الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

في عيد العمال الهلال : الطبقة العاملة كانت قطاعاً مهماً ومركزياً في معارك الوطن القادري: شكلت الطبقة العاملة في سورية وتنظيمها النقابي عبر التاريخ نبض الحياة وعنفوانها القادري : إيماننا بحتمية انتصار وطننا على أعدائه مسألة لا يخامرها شك وإيماننا بالم

2017-05-04 07:17:50

أقام الاتحاد العام لنقابات العمال مهرجانا مركزيا في مجمع صحارى، بمناسبة عيد العمال العالمي، حضره الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، والدكتورة هدية عباس رئيسة مجلس الشعب، ورئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس وعمران الزعبي نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية و غسان غصن رئيس الاتحاد الدولي للعمال العرب، وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث والوزراء ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وشخصيات سياسية وحزبية.
وأكد الهلال في كلمته التي ألقاها في بداية الاحتفال على رمزية هذا اليوم في حياة الطبقة العاملة السورية، وقال: إن احتفالنا اليوم بعيد العمال لهو مناسبة كي نرفع جميعاً من مستوى أدائنا، ونشحذ الهمم بما يتناسب مع المهام المطروحة أمام فئات المجتمع جميعها كي ننتقل بالوطن خطوة واسعة إلى الأمام...لا شك في أن العمال بين الفئات الطليعية في هذا المجال، مع إخوانهم الفلاحين الوطنيين كلهم في سورية الأبية، وأننا نعيش اليوم مرحلة تاريخية حاسمة، يتوقف عليها مستقبل المنطقة ومستقبل العلاقات الدولية باتجاهاتها الرئيسية.
وخاطب الهلال العمال بالقول: أنتم يا أبناء الطبقة العاملة العربية السورية العظيمة، كنتم قطاعاً مهماً ومركزياً في معارك الوطن كلها، فأنتم مع أشقائكم الفلاحين والحرفيين والأطباء والمهندسين وكل منظماتنا الشعبية ونقاباتنا المهنية عماد البناء ومحفز التقدم والنماء. وطنيتكم ليست مقتصرة على جهودكم في العمل والبناء، وهي جهود جبارة وأساسية في حياة الوطن، ووطنيتكم تتعدى ذلك إلى المجالات الكبرى كالوحدة الوطنية، والدفاع عن الوطن، والتمسك بثقافة العروبة، والتطلع نحو خير الإنسان والإنسانية. لهذا كنتم دائماً تتجنبون المطلبية الضيقة، وتؤكدون على المطلبية المنسجمة مع الوطنية ومع التشاركية بين فئات الشعب كلها، أنتم ترفضون خيراً لايعم الجميع ولا يسهم في تقدم الوطن وارتقائه...بل إن الإيثار من سماتكم الأساسية والتضحية مرتكز ثقافتكم ووعيكم الاجتماعي. وأضاف الهلال أنتم الفئة التي كانت دائما طليعية في تعزيز تماسك المجتمع، والتي تتكامل مع الفئات الأخرى في بوتقة الوحدة الوطنية الناجزة وهذه الوحدة هي حصانة الوطن في الدفاع وضمان الوطن في الإنجاز والبناء.
وأكد أن ما يعزز الثقة بالنصر عوامل حاضرة وموجودة بقوة في الواقع، وفي مقدمتها قائد يتمتع بتكامل مناسب بين الشجاعة والحكمة، وتكامل يستند إلى الإيمان بهذا الشعب وتقاليده وكفاحه طوال مراحل التاريخ. وتساءل الهلال من أين لهذا البلد الصغير كل تلك القدرة والشجاعة؟....معتبراً أن السر هو بإيجاز في أن شعباً كبيراً وعظيماً هو صاحب هذا البلد..شعباً كان طليعياً في مراحل التاريخ كلها منذ فجر الحضارة وحتى الزمن الحاضر. وتابع الهلال كلمته قائلاً : اليوم هناك قناعة لدى الجميع في العالم، بغض النظر عن تصريحاتهم النرجسية أمام وسائل الإعلام، بأنه من المستحيل قهر سورية وشعبها، وهذه المسألة جعلتهم في حيرة ويتساءلون عن كيفية وضع أهداف بديلة مادامت أهدافهم القديمة قد أصبحت في مملكة الوهم والخيال؟
من جهته اعتبر جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في كلمته أن هذا اليوم الذي تحييه الطبقة العاملة السورية تجسيداً للقيم والمعاني السامية التي يحملها الأول من أيار، وتخليداً لإنجازات الطبقة العاملة و نضالاتها وتقديراً وعرفاناً للأيدي المنتجة ووفاء للعرق والجهد والدم الذي يبذله عمالنا في كافة مواقع العمل والإنتاج لإعلاء شأن الوطن وتصليب صموده في وجه حرب لم تعرف البشرية أقذر ولا أبشع منها ولا من صانعيها ومخططيها ومنفذيها، حرب تستهدف الوطن بكل شرائحه ومكوناته بكل سهام الغدر والعدوان.
وتابع القادري لقد شكلت الطبقة العاملة في سورية وتنظيمها النقابي عبر تاريخ مليء بالصفحات النضالية المشرقة نبض الحياة وعنفوانها، وجسدت بتضحياتها أسمى معاني الوفاء والقيم الأصيلة والمشاعر الوطنية الصادقة، المستمدة من عمق انتمائها لسورية الوطن، سورية العراقة والأصالة والتاريخ العروبي والكفاح العريق، سورية التي تواجه اليوم أقسى وأبشع الحروب والخطط الاستعمارية الأمريكية الصهيونية الرجعية العربية والتي تستهدف من بوابة سورية العرب والعروبة، بهدف طمس الهوية القومية، سورية التي تواجه اليوم حرباً وجودية وموجة ظلامية تكفيرية عاتية وحملات إعلامية تضليلية تهدف إلى محو هوية شعبنا وأصالته واستهداف المحتوى الحضاري التاريخي لوطننا وفي يقيننا أيها الأخوة العمال أن الدفاع عن وطننا بكل السبل المتاحة أمانة في أعناقنا جميعاً، وأن العمل والعطاء وزيادة الإنتاج وتحسينه يمثل جبهة الدفاع الأساسية والعمق الحقيقي لقدرة أي شعب على الصمود، وهذا ما دأبتم عليه ووقفتم بكل شموخ وإباء في وجه كل التحديات، وها أنتم اليوم أشد إصراراً على التمسك بمبادئكم ونهجكم الوطني في الدفاع عن الوطن، وتقديس خياراته إلى أن يتحقق النصر الناجز على المعتدين.
وأضاف القادري: إن إيماننا بحتمية انتصار وطننا على أعدائه مسألة لا يخامرها شك وإيماننا بالمستقبل المشرق لسورية يعتمر صدورنا، وأننا نؤمن بأن معاناتنا كعمال وأن جروحنا وآلامنا وتضحياتنا هي نتيجة حتمية لصمود أسطوري أذهل العالم، في سبيل وطن نعتز ونشمخ ونتشرف بالانتماء إليه، وطن عجز أعداؤنا أعداء الإنسانية بكل دسائسهم ومؤامراتهم وأحقادهم وأدواتهم الرخيصة عن إسقاطه، وهذا مبعث فخرنا واعتزازنا، وانطلاقاً من إيماننا هذا فإننا مصممون على المضي في المساهمة الحقيقية الفاعلة في التصدي لكل ما يستهدف الوطن من عدوان وتآمر، فالطبقة العاملة كانت وما زالت وستبقى رديفاً أساسياً لجيشنا البطل، الذي يقف اليوم بكل بسالته وعنفوانه في وجه الذئاب المسعورة والمارقين والخونة المأجورين والطامعين الذين لم يوفروا سلاحاً لم يستخدموه في حربهم القذرة على الشعب العربي السوري وسيبقى أبداً عمالنا وتنظيمنا النقابي يتصدرون الصفوف دفاعاً عن بلدنا وإنجازاتنا ومكتسباتنا خلف القيادة الحكيمة لرمز صمودنا وكرامتنا ووحدتنا السيد الرئيس بشار الأسد.
ومن هنا يأتي شعورنا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن العمال في أن نكون الأحرص على منجزاتنا، والأشد تماسكاً بنضالنا مع أبناء شعبنا للدفاع عن الوطن وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وهذا يحتم علينا شد الأحزمة ومضاعفة الجهود لاستمرار العملية الإنتاجية وتصعيد وتائرها، وتأمين متطلبات شعبنا الصامد في ظل هذا الحصار الاقتصادي الخانق والعقوبات الظالمة التي فرضها المتشدقون بحقوق الإنسان، بهدف تجويع الشعب العربي السوري الذي يدفع بصموده وصبره ومعاناته ضريبة الدفاع عن سيادته الوطنية ومقاومته ووقوفه المشرف والبطولي في وجه المؤامرة بأذرعها الإرهابية الإجرامية التي دمرت وخربت المنشآت الاقتصادية وعملت على تقطيع أوصال الاقتصاد وسرقة موارده وبيعها في الدول المجاورة، بهدف زيادة معاناة شعبنا في محاولة عبثية يائسة لتركيعه وإخضاعه.
وتابع القادري كما برعتم كل في موقعه في الجهد الوطني لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله، فواصلتم وقوفكم خلف آلاتكم ومواقع عملكم تكدحون وتنتجون وتصلحون ما دمره الإرهاب من بنى تحتية وصروح حضارية بنيت بجهد آبائكم وعرقهم، وقدمتم آلاف الشهداء الذين انضموا إلى قوافل شهداء الوطن والذين سنحتفل قريبا بنصر خطته دماؤهم الزكية العطرة.
اليوم نحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة العمل والمثابرة لزيادة الإنتاج وإعادة الحياة إلى منشآتنا التي ضربها الإرهاب فالتحديات التي نواجهها اليوم ما زالت كبيرة وهي تستدعي رص الصفوف وحشد الطاقات والعمل بإخلاص ومثابرة لمعالجة تداعيات العدوان، والحرب الجائرة وتبعاتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، مستلهمين قيم الأول من أيار بما يحمله من دلالات ومضامين نضالية تستنهض همم التضحية والعطاء وتقوي عزيمة الصمود مؤكدين لكم أخوتنا العمال أن همومكم ومعاناتكم وما تواجهونه من صعوبات حياتية ومعيشية واجتماعية مؤلمة خلقتها ظروف الحرب وعبء مواجهة العدوان هي في مقدمة اهتماماتنا كقيادة نقابية، نعمل مع قيادتنا وكافة الجهات المختصة على تلبيتها وتحقيقها في إطار الإمكانات المتوافرة دون كلل أو ملل، وإن تطلعاتكم في الحفاظ على القطاع العام وتطوره وتخليصه من معوقاته والاعتماد على الذات لبناء اقتصاد وطني قوي ومتكامل مستنداً إلى بنية تشريعية سليمة معافاة اقتصاداً مولوداً لفرص العمل، محققاً لتنمية مستدامة متناسبة مع ما يزخر به اقتصادنا من موارد وإمكانيات، اقتصاد مقاوم يليق بسورية ومواقفها ومبدئياتها ودورها وحجمها يتصدر أولوياتنا وخطط عملنا، ومن هنا في رحاب هذا العيد عيد العمال العالمي نتذكر بخشوع أبطالنا الشجعان الذين فاق عطاؤهم كل عطاء، ونالوا شرف الشهادة والإباء، فارتقوا مرتبة "أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر" فتحية إكبار وإجلال لأرواحهم الطاهرة.
وختم القادري بالقول: في رحاب هذا العيد عيد العمال نذكر أبطالنا الميامين أبطال الجيش العربي السوري الذين يدافعون عنا جميعاً ويدكون مواقع الإرهاب في كافة أرجاء الوطن، ونعاهد قائدنا المظفر السيد الرئيس بشار الأسد بان نبقى الجند الأوفياء والبناة الحقيقيين لوطننا، بكدنا وعرقنا نرسم معالم الغد الآتي الذي نراه أكثر إشراقا، منطلقين من روحنا الوطنية العالية سنستمر بالعمل والعطاء والبذل خلف قيادته الحكيمة لنفوت على أعداء الوطن والمتربصين به فرصة تحقيق أي هدف من أهدافهم اللئيمة.
ووجه القادري التحية لكل العمال في عيدهم..عيد الوطن و إلى كل قطرة عرق بذلوها في سبيل الوطن وإعلاء راياته وإلى كل يد منتجة معطاء ، داعياً إلى مزيد من الصمود والعمل والبذل والعطاء والمساهمة مع الشرفاء من أبناء الشعب وأبطال الجيش الباسل في ردع المعتدين وردع الغزاة الطامعين ودحر الإرهاب وتحقيق الانتصار فلا كرامة لنا إلا بانتصار الوطن.

وألقى أحمد الحمو وزير الصناعة كلمة الحكومة قال فيها : لقد كرس الأول من أيار في أذهان العمال السوريين، معاني الكفاح ضد الظلم والنضال لتأمين حقوقهم من خلال ترابطهم مع عمال العالم مهما تباعدت المسافات، واختلفت اللغات لتجسيد القيم النبيلة، إذ تسطر الطبقة العاملة السورية على صفحات التاريخ العالمي سفر مقاومتها للقوى الإرهابية التكفيرية الظلامية، وعمال سورية كانوا، كإخوانهم من شرائح المجتمع المختلفة، هدفاً للعصابات المسلحة منذ اللحظات الأولى لانطلاق العدوان، وقدموا آلاف الشهداء بمواقع عملهم لتأمين مستلزمات صمود الوطن، كما ان حصار العاملين والمواطنين هو حلقة من حلقات هذا الاستهداف الممنهج للوطن، وكذلك الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق العاملين، وهي جرائم يندى لها جبين الإنسانية والتي تشكل امتداداً للقوى الصهيونية والقوى المعادية للشعب والدولة. ونوه الحمو بدور الاتحاد العام لنقابات العمال الذي عمل طوال تاريخه كمنظمة وطنية للعمال السوريين مستقلة في عملها ووجهة نظرها ومارست دورها الرقابي، وهي تعمل بصف واحد مع الحكومة للمحافظة على الطبقة العاملة والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم.
بدوره غسان غصن رئيس الاتحاد الدولي للعمال العرب حيا عمال سورية الذين كان لهم دور كبير في بناء سورية الحديثة زمن النهضة وفي الدفاع عنها وقت المحن والعدوان والتضحية والاستشهاد من أجلها في مواجهة هذه الحرب الإرهابية الكونية التي تحاول النيل من كرامتها واستقلالها .
واستذكر غصن تاريخ الحركة النقابية السورية إحدى ركائز البنية الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وخطواتها المتقدمة في مجال الحوار الاجتماعي المتمثل بمشاركة العمال في الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية واللجان الإدارية والمجالس الإنتاجية في المعامل والشركات وفي اللجنة الاقتصادية ومجلس الشعب لافتاً إلى المكانة التي تتبوأها المرأة العاملة السورية والمزايا المتقدمة التي حصلت عليها ليس على الصعيد العربي فقط بل على مستوى الدول المتقدمة .
وأعرب غصن عن مفاخرة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالشعب السوري الأصيل بعروبته الذي وقف صامدا منيعا في مواجهة مؤامرة الشرق الأوسط الجديد وعن اعتزازه بالجيش العربي السوري المتراص الصفوف الذي أذهل العالم بثبات عقيدته القومية وصلابته الراسخة في الجذور لمواجهة حرب جمع لها كل شذاذ الآفاق في العالم .
وشدد غصن على خروج سورية من محنتها عزيزة أبية رافعة راية عروبتها قبلتها القدس وبوصلتها تحرير فلسطين والجولان السوري وتلال شبعا ومزارع كفر شوبا في لبنان .


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك