جملة من القضايا العمالية والاقتصادية حضرت على طاولة الاجتماع الذي ترأسه عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال القطري الرفيق شعبان عزوز ، في الاتحاد العام لنقابات العمال بحضور الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال والرفاق أعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات المهنية.
الرفيق القادري تحدث في بداية الاجتماع عن القضايا العمالية التي تم انجازها منذ بداية الدورة الحالية بالرغم من المعيقات والصعوبات التي تم مواجهتها في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً أن هذه الانجازات تحققت بفضل الدعم المباشر من القيادة للكثير من القضايا التي كانت ضمن خطط ومنطلقات عمل الاتحاد العام، ونوّه إلى استجابة الحكومة للعشرات من القضايا التي تهم العمال، وأشار إلى وجود الكثير من الجهود التي بذلت حيال بعض القضايا لكن لم تأت ثمارها حتى الآن وهي اليوم على طاولة الحكومة.
وأكد القادري أن أكبر المشاكل اليوم هي الواقع المعيشي للأخوة العمال وتآكل القدرة الشرائية في ظل الحرب الشرسة التي أدت إلى تردي الوضع المعيشي بشكل كبير، لذا قام الاتحاد العام لنقابات العمال بإعداد مذكرة تضمنت عدة مقترحات وحلول سيتم رفعها اليوم إلى الحكومة للنظر بها ودراستها بشكل فعلي.
بدوره أثنى الرفيق شعبان عزوز على الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد العام خلال الفترة السابقة، فالاتحاد العام له دور أساسي ومجتمعي وطبقي لا يمكن لأحد أن يتجاهله، والعمال هم العمود الفقري للعملية الإنتاجية، الأمر الذي يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة تجاه هؤلاء العمال، و يفرض علينا ملامسة همومهم بشكل جدي من خلال اللقاءات والاجتماعات الميدانية ذات المضمون الفعلي لا الشكلي فقط.
وأكد عزوز أن الاتحاد العام ليس منظمة عابرة في تاريخ سورية، بل هو سند وعون ورقيب على الجهات العامة في الإشارة إلى مواقع الخطأ والفساد، وشريك أساسي في العملية الإنتاجية وفي علاقات الإنتاج، والدفاع عن حقوق العمال والتصدي في ذات الوقت للعامل الذي يسيء إلى مواقع العمل لأننا معنيون بمواقع العمل قبل العامل، إذ لا يمكن فصل هذه المواقع عن العمال الذين يشكلان معاً اللبنة الأساسية للعملية الإنتاجية.
وأشاد عزوز في نهاية حديثه بالمرصد العمالي الذي باشر أعماله الفعلية في تقديم رؤى وأفكار للحكومة حول القضايا والمواضيع التي تخص المواطنين، مؤكداً أن دور المرصد يكمن في وضع النقاط على الحروف واستشارة مختصين وخبراء لوضع مقترحات لمعالجة الوضع الاقتصادي الراهن، كما نوّه إلى أهمية متحف الحركة النقابية ودوره الهام في استرجاع المراحل وتسليط الضوء على المحطات الهامة للحركة النقابية.
القادري توجه في نهاية الاجتماع بالشكر للرفيق عزوز على توجيهاته القيّمة، مؤكداً أن العمل في الاتحاد العام يسير بشكل مؤسساتي بالكامل وأن كل اللوائح والتعاميم التي تنظم عمل الاتحاد يُعمل بها، مشيراً إلى أن الاتحاد العام يُعنى حالياً بقضيتين أساسيتين هما الوضع المعيشي الراهن حيث باتت التكاليف المجتمعية أكبر بكثير من أي مشكلة اقتصادية يمكن أن تحدث اليوم بعد أن رفعت الدولة كل أسعار خدماتها ومنتجاتها باستثناء الأجور والتي هي بحاجة لإصلاح جدّي، أما القضية الثانية فهي مسألة إعادة الروح لبعض الشركات والمؤسسات التي توقفت عن العمل نتيجة استهدافها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة أو لوقوعها في مناطق ساخنة حيث نتابع هذا الموضوع مع وزارة الصناعة لبحث واقع إعادة عمل هذه الشركات المتوقفة والمتعثرة.
وأكد القادري على دور الإتحاد العام في الإشارة إلى مواقع الخلل وحالات الفساد ومنها الفساد الفكري الذي سنكون له بالمرصاد بدعم من القيادة والحكومة، فالاتحاد لا يقبل إلا أن يكون في طليعة العمل المجتمعي خاصة وأننا مقبلون على مرحلة إعادة الإعمار حيث نقوم بدراسة ووضع أفكار بنّاءة لنكون مساهمين فعليين في هذه المرحلة.
