كلمة الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية خلال افتتاح الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية
يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعاً شاكراً ومقدراً باسم عمال سورية ومنظمتهم النقابية الاتحاد العام لنقابات العمال حضوركم ومشاركتكم أعمال هذا الملتقى الدولي الهام لتعبروا باسم ملايين العمال في العالم الذي ينتمون إلى منظماتكم الصديقة والشقيقة..عن تضامنكم ودعمكم لعمال وشعب سورية في مواجهة العدوان والمعتدين، وأن مشاركتكم المشرفة في أعمال هذا الملتقى إلى جانب كونها رسالة بالغو الدلالات إلى عمال وشعب سورية بأنهم ليسوا وحيدين في معركتهم مع الإرهاب...هي في الوقت نفسه رسالة إلى المعتدين المتغطرسين من دربوا ..ومولوا ..واستجلبوا الإرهاب من أربع جهات الأرض إلى سورية، لتنفيذ أجندتهم القذرة لم يحصلوا من عدوانهم إلا الخزي والخيبة وأن شعباً عركته التجارب وصقلته المحن كالشعب العربي السوري فلم تزده إلا صلابة وعنفواناً على مواجهة الإرهاب ولم تزده مؤامراتهم وأحقادهم وإجرامهم إلا إيمانا بوطنه والتفافاً حول جيشه البطل الذي دك ولا يزال معاقل الإرهاب ومن يقف خلفه واصطفافاً خلف قائد تاريخي أصبح رمزاً لكل سوري شريف رمزاً لوحدة سورية ولكرامة السوريين رمزاً استطاع بحكمته وشجاعته وصلابته أن يجنب سورية الأخطار التي أرادها أعداءها لها رمزاً لكرامة السوريين واعتزازهم بأن بلداً كسورية استطاع بصمود شعبه وبسالة جيشه وحكمة قيادته أن يصمد في وجه قوى عظمة سخرت إمكانياتها المادية والإعلامية والعسكرية لإسقاطها فاستطاع بصبره وصموده أن يقبر المعتدين ومشروعهم
عمال سورية وفلاحوها ومثقفوها وكل الشرفاء من أبنائها واجهوا إرهاباً أسود لم يشهد له التاريخ مثيلاً إرهاباً تكفيرياً حاقد استمد إجرامه وإرهابه من فكراً وهابي إرهابي مجرم غريب كل الغرابة عن قيمنا وحضارتنا وتعايشنا المشترك منذ آلاف السنين.
شعب سورية استطاع خلال سنوات الحرب التي دخلت عامها السابع أن ينسج من دموع الثكالى واليتامى ومن أنين الجرحى ومن معاناة أبنائه ومن ركام ما دمره الإرهاب الأسود من بنى تحتية بناها شعبنا وعمالنا عبر عقود طويلة من التنمية أسطورة صمود سيتحدث عنها التاريخ بأحرف من نور وسيجل التاريخ أيضاً وأيضاً بأن في سورية وفي سورية فقط لم تعد البطولة حالة فردية كما قالها قائدنا البطل بل حالة جماعية فكم حققها بواسل جيشنا في الميدان حققها العامل والفلاح والمثقف وكل شرائح شعبنا كل في ميدانه في سبيل تحقيق نصر كنا واثقين منذ الأيام الأولى للحرب بأنه سيتحقق ونحن اليوم قاربنا تحقيقه على امتداد ساحات الوطن
إلى جانب الحرب الإرهابية الدموية التي واجهها الشعب العربي السوري فقد واجهة سورية حرباً اقتصادية شكلت إرهاباً بحد ذاته وتمثل بالعقوبات الاقتصادية الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر الذي فرض على بلدنا في تناغم واضح مع ماقام به الإرهابيون في الداخل من استهداف للمعامل والمواقع الإنتاجية ومحطات الكهرباء ومصادر المياه وشبكاتها وسرقة موارد الاقتصاد السوري بهدف تجويع أبناء شعبنا وكسر إرادة الصمود لديهم، إلا أن عمالنا الذين أدركوا منذ البداية مرامي الهجمة الإرهابية الحاقدة وأهدافها كانوا خلال هذه الحرب مقاتلين حقيقيين حيث توجهوا إلى معاملهم وشركاتهم مواقع عملهم الخدمي ..رغم كل الظروف الاستهداف والمخاطر التي كانت تنتظرهم و أصروا بروحهم الوطنية العالية أن يديروا عجلات مصانعهم ومنشآتهم ... لينتجوا لشعبنا الصامد أسباب الحياة ومقومات الصمود المشرفة ...التي تحققت خلال الأزمة لذلك كانوا هدفا للإرهابيين حيث استهدف عمالنا في مواقع عملهم وفي باصات مبيتهم وفي أماكن إقامتهم ومدينة عدرا العمالية خير شاهد على وحشية أولئك الإرهابيين وكان حجم استهدافهم بحجم دورهم في تصليب صمود الوطن فدفعنا كما دفع السوريين جميعاً فاتورة عالية من دماء عمالنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى الذين سببت لهم جراحهم إعاقات دائمة... ارتقوا ... وأصيبوا جميعاً بعدما استهدف الإرهاب التكفيري الحاقد معاملهم وأماكن عملهم بقذائف الغدر والعدوان .
إن الإرهاب التكفيري الذي واجهناه خلال هذه الحرب ... لا يشكل خطراً على السوريين فقط بل خطر على الإنسانية جمعاء ... وعلى العالم أجمع شعوباً وحكومات ... أن يتحد لاجتثاثه من منبته وعدم تمكينه من أن يجد بيئة آمنة يأوي إليها ... على العالم أن يتحد أيها السيدات والسادة لفضح وتعرية مصادره ... وإدانة مموليه وداعميه من الدول المارقة التي أصبحت معروفة للجميع لأن هذه الدول بإجرامها وأفعالها وسياساتها أصبحت تشكل خطراً على الإنسانية أيضاً ..
إن عمال العالم وأحراره وشرفائه كانوا معنا في معركتنا المصيرية ضد الإرهاب ..وهو ما لمسناه منهم خلال مؤتمراتنا النقابية والدولية والملتقيات التضامنية والحراك الجماهيري الواسع في أكثر من مكان لنصر سورية وشعبها وعمالها خلال سنوات الأزمة هؤلاء هم شركائنا أيضاً في كل الانتصارات التي حققتها سورية بصمود شعبها وقواتها المسلحة الباسلة وأصدقاء نضالها وحلفائها المخلصين وإنني أتوجه بمشاعر التقدير والوفاء لكم جميعاً أخوة مناضلين صادقين عبرتم بمواقفكم الشجاعة عن وحدة شعوب العالم ضد هؤلاء المجرمين القتلة الذين اقترفوا من الجرائم والآثام مايعجز إنسان عن وصفه وأن تداعيكم لمشاركتنا هذه الفعالية النضالية يؤكد مرة أخرى على رفض كل الشعوب المحبة للعدل والخير والسلام لكل أشكال الإرهاب والاستعمار.
أكرر ترحيبي بكم أخوة أشقاء وأصدقاء في دمشق الياسمين.. دمشق التي استعصت على الأعداء والطامعين ...دمشق التي حطمت على صخرة صمودها آمال الخونة والطامعين وأحلامهم ...شاكراً لكم جميعاً حضوركم ومشاركتكم وتضامنكم الصادق مع عمالنا وشعبنا آملاً أن تنقلوا محبة وتقدير عمالنا وشعوبنا لعمالكم وشعوبكم وأن تنقلوا أيضاً حقيقة ماشاهدتموه في سورية وأن تكونوا خير سفراء لها توضحون الحقائق وتجلون بواقعيتكم ومبدأيتكم المعهودة صدأ ماحاول الإعلام الأصفر أن يسوقه عنها خلاف للواقع وأود ختاماً أن أتوجه بعميق شكري إلى الرفيق جورج مافريكوس وأعضاء سكرتارية الاتحاد العالمي للنقابات على جهودهم المبذولة لعقد هذا الملتقى وإلى الرفيق غسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أيضاً على جهوده وأعضاء الأمانة العامة في التحضير لهذا الملتقى
كل الشكر والتقدير والعرفان للسيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على رعايته الكريمة لأعمال هذا الملتقى .