لم تتوقف مسيرة الإعلام النقابي عن تحقيق المزيد من النجاحات التي تتجسد في الانتشار الواسع للمادة الإعلامية العمالية النقابية وتسليط الضوء على واقع العمال والعمل والإنتاج وإيصال صوت عمال سورية إلى جميع أنحاء العالم وتوظيف هذا الإعلام في مواجهة ممارسات قنوات العهر والفبركات والتضليل الإعلامي التي أساءت لسورية وشعبها وكانت شريكة في سفك دماء أبناء الشعب السوري.
لقد ساهم الإعلام النقابي ضمن منظومة الإعلام الوطني بكل جدارة في مواجهة ومجابهة قنوات مشبوهة تناست الأخلاق المهنية والإنسانية ونفذت كل ما طلبته منها قوى الاستعمار القديم الجديد والصهيونية العالمية التي حاولت تحويل الشياطين إلى ملائكة وشيطنة الملائكة عبر التزوير والتضليل والفبركة والكذب والنفاق المفضوح.
نستطيع اليوم أن نقول إن وسائل الإعلام النقابي كانت فاعلة ومتفاعلة خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية من خلال دورها التوعوي لحقيقة ما يجري وكشف ممارسات ونفاق أكثر من 200 وسيلة إعلامية شاركت بدعم الإرهاب في سورية وضللت الرأي العام العالمي.
وانطلاقاً من أهمية الإعلام ودوره الكبير، تم العمل على تطوير الإعلام النقابي ليس على مستوى الشكل فقط بل على مستوى الكوادر لتكون قادرة على حمل الهم الوطني، واستخدام ما توفره ثورة الاتصالات التكنولوجية من أجل تحقيق خصوصية على مستوى المادة الإخبارية والنفس المطلبي الذي يشكل جوهر عمل المنظومة الإعلامية النقابية وذلك على أساس الإحاطة بجميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع مراعاة الخصوصية النقابية في نقل نبض الشارع بلغة تتميز بالثبات في بلوغ الهدف (إسماع صوت العمال وإيصاله إلى صاحب القرار).
وقد ركز الاتحاد العام لنقابات العمال على توسيع قنواته الإعلامية، فإلى جانب الصحافة المكتوبة والإعلام المرئي والمسموع كان هناك اهتمام بالمواقع الالكترونية وصفحات (الفيسبوك) التي يتابعها عشرات الآلاف ودون إغفال ضرورة النظر في محتوى الإعلام المقدم نقابياً ولغته الإعلامية السياسية والنظر جدياً في توظيف مفهوم "الإعلام الجديد" الذي يدور النقاش حوله حالياً على مستوى العالم في الإعلام النقابي الذي كان وبشهادة الجميع نافذة لقضايا الوطن برؤية متفردة وبأفكار أكثر عمقاً ودراية ونفاذاً لبواطن الأمور وجذورها.
وطبعاً القفزات النوعية التي تحققت في الإعلام النقابي لا تعني الوصول للكمال وأنه بات يلبي تطلعات المنظمة النقابية، فهناك جهود مستمرة تبذل لتحقيق اختلاف حقيقي في المستوى من حيث الشكل والمضمون بما يثبت أن وسائل الإعلام النقابي قادرة على المنافسة والبقاء الفاعل وحجز مكان متقدم في الساحة الإعلامية الوطنية باعتبارها الوعاء الجامع لهموم الوطن والمواطن والطبقة العاملة السورية.
إن معيار النجاح هو استقطاب الطبقة العاملة التي لمست مصداقية في العمل ونهجاً إعلامياً أكثر التصاقاً بحياتهم ومشكلاتهم وأكثر فاعلية في معالجة قضاياهم وتعرية السلبيات على اختلاف مستوياتها دون مواربة وبلغة إعلامية متميزة، هذا عدا عن أن الإعلام النقابي استطاع بإستراتيجية عمله بناء علاقة متوازنة بين العمل النقابي والعمل الحكومي سواء فيما يخص الدور الرقابي المناط به أو على صعيد الشراكة في صنع القرار.
ورغم الكثير من التحديات والصعوبات إلا أنه يمكن القول إن الإعلام النقابي بات مهيئاً أكثر من أي وقت مضى للتعامل والتفاعل مع متطلبات مرحلة إعادة الإعمار خاصة أنه أثبت في منظومة عمله تفوقاً في الاستجابة لمتطلبات المرحلة الاستثنائية التي عاشها البلد، وطبعاً ثقتنا كبيرة بأن الأيام القادمة ستكون شاهدة على كفاءة وجدارة الإعلام النقابي، من خلال جملة من الإجراءات والتحديثات التي ستطرأ عليه وبتعاون وتكاتف جميع الأخوة العمال والنقابيين على كل مختلف المستويات.