بحضور الرفيق محمد شعبان عزوز عضو القيادة القطرية رئيس مكتب العمال والرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال و أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام والرفيق جمال العمر معاون وزير الصناعة والمدراء العامون في وزارة الصناعة ورؤساء الاتحادات المهنية .
افتتح عمر الحلو رئيس الاتحاد المهني لنقابة عمال الغزل والنسيج أعمال مؤتمره السنوي بكلمة أكد فيها أهمية المؤتمرات في الحياة النقابية كمحطات هامة لتقّويم الخلل إن وجد وتكريس الإيجابي و التخطيط للمرحلة القادمة بما يتواكب مع خطة وتوجيهات الاتحاد العام لنقابات العمال التي تشكل بوصلة لعمل الاتحاد المهني الساعي للارتقاء بمهنة الغزل والنسيج وابتكار أساليب جديدة لتطويرها ورفع إنتاجيتها ومن جهة أخرى رعاية عمال هذا القطاع واحتضان مطالبهم وقضاياهم المهنية و معالجتها على مستوى القطر وحسب الإمكانيات المتاحة إضافة إلى رفع الاقتراحات والتوصيات إلى الاتحاد العام .
بعد ذلك استمع المؤتمر للمداخلات التي قدمها الأعضاء وفق الآلية الجديدة المعمول بها والتي بحثت في واقع العمل والإنتاج في قطاع الصناعات النسيجية والتراجع الكبير فيه وتطرقت إلى موضوع السلامة المهنية وضرورة إقامة دورات نوعية للعمال بهذا الخصوص، وتفعيل الدورات الفرعية في الإعداد النقابي والندوات حول قانون العاملين وقانون التأمينات الاجتماعية نظراً لأهميته من حيث الاطلاع على الحقوق والواجبات للعمال، وطالب الرفاق أعضاء المؤتمر بتثبيت العاملين الذين مضى على تعيينهم سنتين مع ضرورة معالجة أوضاع العمال الموسميين، وتشكيل لجنة فنية مركزية على مستوى الوزارة والمؤسسة ممثل فيها الاتحاد المهني يتبع لها لجان فرعية لدراسة واقع الشركات المتوقفة وتجميعها بعمل واحد أو أكثر لتشغيلها واستثمارها بشكل أسرع، مع ضرورة اعتماد خطة عملية لتأمين مستلزمات الإنتاج على مدار عام على الأقل وأهمها مادة القطن ووضع خطة الاستبدال والتجديد للخطوط الإنتاجية وذلك بتكنولوجية متكاملة وصولاً إلى إنتاج مميز في الكم والنوع، مؤكدين على ضرورة الإسراع بتشغيل المعامل المتوقفة، وفي الجانب المالي و قدم الرفاق بعض المقترحات لدعم الاتحاد المهني في ضوء ضعف الموارد وأشارت المداخلات إلى ضرورة ترميم الشواغر مباشرة وعدم انتظار عقد المؤتمرات .
تقديراً لجهودهم
مدير عام مؤسسة الحلج والأقطان بدأ كلامه بمباركة انتصارات الجيش العربي السوري في حلب والتي تم خلالها عودة ثمانية محالج وأربع منشآت للعمل من جديد ، حيث تتم أعمال الصيانة داخل المحالج لتنطلق في العمل قريباً، وأضاف أن المؤسسة تعتمد بشكل رئيسي على العمال الموسميين والذين هم غير مشمولين بالتعويض المعيشي، وقد تمت مخاطبة الجهات المعنية لمنح الأخوة العمال هذا التعويض تقديراً من المؤسسة لجهودهم، وحتى الآن لم تحصل أي استجابة وهذا ماجعل المؤسسة أمام خيارين إما تحويل العمال لعقود سنوية أو اللجوء إلى مسابقة تكون أحقية التعيين فيها لعمال المؤسسة،وفيما يتعلق بزراعة الأقطان فإن المؤسسة تعتمد على توريد القطن من الحسكة والرقة وفي العام الماضي تم استلام 75 ألف طن ولكن في العام الحالي انخفضت هذه الكمية بشكل كبير نتيجة قيام العصابات المسلحة بمنع دخول القطن إلى المناطق الآمنة، إضافة لانتشار المحالج الخاصة التي تستفيد من هذه الأقطان وحلجها وتهريب نواتجها بأسعار زهيدة، لذلك تم الاتفاق على صيغة مع وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين لتشجيع ودعم زراعة القطن في المناطق الآمنة وتم تقديم بذار القطن لوزارة الزراعة وبالتنسيق مع وزارة الصناعة للمزارع في المناطق الآمنة مجاناً.
مادة أساسية
من جانبه أكد مدير المؤسسة العامة للصناعات النسيجية أن القطن هو المادة الأساسية لشركات الغزل وتعمل المؤسسة على توفيره وتأمينه من المؤسسة العامة للأقطان، وعملت الوزارة على وضع خطة لتنشيط عمل القطاعين العام والخاص وقد أتت هذه الخطة ثمارها من خلال زيادة الإنتاج في بعض الشركات لافتاً إلى أن كل ما تم طرحه خلال المؤتمر من مداخلات هي محقة ولا يمكن إغفالها وستسعى المؤسسة بالتعاون مع الوزارة على معالجتها.
وأشار المدير إلى أنه تم وضع خطة إسعافية للشركة السورية للغزل والنسيج و الشركة السورية للألبسة الجاهزة ويتم متابعة إعادة إقلاع هاتين الشركتين من قبل الوزارة، وهذا يتطلب بالتأكيد بالتمويل والوقت، وفيما يتعلق بمعمل جبلة أكد أنه تم الطلب من المعمل تقديم دراسة لحاجتها لآلات قسم الغزل ليتم رفعها للوزير والنظر بها، كذلك موضوع التكييف والتبريد في ذات الشركة يجري العمل على إصلاح المبرّد ويوجد خطة لشراء مبرّد جديد هذا العام.
خطة أولية
وفي معرض إجابته على مداخلات الحضور أكد معاون وزير الصناعة جمال العمر أن الوزارة تعطي صناعة الغزل والنسيج الكثير من الأهمية والمتابعة الحثيثة وذلك نظراً لأهمية هذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف أن الوزارة وضعت منذ الشهر الثامن العام الماضي خطة أولية رفع الطاقة الإنتاجية وتحقيق عائد اقتصادي مقبول، وقد أعترضها العديد من العقبات والمشاكل منها تأمين الطاقة سواء الكهربائية أو الفيول، إلى جانب نقص المواد الولية وصعوبة تأمينها وهذا أثر بشكل مباشر على تنفيذ الخطة ورفع الطاقة الإنتاجية للشركات العاملة في قطاع الغزل والنسيج.
وأشار العمر إلى أن الوزارة وضعت للعام الحالي 2017 خطة اسعافية بقيمة 4 مليارات ليرة سورية، لكن وعلى ضوء الإمكانات المتاحة خصصت الحكومة لوزارة الصناعة 700 مليون ليرة سورية وزعت على الشركات التابعة للوزارة حسب الأولويات وحصلت المؤسسة النسيجية على الحصة الأكبر منها وخصص لمدينة حلب دراسة خاصة وكاملة للنهوض بشركاتها وإعادتها للإنتاج.
وفيما يتعلق بموضوع تكييف معمل جبلة قال العمر :تكييف معمل جبلة مشكلة موجودة منذ عام 1984 وحتى يومنا هذا، والسبب في ذلك عدم وجود صيانة، وفي العام الماضي أعطى الوزير موافقة على إصلاحه وشراء جهاز جديد.
وعن خط الغزل في جبلة أكد العمر أن خط الغزل في جبلة موجود في الخطة منذ عام 2008، لافتاً إلى أن تنفيذ هذا الخط يكلف 30 مليون دولار واليوم في ظل الظروف الراهنة من غير الممكن دفع هذا المبلغ، ومع ذلك فهو لازال موجود في الخطة وفي حال تمت الموافقة على الدراسة سيتم الإعلان عنه.
قاطرة النمو
الرفيق جمال القادري وفي كلمته أكد أن قطاع الغزل والنسيج من القطاعات الحيوية والأساسية في اقتصادنا الوطني مشيراً إلى أن هذا القطاع يعول عليه كثيرا كونه قاطرة للنمو في الاقتصاد الوطني، والسبب في ذلك يعود وبحسب المفاهيم الاقتصادية البحتة لتمتعه بمزايا نسبية كبيرة يأتي في مقدمتها أن مدخلات الإنتاج بالكامل متوفرة كاليد العاملة الخبيرة والمادة الأولية التي تزرع محليا وكل متطلبات النهوض به الأخرى.
وأرجع القادري السبب في عرقلة عمل هذا القطاع لأسباب تتعلق بالأزمة وقيام العصابات الإرهابية المسلحة بتقطيع أوصال الاقتصاد السوري الأمر الذي خلق مشكلة في إمكانية نقل المادة الأولية من أماكن إنتاجها إلى أماكن استخدامها في الشركات والمعامل، وتابع القادري قائلاً...إن مشكلة هذا القطا ع بكل واقعية ومصداقية تعود إلى ما قبل الأزمة ولكي نكون منطقيين وقادرين على تلمس بداية الطريق لتصحيح مسار هذا القطاع فيما نطرح يجب الاعتراف بأن خريطة مشاكل هذا القطاع تعود في جذورها إلى عام ٢٠٠٥ عندما وضعت اتفاقية "التجارة العربية الكبرى" موضع التطبيق والتي تنص على الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية لكل السلع ذات المنشأ العربي والتي جعلت من الإمارات اكبر مصدر للمنتجات النسيجية في العالم وبالطبع هذا الكلام لا يمت للواقع بصلة لأن هذه الدول كانت تقوم بالاستيراد من الصين والهند وتزوّر شهادات المنشأ في الإمارات وتصدرها على أساس منشأ عربي ما وضع منتجاتنا في هذا القطاع في منافسة غير متكافئة مع منتجات صينية وهندية، وأغفلنا بحسن نية أو بسوء نية في ذلك الوقت حماية قطاع النسيج السوري في الوقت الذي كانت نصوص الاتفاقية فيه تجيز لكل حكومة حماية بعض الصناعات، و تبع ذلك اتفاقية تحرير التجارة مع تركيا وما أدت إليه من تدفق الألبسة الجاهزة التركية لأسواقنا الأمر الذي ترتب عليه اغلاق 6000منشأة في سورية للتريكو والألبسة الجاهزة في أعقاب هذه الاتفاقية، وأشار القادري إلى أنه ومن الصعوبات التي واجهت هذا القطاع كان غياب النظرة الواضحة تجاه هدا القطاع وماذا نريد منه... وهل نريد أن نبقيه وإذا أردنا الحفاظ عليه علينا أن نعمل على تطويره بعد الأزمة التي ستزول بفضل الصمود الأسطوري للشعب والعمال وتضحيات الجيش العربي السوري الذي يرسم طريق النصر لنا، بالتالي نحن بحاجة لنظرة واضحة ورؤية سليمة تجاه هذا القطاع الذي نراه من أهم القطاعات على الإطلاق ونحن نملك بنية تحتية هائلة وقاعدة مادية للنهوض بهذه الصناعة وما نحتاجه هو الصيانة إضافة إلى بعض التجهيزات في خطوط الإنتاج ما دمنا نملك مادة أولية وعمالة مؤهلة وخبيرة.
وتطرق القادري إلى موضوع التشاركية مؤكداً أن الإتحاد ليس ضد التشاركية على الإطلاق مع القطاع الخاص الوطني ليساهم بعملية التنمية لكننا لسنا مع القطاع الخاص الانتهازي الذي يصطاد الفرص ويأخذ قروض بعشرات المليارات ومنه من هرب ومنه من سيسدد القروض بقيمة العملة اليوم والتي هي متدنية جدا.
وشدد القادري على ضرورة وجود نظرة واضحة لهذا القطاع والذي هو الوحيد المؤهل ليكون فعلا قاطرة النهوض والنمو للاقتصاد السوري ونحن نطرح وسنطرح هذا الموضوع خلال لقاءاتنا القادمة مع رئيس الحكومة والوزراء خلال جلسات المجلس القادمة، فالتشاركية مشروطة بالحفاظ على ملكية الدولة وحقوق العمال التي يجب أن تكون أساسية في قانون التشاركية ونقبل بالتشاركية اليوم فقط في الشركات الخاسرة والمتوقفة والمتعثرة أما الشركات الرابحة لن نقبل دخول التشاركية عليها على الإطلاق وفي حال طرح أي شركة رابحة للتشاركية سنقوم في الاتحاد العام بالمشاركة عليها وهذا ليس من باب التنظير ولكن من باب الحرص على ما تبقى من طاقة إنتاجية.
وأكد القادري على ضرورة امتلاك رؤية نقابية وعمالية قادرة على تطوير هذا القطاع من جميع النواحي الإدارية والإنتاجية والتسويقية وتوفر عوامل النجاح من داخل القطاع نفسه ومن حيث التوجهات الحكومية خصوصا فيما يتعلق بالاتفاقيات .
وختم القادري كلامه بالترحم على شهداء الوطن والثقة الأكيدة بأن النصر قادم مهما خرب الإرهابيون فان الشعب قادر على بناء ما تهدم...والتحية الأكبر لقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد.
مطالب محقة
وفي كلمة له أشار شعبان عزوز أنه وبعد مرور ست سنوات من الحرب الكونية على سورية والخراب والدمار والحصار الذي تعرضنا له لا نزال صامدين معتمدين على مواردنا الذاتية، وكانت الطبقة العاملة الحلقة الأهم في الدفاع عن الوطن وبنائه وحماية منجزاته ودفعت لأجل ذلك أثمان باهظة لتحقيق ما وصلت إليه من مكانة مرموقة على جميع الأصعدة المحلية والعربية وهاهي الآن تقدم أروع ملاحم البطولات والتضحيات إلى جانب جيشنا الباسل في مواجهة الإرهاب.
وأعتبر عزوز أن كل المطالب التي ورد ذكرها في المؤتمر هي مطالب محقة وتحتاج إلى معالجة وحلول، مشدداً على ضرورة الارتقاء بالمسؤوليات النقابية وإعادة إعمار ما دمرته التنظيمات الارهابية فى قطاع الغزل والنسيج وتأهيله وتطويره والحفاظ عليه فصناعة الغزل والنسيج من أعرق الصناعات وذات جدوى اقتصادية هامة.