الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

قمة بوتين ترامب.. ما الجديد؟

2017-07-09 12:03:08

بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

على هامش قمة العشرين التي عقدت في هامبورغ الألمانية، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي لقاءً، هو الأول من نوعه منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وما سبق ذلك من جعجعة حول نيته محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة والسعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وتلميحه المستمر إلى رغبته في وضع حد للتمادي الخليجي في دعم التكفيريين والمتطرفين، وكأن إدارة سلفه باراك أوباما لم تكن هي الداعم الأول والأساسي للإرهاب، وكأن الولايات المتحدة بريئة من الدماء التي أريقت في منطقتنا.
محاولات ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض كانت توحي بأنه سيحدث تغييراً ولو جزئياً على سياسة بلاده الداعمة للإرهاب في سورية، لكن المتابع الحصيف يدرك أن هذا الكلام ليس إلا ذرّاً للرماد في العيون، فالأمريكي لا رابط له، وكلامه غير أفعاله، وأبناء المنطقة يدركون ذلك جيداً، وها هما القمتان (العربية الأمريكية) و(العربية الإسلامية الأمريكية) اللتان عقدتا في الرياض مؤخراً خير شاهد على ذلك، وحتى الآن يتابع ترامب نهج سلفه أوباما في دعم التنظيمات الإرهابية المسلحة ومدها بالمال والسلاح، وتأمين التغطية السياسية والإعلامية لها، ويوجه التهديدات للجيش العربي السوري القوة الحقيقية الوحيدة على الأرض مع حلفائه التي تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، بل ذهب أبعد من ذلك عندما شنت الولايات المتحدة عدواناً على مواقع لقواتنا المسلحة خلال تصديها للعصابات الإرهابية، وواشنطن بهذا الفعل تتناغم مع ما يقوم به كيان الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري من دعم استخباراتي ولوجستي لإرهابيي جبهة النصرة.
بالعودة إلى القمة الروسية الأمريكية في هامبورغ، وما نتج عنها من إعلان ترامب نيته محاربة الإرهاب، ورغبته في التعاون مع روسيا في هذا الصدد، فإننا نرى أن على الإدارة الأمريكية أن تثبت صدق أقوالها بالأفعال لا بالتصريحات فقط، وأن تعمل بصدق وشفافية مع روسيا المدافعة الأولى عن حقوق الشعوب وحقها في تقرير المصير، لتشكيل جبهة عالمية موحدة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه بكل أشكاله وأنواعه، والتوقف فوراً عن دعم الإرهابيين والمرتزقة في سورية، وإيقاف منابع الأموال والأسلحة التي تأتي إليهم، والجميع يعرف الجهات والأنظمة التي تقف وراءهم، والأمريكي ليس بريئاً من هذا الدعم الذي أصبح علنياً في مخالفة صريحة وواضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي.
في هذا الوقت بالذات يواصل بواسل الجيش العربي السوري تقدمهم على أكثر من محور واتجاه وأصبحوا على مشارف الرقة، بعد سحقهم لإرهابيي تنظيم داعش في البادية، فهل وصلت الرسالة إلى "الأحمق" ترامب بأن سياساته وسياسات من سبقه في البيت الأبيض ومخططاتهم لن تجد طريقها إلى الحياة ومكتوب لها أن تموت قبل أن تولد؟ إن فهم ذاك القابع في البيت الأبيض هذا الأمر جيداً وأراد تغيير تفكيره العدواني الاستعماري فلا بأس بذلك، وفي حال لم يفهم معطيات الميدان واستمر في الاعتماد على أدواته من التكفيريين والإرهابيين ومشغليهم في المنطقة من أنظمة الخليج ونظام أرودغان السفاح، فإن قواتنا المسلحة تستطيع وبكل اقتدار دفن المخططات الصهيو أمريكية في رمال البادية السورية وهي تفعل ذلك بالتأكيد.
نبارك لإخوتنا في العراق تحرير مدينة الموصل من رجس تنظيم داعش الإرهابي، ونؤكد على أهمية وضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين الجيشين السوري والعراقي لإعادة منطقة الحدود بين البلدين آمنة مستقرة لتعود قوافل التجارة بين البلدين كما السابق، وليعود أهالي تلك المناطق المهجرين إليها ويمارسوا حياتهم الطبيعية.
أما الغزاة والخونة فهم طارئون على المنطقة، وسيذهبون مع هزيمة الإرهاب المدعوم أمريكياً وغربياً، بينما أبناء المنطقة، فهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ والحضارة والثقافة، لذلك سيبقون في أرضهم وبيوتهم، وسيعيدون بسواعدهم بناء ما دمره الإرهاب التكفيري الإخونجي، وها هي سورية انطلقت في مسيرة إعادة الإعمار بالتوازي مع الانتصارات التي تحققها والتي تكللت بتحرير الكثير من المناطق وإعادتها إلى حضن الوطن.
نردد ونقول دائماً (إنما النصر صبر ساعة) وهذا النصر ليس فعل تمنٍّ فقط، بل هو حقيقة يسطرها شهداؤنا بدمائهم وبواسل جيشنا بتضحياتهم، وأبناء شعبنا بصمودهم وصبرهم، وعمالنا بذهابهم إلى معاملهم ومصانعهم وبإنتاج كل أسباب الحياة والصمود لبلدنا وشعبنا.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك