى حالات تلوث سببت تزايداً ملحوظاً في الأمراض وخاصة الجلدية منها. وقد تكرر سيناريو الحصار على عدة مناطق في سوريا تبادلت فيها القوات الحكومية والجماعات المسلحة الأدوار، سواء في ضواحي العاصمة أو أحياء حمص وحلب ومناطق أخرى، والضحية الأساسية تبقى من المدنيين.
ومن أهم العوامل المؤثرة في الحالة الإنسانية في المدن والمحافظات السورية حركة النزوح من الأرياف وضواحي المدن إلى داخل المدن حيث تقل وتيرة الاشتباكات المسلحة. وتوضح الإحصائيات المرفقة بتقرير منظمة اليونيسيف فجوة مالية ضخمة في تمويل حملة المساعدات. فقد وصلت فجوة التمويل إلى أكثر من 80% من إجمالي المبلغ المطلوب.
من جانبه، دعا بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس، الى تعبئة من أجل مواجهة المأساة الإنسانية الكبيرة في سوريا والعراق، وقال: "ندعو الى الصلاة كي تتوقف قرقعة السلاح ويعود التعايش السليم بين مختلف المجموعات في هذين البلدين العزيزين". وأمل البابا، لمناسبة عيد الفصح، أن "يكون الاتفاق الإيراني خطوة باتجاه عالم أكثر أماناً". وتمنى فرنسيس أن "يسود السلام في اليمن"، وقال: "نوكل برجاء الى الرب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في لوزان".
واعتبرت افتتاحية الوطن العمانية: حوار سوري وحرص روسي على نجاحه، أننا أمام تجارب صعبة من الحوارات خصوصا وان بعض الانقلابات حصلت في الداخل السوري ادت إلى فقدان المعارضة الكثير من قدرتها على التأثير في الميدان الذي تسيطر عليه ” داعش ” وجبهة ” النصرة ” وقوى تدور في فلكهما، الأمر الذي يجعل من قدرة المعارضة سطحية وهامشية، ومع ذلك تسعى الدولة السورية بمساعدة الروس وحرصهم على خوض الحوارات لعل وعسى ان تصل الأمور إلى غاياتها على مستوى الميدان.. روسيا الحريصة اذن على تبادل الحوار السوري، ستظل تتقدم بما يسهل الطريق إليه، تشجيعا لخوضه، وتعريفا بأنه الحل الأمثل لتحقيق الأمل الدائم بالخلاص. ولهذا تذهب الدولة السورية إلى موسكو وهي في غاية الأمان مما ينتظرها من حرص روسي على مصالحها ومن دفع ثابت من قبلها.