الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

انعقاد المؤتمر السنوي للاتحاد المهني للطباعة والنشر

2017-03-28 08:53:47

عقد الاتحاد المهني للطباعة والنشر مؤتمره السنوي بحضور الرفيق محمد شعبان عزوز عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال والرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، وآدم محمد مدير عام الشركة السورية لتوزيع المطبوعات "ممثلاً للسيد وزير الإعلام"، وزهير سليمان مدير عام المؤسسة العامة للطباعة والنشر، وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام لنقابات العمال ورؤساء المدراء العامين.
وانطلقت أعمال المؤتمر بكلمة رئيس الاتحاد المهني للطباعة والنشر إبراهيم نجار أشار فيها إلى تزامن انعقاد المؤتمرات المهنية للاتحاد العام مع الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال الحدث المهم الذي وحد صفوف الطبقة العاملة ضمن تنظيم نقابي واحد يدافع عن حقوق العمال ومصالحهم والتخفيف من معاناتهم.
وأضاف نجار أن عمال سورية استطاعوا رغم الاستهداف الكبير لمقومات الاقتصاد الوطني من تدمير معامله وشركاته ومؤسساته واستهداف كوادره البشرية استشهاد أكثر من خمسة آلاف عامل وعاملة، كما أن تحمل عمالنا المخاطر ويقوموا بواجباتهم في ظل الحرب التي استهدفتنا جميعاً في أمننا واستقرارنا ومعيشتنا فصمدوا وثابروا على عملهم وفوتوا على أعداء الإنسانية التكفيريين من النيل من صمود الشعب العربي السوري ومن خلال العقوبات الجائرة التي فرضت على وطننا، فكانت الطبقة العاملة رديفاً حقيقياً للجيش العربي السوري تنتج بيد وتدافع عن معاملها باليد الأخرى .
وأكد نجار أن الحرب الاقتصادية كانت عنواناً بارزاً ضمن جملة عناوين هذه الحرب الشاملة التي حاول من خلالها أعداء سورية أن يكسروا أرادة الصمود لدى شعبنا.
وأشار نجار إلى أن الاتحاد المهني لعمال الطباعة والثقافة والإعلام تابع العام الماضي تنفيذ خطة عمله التي تم إقرارها، وعمل وفق توجيهات الرفيق رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال والمكتب التنفيذي بضرورة تفعيل العمل الميداني فقام بزيارة معظم مواقع العمل واللقاء مع مكاتب النقابات واللجان النقابية والأخوة العمال في أماكن عملهم، وطرح العديد من القضايا العمالية مع السادة الوزراء والمدراء العامين.
وتنوعت مداخلات الحضور لتشمل الجوانب التنظيمية والثقافية والاقتصادية وشؤون العمل حيث جرت المطالبة بإعادة النظر بموضوع التأمين الصحي ورفع قيمة التغطية المالية، وصرف رواتب العاملين الذين بلغ عددهم 120 عاملاً في مديرية نقابة أدلب والذين لم يتم صرف رواتبهم منذ العام الماضي وتم مراسلة الوزارة لذلك ولم يتم حل الموضوع، كما تطرق البعض للحديث عن الحاجة إلى إقامة دورات تأهيلية وفنية في مديرية التشغيل الإداري في كافة المجالات والعمل على أحداث جامعة خاصة بالاتحاد العام تكون رديفاً للجامعات الحكومية، كما جرت المطالبة بتطوير مطابع القطاع العام وتحديث الآلات وتشميل عمالهم بالمهن الخطرة بسبب تماسهم مع المواد السامة، إلى جانب المطالبة بإعادة النظر بعمل اللجنة الدائمة للطباعة وتحديداً أعضاء اللجنة ومهامها، وشددت بعض المداخلات على ضرورة عقد اجتماعات نوعية لرؤساء النقابات مع الوزراء كل ثلاثة أشهر، واجتماعات دورية لرؤساء النقابات مع المكتب التنفيذي للاتحاد المهني.
وطالبت بعض المداخلات بضرورة حل التشابكية بين نقابة الطباعة ونقابة المعلمين من حيث تنسيب العمال الفنيين من الفئتين الثالثة والرابع، ومعالجة أوضاع العاملين الذين فصلوا من قبل رئاسة مجلس الوزراء من عام 2013 رغم رفع مذكرة من قبل الاتحاد بشأنهم إلى مجلس الوزراء وحتى اليوم لم يأت الرد، ونوه البعض بضرورة إنشاء قاعدة بيانات في النقابات وربطها مع الاتحاد المهني والاتحاد العام لنقابات العمال.
