الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

جلسة طارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دعماً للقدس

2017-12-26 11:47:17

عقد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دورة طارئة لمجلسه المركزي في مقر الاتحاد العمالي العام في لبنان تحت عنوان "معا لأجل القدس عاصمة فلسطين الأبدية" بمشاركة وفد من الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية برئاسة الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام.
وقال القادري في كلمته: إننا نعيش اليوم في عصر سقطت فيه المعايير وغابت فيه القيم وسادت فيه شريعة الغاب.. عالم يأكل فيه القوي الضعيف، ولا مكان أو حقوق للضعفاء فيه، فالحق الذي ليس له مخلب يحميه.. يضيع، وما نعيشه اليوم من محاولات تدمير اليمن وضياع ليبيا ومحاولاتهم الفاشلة لتفتيت سورية، وأيضا محاولة استهداف أمن مصر ماهي إلا مقدمات لما بات يظهر للعلن اليوم من قرارات ومؤامرات على مقدرات ومقدسات الأمة وبث لروح التفرقة بين مكونات الأمة الواحدة، وعندما نقف متفرجين على بعضنا البعض في أزماتنا وفي حروب افتعلت ضدنا، من الطبيعي أن تكون هذه هي النتائج".
وأضاف القادري: اليوم فهمنا لماذا كانت الحرب على سورية والعراق، ولماذا استهدفت ليبيا ومصر، وأدركنا بعد قرار هذا الأحمق "ترامب" أن الولايات المتحدة دولة بدون قيم بدليل أنها أوصلت هذا الأحمق إلى سدة الرئاسة فيها، وبأن قراره كشف عورات بعض الأنظمة العربية التي لا زالت تتسول على موائده الحقوق والحلول لقضاياها وهو يصفعها الصفعة تلو الأخرى .
وأشار القادري إلى أن بعض الزعماء الذين ابتلت بهم أمتنا العربية والذين تصدروا المشهد لا يمثلون خيارات الأمة العربية ولا يمثلون شعوبها، مؤكداً أنه لابد لهذا الليل أن ينجلي بإرادة الشرفاء من أبناء الأمة العربية داعياً إلى تقديس قيم المقاومة وإعلاء خيارها في أفعالنا وتصرفاتنا، وعدم الاكتفاء بالاجتماعات وإصدار البيانات.
وأردف القادري: "المقاومة هي الخيار الأجدى، فسورية قاومت مشروعاً تدميريا كان المراد منه اقتلاع سورية بمواقفها ومبادئها وموقعها المقاوم .. قاومته بجوع شعبها وأنين جرحاها ودماء شهدائها وبطولات جيشها وحكمة قيادتها وانتصرت، كذلك لبنان الذي استطاع بمقاومته تحرير الجنوب والانتصار على الكيان الصهيوني، واليوم هؤلاء المقاومين الذين انتفضوا في القدس وفي كل مكان من فلسطين والذين لم يستطع رعاة التطبيع الخونة أن يدجنوهم أو يقتلوا فيهم روح الصمود والمقاومة... اليوم بقبضاتهم وحجارتهم ستنتصر القدس، وستنتصر دولة فلسطين طال الزمن أم قصر، وهذه ليست أمنية بل فعل إيمان نراه سيتحقق قريبا".
وتابع القادري: نحن كطبقة عاملة "عمال الوطن العربي" نمثل الشريحة الأوسع فيه، ولقاؤنا اليوم بداية نبض جديد، فعلينا أن نعلي قيم المقاومة ونرسخ ثقافتها، لأننا جميعاً مستهدفون.. فلا يعتقد أحد أن سورية استهدفت وانتهى الأمر، بل مشروعهم مستمر، ولكن من سوء حظ أصحاب المشروع أنهم بدؤوا بسورية وتحطم مشروعهم على صخرة صمودها بمقاومة أبنائها الشرفاء.
ولفت القادري إلى أهمية كل جهد يبذل في سبيل تحقيق التضامن العربي والوقوف في وجه السياسات الإمبريالية التي فضح أمرها وأصبحت تمارس في الصالونات بعد أن كانت تحاك في غرف مغلقة، وقال: لن نصمد بغير التضامن العربي وهو أضعف الإيمان ولن نصمد إذا لم نعلي شأن لغتنا العربية وندحض كل المقولات الكاذبة التي سيقت علينا والصراع الذي اختلق بين العروبة والإسلام والتناقض الذي حاولوا أن يغذوه، علينا أن نوضحه لأن العروبة هي الوعاء الذي حمى الإسلام وعلينا أن ندرك أنه بقوميتنا وبتضامننا وإيماننا نحقق كل أهدافنا، ستقوم الدولة الفلسطينية عاجلا أم آجلا وستكون القدس عروسة المدائن عاصمتها الأبدية لأن مستقبل القدس لايحدده دولة أو رئيس وإنما يحدده تاريخها وإرادة الشرفاء من أبنائها.
وفي مداخلاتهم دعا المشاركون إلى رص الصفوف للتصدي لوعد ترامب الذي يأتي استكمالاً لوعد بلفور داعين إلى حراك شعبي فاعل يقوده العمال العرب للتظاهر أمام السفارات الأمريكية يقولون فيه بصوت واحد بأننا "لن نرضخ لهجمة إرهابية لدولة مارقة ولن نسمح بسلب القدس العربية بقرار جائر".
وأكد المشاركون أن القدس العزيزة هي قبلة العرب ولا يمكن المساس بها وهي عربية وستبقى عربية إلى يوم الدين ويجب تظافر الجهود لنصرة الشعب الفلسطيني ولانتزاع اعتراف جميع الدول بدولة فلسطين، داعين المنظمات الدولية ممثلة بمجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات إلى اتخاذ مواقف صريحة وحازمة تجاه هذا العدوان المتمادي على القدس.
كما وجه المشاركون رسالة إلى الرئيس الأمريكي بأن القدس ستبقى عربية واجتماع اليوم هو شكل من أشكال مواجهة أكبر مؤامرة عرفتها وبأن من يدعم الوجه الآخر للإرهاب والتكفير المتمثل في الكيان الصهيوني هو عدو لنا.
شارك في الوفد النقابي السوري كل من الرفاق إبراهيم عبيدو ورفيق علوني ونبيل العاقل.
