شكل الاجتماع الموسع الذي عقدته اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، محطة مهمة من محطات العمل الوطني خصوصا في ظل الظروف الراهنة والحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية بسبب مبادئها الوطنية والقومية ومواقفها السياسية الداعمة للقضايا العربية التي أسس لها حزب البعث منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم حيث خاض خلال العقود الماضية نضالات عديدة ضد تيارات امتهنت القتل والتدمير بدءاً من الفكر الاخونجي المجرم وصولا إلى الإرهاب الوهابي، وقد نجح الحزب في تحقيق قاعدة شعبية عريضة وعزز من موقعه بين أبناء الشعب لما لأفكاره وقيمه ومبادئه وأهدافه من صدى بين جموع الجماهير التي آمنت به وتمسكت بنهجه وفكره الأصيل الذي يعكس تاريخ الأمة ويعبر عن مستقبلها وتطلعات أبنائها.
ومنذ بداية الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي شنت عليها كان حزب البعث العربي الاشتراكي مستهدفاً بسبب فكره القومي ودعوته لتحقيق الوحدة العربية والتضامن العربي ليكون العرب قادرين على مواجهة التحديات والأخطار المحدقة بدولهم ومجتمعاتهم، وليكونوا أيضا قادرين على مواجهة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضدهم والتي هدفها الأساسي زرع التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وتقسيم بلدانها إلى كيانات متصارعة ليسهل للعدو الصهيوني السيطرة على المنطقة وتحقيق مشاريعه العدوانية التوسعية، إلا أنه وبعد ست سنوات من الحرب العدوانية الظالمة على سورية بدأت تتكشف الحقائق وتظهر جلية أمام الجميع، حيث كان أحد أهداف الحرب على وطننا هي ضرب الفكر القومي وإرغام سورية على التخلي عن فكرها العروبي المقاوم.
اليوم وكما قال الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد "الحرب التي فرضت على الشعب السوري منذ أكثر من ست سنوات يجب أن تكون حافزا للحزب لمواصلة العمل على تعزيز حضوره بين المواطنين عبر خلق آليات تواصل جديدة تتناسب مع الظروف التي نعيشها وتأخذ بعين الاعتبار مواكبة كل ما يحدث من تغيير في المجتمع.. وضرورة أن تقوم القيادات الحزبية بالبحث عن أفكار وصيغ عمل جديدة لتفعيل العمل الحزبي الذي يمكن من خلاله إجراء حوارات بناءة مع الكوادر الحزبية بما يسهم في تسليحها وتقويتها إن كان على الصعيد العملي الحزبي أو الاجتماعي". وفي هذا السياق ركزت الرؤى والأفكار التي طرحها السيد الرئيس خلال الاجتماع على ضرورة التفكير ببرامج تخاطب عقول الأجيال الجديدة وتطوير فكر البعث وتشجيع روح المبادرة عند البعثيين في جميع المجالات، وأن يكون العمل ميدانيا والتواصل مع الناس وأن لا يتم الاكتفاء بالجولات الميدانية "بل يجب أن تكون هناك آليات عمل واضحة مرتبطة بهذه الجولات وجدواها".
كلام السيد الرئيس سيكون دليل عمل لكل بعثي في أي موقع كان خلال المرحلة القادمة، مرحلة إنجاز النصر النهائي على الإرهابيين وداعميهم، وإعادة الإعمار والبناء، فالمطلوب من الجميع أن يرتقوا بمستوى عملهم وأن تكون مصلحة المواطن نصب أعينهم، وبالتوازي لا بد من تطوير أدوات وآليات العمل والارتقاء بالفكر والبحث عن صيغ جديدة لتطوير العمل الحزبي وتفعيله في كل المجالات.
حربنا على الإرهاب مستمرة ولن تتوقف طالما كان هناك إرهابي يدنس قدسية تراب الوطن، ولن نتنازل عن ذرة تراب من أرضنا المقدسة، وبالتوازي سيستمر العمل السياسي والمصالحات المحلية التي أثبتت نجاعتها في أكثر من منطقة، وبالمحصلة فإن الثبات والصمود الذي أظهره الشعب السوري أكبر دليل على عظمة هذا الشعب الذي وقف بصلابة وعنفوان في وجه أعتى هجمة عدوانية إرهابية عرفها التاريخ واستطاع تحقيق النصر فيها والحفاظ على وطنه سيداً مستقلاً حراً.
رؤى وأفكار الرئيس الأسد ستكون عنواناً ودليل عمل للمرحلة القادمة، فمنه نستمد الصمود والثبات، ومن شجاعته وحكمته وإيمانه بوطنه وشعبه نستلهم الصبر وتتعزز لدينا قيم الصمود والتمسك بالأرض والوطن والتضحية فداء له.