الجعفري: قيامة سوريا وأهل سوريا هي خلاص للشرق برمته وللعالم من الذهنية الاقصائية
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن سوريا تقف اليوم في وجه من اتخذوا القتل شريعة لهم واعتمدوا سياسة التفرقة بين أبناء الوطن الواحد بقصد زرع الفتنة والشقاق بين أهل سوريا ذوي القلوب النقية والذين صمدوا لأن إيمانهم بوطنهم راسخ في قلوبهم رسوخ جبال سوريا في أرضها المعطاءة.
خلال ترحيبه بغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الذي يزور أمريكا لتنصيب نيافة المتروبوليت جوزيف زحلاوي راعياً لأبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية أوضح أن الأحداث التي تشهدها منطقتنا والتي تدمي القلوب وتثقل الأرواح الطيبة النقية في مشرقنا العظيم مفتعلة والغاية استهداف الكنيسة المشرقية وأتباعها الذين لا يزالون متشبثين بالأرض على الرغم من كل الضغوط مؤكدا أن تشبثهم وثباتهم هذا يأتي نتيجة إيمانهم العميق بانتمائهم لكل ذرة تراب في ذلك الشرق الخير.
وشدد الجعفري على أن البطريرك يازجي يمثل سوريا المجروحة والتي كانت وستبقى مركزا للوسطية والاعتدال والمحبة والتسامح الذي يعيش وينمو في كل كنيسة ومسجد ودار عبادة.
وخاطب الجعفري غبطة البطريرك بالقول "أنت هنا استمرارا لبولس الرسول في رحلاته التبشيرية الثلاث التي انطلقت من أرض سوريا حاملا معه للعالم هداية المسيح عليه السلام أرحب بكم باسم سوريا الأم الأكثر محبة والفة وانسجاما على الرغم من جراحها وباسم كل مواطن سوري حق ومؤمن بسوريته أرحب بكم وأنتم تمثلون سوريا المعلقة على صليب الآلام والتي تدفع ثمن اعتدالها وتسامحها ورفضها لافكار التطرف".
وشدد الجعفري على أنه لا توجد في سوريا أقليات وقال "أيها السادة يوجد في سوريا سوريون فقط … نقطة أول السطر"، كما أوضح أن ما تعاني منه سوريا يحتاج منا جميعا أن نتكاتف ونقف صفا واحدا في وجه رعاة الظلم ومروجي الأفكار الظلامية وأن نعمل التفكير والتعقل في كل ما نمر به درءا لخطر الفتنة وتكريسا لقيم المحبة التي هي روح الله التي يريد للبشر العيش في كنفها.
وبيّن الجعفري أن الآلام التي تمر بها سوريا أظهرت المعدن النقي والأصيل للمواطن السوري الذي يحمل وطنه سوريا في قلبه أينما ذهب وأينما حل ومدى إخلاصه له ليثبت للعالم أجمع أن قيامة سوريا وأهل سوريا هي خلاص للشرق برمته وللعالم من الذهنية الاقصائية الجاهلية والقبلية التي يسعى البعض من معتنقيها جاهدا لفرضها على شعبنا وشعوب المنطقة والعالم كما أن هذه المحنة اثبتت للعالم بأن إيمان السوريين العميق بوطنهم ينبع من إيمانهم العميق بالله تعالى وبرحمته الواسعة التي لا بد أن تطغى على قوى الشر بعد كل امتحان صعب.
وتمنى الجعفري لنيافة المتروبوليت جوزيف زحلاوي ابن سوريا وراعي أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية التوفيق في حمل الأمانة وإعلاء راية الكنيسة المشرقية الأم في المغترب كما جدد ترحيبه بالبطريرك الذي تثبت زيارته الرعوية بأن لا قدرة للنار على حرق وطن كبير بحجم سوريا يعيش في قلوب كل فرد من أبنائه، آملا بالسلامة للمطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم المختطفين من قبل أتباع الفكر الظلامي الذي لامكان له فوق أرضنا ومطالبا بالإفراج عنهما دون قيد أو شرط كما طالب القوى التي تدعم ذلك الفكر الظلامي بالضغط على الخاطفين لإطلاق سراح المطرانين.
10/12/2014
المصدر : سانا