وفي البيان الختامي أكد المشاركون فى الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أن العدوان الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي المستمر على الشعب الفلسطيني والقرار الأمريكي الجائر بتهويد القدس يشكل سابقة خطيرة في انتهاك القانون الدولي.
وقال البيان الختامي "إن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس يشكل سابقة خطيرة في اختراق القانون الدولي من قبل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن وهو بمثابة خروج عن الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة".
وأكد المشاركون في الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أن القرار الأمريكي يفرض على مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولية عاجلة لاحترام قراراتها والالتزام بها خصوصا تلك المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد البيان على أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب سيتابع مسيرة النضال إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضيته من أجل التحرر من الاحتلال الغاشم المدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها، لافتا إلى أن ما تفعله أمريكا وأداتها إسرائيل يعتبر الإرهاب الأكبر على الأرض ولا يقل خطورة على المجتمع العربي والدولي من التنظيمات الإرهابية التي تعيث في البلدان العربية خراباً ودمارا وأن الإجراءات الأمريكية تثبت من جديد بالدليل القاطع زيف الإدعاءات الأمريكية حول حرصها على إحلال السلام في المنطقة والعالم.
وأكد المجلس المركزي وقوفه إلى جانب انتفاضة الشعب الفلسطيني لإسقاط القرار المتهور والخطير الذي يشكل استكمالاً لوعد بلفور الذي زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، داعيا كل النقابات العمالية العربية والدولية الصديقة إلى تعميق تضامنها مع الشعب العربي الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه وعن المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين ومشددا على أن القرار الأمريكي الظالم لن يغير في واقع أن القدس المحتلة هي عاصمة فلسطين الأبدية ومستقبل القدس لا تحدده دولة أو قرار بل هو ملك وقف للشعب الفلسطيني.
وطالب المشاركون المنظمات النقابية العربية والدولية بالتظاهر أمام السفارات الأمريكية في مختلف العواصم العربية والأجنبية والامتناع عن تأدية الخدمات التي تحتاجها السفارات والقنصليات والمراكز الأمريكية وكذلك خدمات الموانئ والمطارات للسفن والطائرات الأمريكية ولأي دولة تعترف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.
ودعا المشاركون جميع الدول والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الضغط على الإدارة الأمريكية للرجوع عن قرارها الجائر المخالف لشرعية قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية وقطع العلاقات مع الدول المؤيدة لهذا القرار.
وناشد المشاركون جميع القوى والفصائل الفلسطينية العمل بيد واحدة من أجل تمتين الوحدة الوطنية ووضع أسس وطنية ونضالية لمواجهة المخططات الصهيوأمريكية مطالبين بضرورة اعتبار المقاومة الشعبية بكل أشكالها طريقاً مشروعاً لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
كما طالب المشاركون فى الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب برفع الحصار الجائر عن الشعب العربي الفلسطيني بشكل كامل ليعيش كباقي شعوب الأرض ضمن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس والعمل على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من سجون الاحتلال الصهيوني وإيقاف إقامة المستوطنات وإزالة جدار الفصل العنصري ووقف كل الأعمال لتغيير ديموغرافية وجغرافية مدينة القدس المحتلة.
وشددوا على ضرورة وقف كل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وطرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حيثما وجدت وإقفال سفاراتها ومكاتبها التمثيلية وتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل وذلك بمقاطعة المنتجات الأمريكية والاسرائيلية.
وأدان المشاركون التطرف والإرهاب بكل أشكاله وأكدوا على العمل بكل قوة لمواجهته وآثاره الخطيرة على النسيج الاجتماعي للأمة العربية باعتباره الوجه الآخر من وجوه العدوان الصهيوأمريكي على الشعوب العربية.
ودعا المشاركون منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ووضع حد للعدوان والحصار والتهويد المفروض عليه والمساهمة في الحملة الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين.
حضر أعمال الدورة الطارئة مدير عام منظمة العمل العربية والأمين العام للاتحاد النقابي العالمي جورج مافريكوس وغسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وأعضاء الأمانة العامة ورؤساء الاتحادات والأمناء العامون للاتحادات المهنية العربية.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك