في الذكرى الرابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية ، لا يزال ذلك الانتصار التاريخي ماثلاً في قلوب وعقول أبناء الشعب العربي السوري الذي هزم كيان الاحتلال الإسرائيلي وحطم أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" ورسم بدماء شهدائه الطاهرة مستقبلا زاهراً وحقق انتصاراً ومجداً عز نظيره على مر التاريخ الحديث .
لم تتوقف فصول انتصار تشرين التحرير ، تشرين المجد والغار الذي صنعته سورية بدماء أبنائها البررة الأبطال ، مشاعل النور التي رسمت للأجيال طريق النصر والانتصار ، طريق المجد والفخار، وها هم أبنائها الأحفاد يصنعون من جديد الانتصارات ويخلدون البطولات في وجه العدوان الصهيوني ومرتزقته من العصابات الإرهابية المسلحة ، مجددين العهد على السير على خطى الآباء والأجداد الذين صنعوا النصر في تشرين الأول 1973 ، وهدفهم الوحيد مجد وعزة وانتصار سورية الحرة الأبية الواحدة الموحدة .
بطولات الجيش العربي السوري العقائدي ،الجيش الذي أسس للدفاع عن حياض الوطن وكرامته ، تبقى خالدة في الأذهان من انتصار حرب تشرين إلى يومنا هذا، فمن صنع النصر في تشرين يصنعه اليوم ويهزم الإرهاب التكفيري وقوى الظلام وداعميها ،وها هم بواسل الجيش والقوى الرديفة يكتبون من جديد في سفر التاريخ بطولات كبرى بأحرف من نور معمدة بدماء الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون لتبقى راية الوطن خفاقة عالية .
مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية وداعميها يتجدد انتصار حرب تشرين ، فالجيش العربي السوري بعقيدته الوطنية هزم العدو الإسرائيلي الذي يمللك أحدث أنواع الأسحلة وأكثرها فتكاً ويلقى الدعم الأمريكي والغربي المطلق ، واليوم يحطم أدواته ومرتزقته الذي جاؤوا من أربع جهات الأرض محملين بفكر تكفيري ومدعومين أيضاً من قوى البغي والعدوان التي عجزت عن جعل سورية تتراجع عن مواقفها الوطنية والقومية أو تتنازل عن حقوقها المشروعة وقرارها الوطني المستقل .
حرب تشرين التحريرية التي خاضها جيشنا البطل بقيادة القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد شكلت منعطفاً حاسماً في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني ، وأسست لزمن الانتصارات ونهج المقاومة الذي يقوى ويتسع في المنطقة ، هذا النهج وسورية هي قلبه النابض وقف في وجه كل المخططات المشبوهة التي تحاك لوطننا وأمتنا ، وهو النهج نفسه الذي بفضله تتحقق اليوم الانتصارات على الإرهاب ومموليه وصانعيه .
كما حطمنا في تشرين التحريرية أسطورة "إسرائيل التي لا تهزم" فإن بواسل قواتنا المسلحة يحطمون اليوم ويدكون معاقل الإرهابيين التكفيريين من داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية ، ويحققون الانتصار تلو الآخر، ويصنعون تشارين جديدة ومتجددة ، تؤكد أن سورية تسير بخطى ثابتة نحو النصر النهائي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
في ذكرى حرب تشرين التحريرية ، هذه الذكرى الغالية على قلب كل سوري شريف ، تجدد الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي عهد الوفاء والولاء للوطن وقائده ، أن تبقى كما عرفها أبناء شعبنا الأبي تقدم الغالي والنفيس في سبيل سورية الحرة الأبية ، وهي مستمرة في تقديم التضحيات وبذل الجهود دفاعاً عن المنشآت التي بنيت بعرق العمال ومن أجل إنتاج كل مسببات الحياة والصمود لأبناء وطننا الغالي .