تُحيي الطبقة العاملة وحركتها النقابية في مختلف أنحاء العالم في الأول من أيار كل عام عيد العمال العالمي رمز وحدة وتضامن ونضال الشغيلة المشترك ضد مختلف أشكال الاستغلال وصنوف الاستعمار والاستعباد الإنساني ومن أجل الحاضر الأحسن والمستقبل الأفضل للبشرية جمعاء، ويأتي تكريس الأول من أيار عيداً عمالياً تقديراً وإجلالاً لشهداء الطبقة العاملة ممن قاوموا التسلط والاستعباد الرأسمالي وكانت أولى قوافل هؤلاء في شيكاغو عندما تواطأت الرأسمالية مع البوليس والقضاء الأمريكي لقمع العمال في ساحة هاي ماركت، ومن ثم تنصيب محاكم صورية لقادة العمال المضربين من أجل حقوق عادلة وبسيطة حيث علقت المشانق وأعدم العديد من قادة هذه الانتفاضة واليوم يكمل أحفاد رأسماليي شيكاغو نهج أسلافهم العدواني عبر سياسات البلطجة والتسلط وسياسة البوارج الأمر الذي وسع من الاستبداد والاستغلال الذي قوض ويقوض يومياً الكثير من الحقوق العمالية والحريات النقابية وما حققته الطبقة العاملة من إنجازات وضمانات تحققت بالنضال العمالي المثابر، فالبطالة والإفقار والتهميش والإقصاء الاجتماعي وصل في معاقل الدول الرأسمالية المتقدمة مستويات مخيفة ووضع العمال في البلدان النامية أشد سوءا مقروناً بتدخلات استعمارية قديمة ومتجددة فرضتها مؤسسات عولمة الليبرالية الجديدة و(الناتو) .
يا عمال سورية وعاملاتها
للعام السابع على التوالي يحل عيد الأول من أيار ونحن نجابه أبشع حرب كونية ينخرط فيها أكثر من مئة دولة يقودها الغرب حيث لم توفر خلالها قوى البغي والعدوان أي وسيلة من وسائل العدوان والحرب إلا ومارستها لتدمير سورية وقتل شعبها فجاؤوا بالإرهابين والتكفيريين والمرتزقة من كل بقاع العالم وسلحوهم ومولوهم ودعموهم بكل السبل ليزرعوا الموت والدمار في كل منطقة وصلوا إليها فارتكبوا أبشع المجازر وأحدثها تلك التي طالت أهلنا في "كفريا والفوعة" ومع المجازر اغتالوا العقول والكفاءات الوطنية ودمروا بشكل ممنهج مؤسسات النفع العام والبنى التحتية واستهدفوا بنفس الطريقة قواتنا الدفاعية جنباً إلى جنب مع سرقة المعامل والثروات الوطنية وغيرها من جرائم الحرب التي يصعب حصرها فضلاً عن العقوبات والحصارات الجائرة.
لقد جابهنا هذه الحرب في كل ميادينها وتجاوزنا قطوعات تفتيت الوطن الواحد الموحد وانهيار مؤسسات الدولة، وهما هدفان أساسيان من أهداف هذه الحرب القذرة التي تشن على وطننا، وكان صمودنا دفاعاً عن وطنناً وخياراتنا التحريرية وثوابتنا الوطنية والقومية لايقل عظمة عن صمود البشرية ومقاومتها للنازية الهتلرية.
وتلاقى هذا الصمود مع انجازات جيشنا الباسل في الميدان فأسقط كل أحلام المعتدين والعملاء والخونة من العرب الذين لم يتوقفوا لحظة عن التحريض على سفك الدم السوري وسخروا مئات المليارات التي كانت كفيلة لوسُخرت في مكانها الصحيح لتحرير القدس وتخليصنا كعرب من البطالة والفقر والتخلف، ولكن هؤلاء باعوا فلسطين وكرامة العرب في سوق النخاسة وباتوا اليوم لايخجلون من تحالفهم العلني مع الكيان الصهيوني الغاصب.
يا عمال الوطن
إننا بصمودنا الوطني والتفافنا حول جيشنا الباسل وقيادتنا الوطنية وأدنا أخطر مخطط استعماري _صهيوني_رجعي لو كتب له النجاح لما قامت للعرب قائمة لأن هذه الحرب القذرة باستهدافها سورية إنما تستهدف كل عربي حر شريف أبي ووحدة الأقطار العربية كافة من المحيط إلى الخليج، لتبقى إسرائيل تعربد وتتوسع في الوطن العربي ولتبقى المنطقة العربية أسيرة الهيمنة والاستبداد الامبريالي _الصهيوني .
ومن هنا رأينا كيف أخذت إسرائيل وحليفها الاستراتيجي _الولايات المتحدة الأمريكية تعمل علناً لضرب انجازات الميدان عبر العدوان على مطار الشعيرات إن هذا العدوان الذي ترافق مع تحركات مشبوهة في جنوب سورية وشمالها لم ولن يرهب شعبنا وقيادتنا، ونحن على ثقة تامة بأننا منتصرون على كل قوى البغي والعدوان.
يا جماهير شعبنا
شرف كبير لنا أننا بقينا صامدين في مواقع عملنا نحميها ونذود عن الوطن ونعمل ونضحي في سبيل وطننا وخياراتنا التحريرية مقدمين أكثر من خمسة آلاف شهيد.
إننا في عيد العمال العالمي نُحني هاماتنا إجلالاً وتقديراً لمن استشهد وضحى في سبيل أن نبقى أحراراً في وطن الحرية والإباء بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ونؤكد مجدداً أننا لن ندخر جهداً أو تضحية من أجل تدعيم صمودنا الوطني والعمل لتعزيز وتوطيد انتصاراتنا وصولاً إلى النصر الشامل القريب.
يا جماهير شعبنا
في عيدنا يحق لنا أن نفخر بما تحقق لعمالنا وحركتنا النقابية من إنجازات ومكتسبات جعلتنا نتبوأ مكانتنا المتقدمة التي نحتلها اليوم إن كان على الصعيد الوطني، أو العربي والعالمي.
إن هذه الإنجازات تتدعم ونحن نواجه أعتى حرب كونية قذرة، وتوفر لعمالنا الحماية الاجتماعية والنقابية وظروف العمل اللائق الذي يسهم في التخفيف من تبعات هذه الحرب الإرهابية وتداعياتها.
ونتطلع وإياكم إلى المزيد من هذه الإنجازات وندعو في الأول من أيار إلى الضرب بيد من حديد على كل المتلاعبين بلقمة عيش المواطن وحاجياته الأساسية والمضاربين الذين لا يقلون خطورة عن الإرهاب.
وفي الأول من أيار نؤكد على ضرورة تفعيل مؤسسات القطاع العام وإصلاح مادمر منها على يد الإرهابيين والتكفيريين.
ولابد لنا في عيدنا أن نبقى الصوت الجهوري المطالب بوقف بعض ممارسات القطاع الخاص الاستغلالية بحق عمالنا، وأن ندعو نقاباتنا إلى مزيد من التحرك الفاعل دفاعاً عن كل عامل يتعرض للاستغلال ومن أجل رفع وتيرة تنسيبهم للتنظيم النقابي لأن ذلك ضرورة وطنية وطبقية .
ونرى من الضرورات الملحة أن نكثف تحركاتنا في أوساط الطبقة العاملة العالمية والعربية وحركتها النقابية لمواجهة التضليل الإعلامي الامبريالي – الرجعي ورفع العقوبات والحصارات الجائرة المفروضة على وطننا وشعبنا.
تحية لعمالنا وشعبنا الصامد صمود قاسيون.
تحية لجيشنا الباسل حامي الأرض والعرض والسيادة والاستقلال الوطني.
تحية لأهلنا الصامدين في الجولان الذين يواجهون المحتل الإسرائيلي باستمرار ويتمسكون بانتمائهم إلى وطنهم سورية العربية.
تحية لعمال الوطن العربي والعالم وهم يواصلون دفاعهم عن حقوقهم وانجازاتهم وحرية أوطانهم.
التحية للأصدقاء والحلفاء الذين يدعمون صمودنا ويقفون معنا في خندق محاربة الإرهاب وصد العدوان.
للقائد المؤسس حافظ الأسد، باني سورية الحديثة نحني هاماتنا إجلالاً مؤكدين أن ذكراه ستبقى حية في قلوب وعقول السوريين الأحرار الشرفاء.
ولشهدائنا "أنبل بني البشر"، نحني هاماتنا ونعاهد من كان ولا يزال قدوتنا في تحمل المسؤولية ومجابهة أعاصير العدوان والتكالب- الصهيوني – الأطلسي أن نبقى صامدين ومدافعين عن الوطن حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وداعميه.
نعاهد قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد أن نبقى كما عرفنا ويريدنا حماة الوطن وبناته.
عاش الأول من أيار.
دمشق 1/5/2017
المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال
في الجمهورية العربية السورية