يبدو أن قلة جبهات العمل بالنسبة لفرع الشركة العامة للطرق والجسور بدرعا تشكل هاجساً مفزعاً لإدارته وللعاملين فيه ورحلة بحثه الطويلة عن هذه الجبهات لا تخلو من المنغصات فبالكاد يستطيع أن يؤمن عقداً هنا أو هناك إلا أن طبيعة هذه العقود ونوعيتها تبقى من حيث الحجم والقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع وهي عبارة عن عقود متناثرة إسعافية تضمن له الاستمرارية على مواصلة الحياة والبقاء ولكن إلى متى سيبقى صامداً وقادراً على تغطية نفقاته من أجور وغيرها بإيراداته الذاتية في ظل توقف جبهات العمل على مستوى المحافظة.
مدير الفرع غسان الزعبي خلال انعقاد المجلس الإنتاجي للفرع حاول بكلامه عن واقع الفرع أن يكون متفائلاً فالمؤشرات الإنتاجية التي وردت على لسانه تجعل من هذا التفاؤل غير كاف للقول إن أمور الفرع على أحسن ما يرام مع كل التقدير والثنا ﺀ للجهود المبذولة من قبل الإدارة والعاملين فيها لتحسين واقع الفرع.
إلا أن ذلك لا يعفي من القول إن مستقبل الفرع قاب قوسين أو أدنى من السقوط فيما لو استمر الحال على هذا النحو فإذا كان قيمة المنفذ حتى تاريخه ٨٥ مليون ل.س من قيمة المخطط البالغة ٨٠٨ ملايين ل.س وهي لا تغطي نفقات الفرع من أجور وثمن مواد فإن ذلك يعني أنه يقتات على مشاريع صغيرة تبقيه على قيد الحياة فحسب ما ورد على لسان المدير أن الفرع نفذ مشروعاً بقيمة ٥ ملايين ل.س في بلدة جباب وعقداً آخر في بلدة قرفا بقيمة ٤ ملايين ل.س كما نفذ عقداً بقيمة ١٦ مليون ل.س في مدينة الصنمين.
المدير حاول أن يجمل صورة واقع الفرع معرباً أيضاً عن تفاؤله بعقد الأوتستراد البالغة قيمته ١١٢ مليون ل.س باعتباره يشكل رافعة تعيد للفرع توازنه وبارقة أمل لمشاريع جديدة لافتاً إلى الاستعدادات الجارية لتنفيذه على أكمل وجه ووفقاً لشروط العقد.
الصورة المقدمة كانت جميلة خاصة وأنها جاءت مكللة برغبة عارمة على العمل والانطلاق والعودة إلى ميدان العمل وإثبات الوجود ولكن حتى تكتمل جمالية هذه الصورة فإن هناك حاجة ماسة لتحديث الآليات الرابضة على أرض الفرع نظراً لقدمها وتكاليف إصلاحها الباهظة وبالتالي فإن العلاقة الجيدة السائدة مع الإدارة العامة للشركة والتي أشار إليها المدير من حيث المصداقية في تبادل الآراء وحل جميع المشكلات العالقة يجب أن تستثمر في هذا الاتجاه لتكون الانطلاقة الموعودة للفرع وما يبنى عليها من آمال مثمرة ودون ذلك فإن أي تفاؤل بمستقبل واعد يبقى مجرد مجازفة ومحاولة لذر الرماد في العيون.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
ياسين اللبان