بدوره تحدث السيد آدم محمد مدير عام الشركة السورية لتوزيع المطبوعات عن مهاجمة الكثير من الوسائل الإعلامية لوطننا مستخدمة في ذلك مصطلحات وفيدويوهات مفبركة، مؤكداً أن الوزارة تعمل خلال الأزمة على تطوير وسائلها لمواجهة شتى أنواع الإعلام المغرض.
وفيما يتعلق بموضوع دمج المطابع أشار محمد إلى أن وجود مطبعة لكل صحيفة يخدم متطلبات العمل وشروطه ، والشكل المتعارف عليه في الإعلام المقروء أن يكون لكل صحيفة مطبعتها الخاصة بها ، وهذا يؤمن الاستمرارية في العمل ، آملاً أن يكون لكل صحيفة مطبعتها الخاصة.
وأوضح محمد أن المؤسسات الإعلامية بحاجة لإعادة هيكلة كباقي القطاعات وأن هناك لجان شكلت لدراسة موضوع فائض العمالة ، مؤكداً أن النتائج التي ستصدر عن هذه اللجان ستكون مطمئنة و تصب في صالح الأخوة العمال مع التأكيد على أهمية إعادة النظر في العمالة وتطوير العمل الإعلامي كي نؤهل أنفسنا ومؤسساتنا في المستقبل.
وأكد محمد على ضرورة تجديد جزء من الآليات لنتمكن من إيصال المطبوعات إلى المناطق الشرقية والشمالية بعد أن خسرنا حوالي 11 آلية في تلك المناطق، مشدداً في ختام حديثه أن جميع الطروحات ستكون محط اهتمام الوزارة وسيتم دراسة وإعطاء نتائج قريبة ومُرضية، فالإعلام السوري هو صوت للعمال وسيعبر عنهم وعن مطالبهم بكل شفافية ودقة.
وكان لمدير عام شركة الطباعة زهير سليمان كلمة أكد فيها على أن المؤسسة العامة للطباعة تقوم بطباعة الكتاب المدرسي في كافة أنحاء سورية على الرغم من الاستهداف الممنهج الذي طال المؤسسة والعاملين فيها حيث خسرنا /50/ شهيداً وتعرضت المستودعات في المراكز والمحافظات للحرق والاستهداف، ورغم كل الضغوط المالية والاقتصادية لم يتأخر وصول الكتاب المدرسي عن موعده المحدد واستمرت سورية بتقديم الكتاب مجاناً علماً أنه يكلف 8 مليارات ليرة سورية لمرحلة التعليم الأساسي والأعدادي.
وأشار سليمان إلى أن تطوير المناهج التعليمية هو أمر طبيعي تفرضه تطورات المرحلة الراهنة ويتم العمل عليه في وزارة التربية وفق معايير محددة، لافتاً إلى أن الهدف من إنشاء المجمعات التربوية أن تكون مديريات تربية مصغرة تكون غايتها توفير المال والجهد والوقت، وبالتالي إذا لم تؤدي هذه المهام فهي لم تحقق الهدف الذي وجدت من أجله، ووعد سليمان بإيصال كل المطالب إلى وزير التربية للنظر فيها ومعالجتها.
وتحدث الرفيق جمال القادري إلى المؤتمر مثمّناً في كلمته الجهود المبذولة في قطاع الثقافة والإعلام والطباعة الذي يعد قطاعاُ حيوياً واستراتيجياً في مواجهة الحرب التي تتعرض لها سورية على مختلف الصعد، مؤكداً أن هذه الحرب هي حرب فكرية، والعقيدة التي اتكأ عليها المجرمون الإرهابيون القتلة الذين استقدموا من كل بقاع الأرض ليعملوا قتلاً وتدميراً وتنكيلاً لأبناء شعبنا هي عقيدة وهابية اقصائية إلغائية تقوم على إلغاء الآخر، هذا الفكر الغريب عن قيمنا ومثلنا وعادات مجتمعنا يجب أن يواجه بفكر مضاد أدواته الثقافة والإعلام...من هنا يتبين لنا أهمية هذا القطاع الذي تمثلون العاملين فيه ودوره المحوري في الحرب التي تواجهها سورية، آملاً أن تتوفر هذه القناعة عند أصحاب القرار الذين يعملون اليوم على إعادة هيكلية هذا القطاع.
وانتقد القادري غياب وجود ورقة عمل في المؤتمر تشرح الواقع الإعلامي في سورية وآفاق تطويره، كذلك ورقة أخرى ثقافية تناقش المأزق الثقافي الذي تواجهه في بلادنا وأكبر دليل له الهجر الواضح لنوادي وبيوت الثقافة ولقصور الثقافة التي عشعشت خيوط العناكب في داخلها، لذا كان لا بد من طرح ورقة عمل ثقافية تدلنا على السبيل لإعادة تفعيل كل أدواتنا الثقافية ونستطيع من خلالها أن نسلح أبناء مجتمعنا الذين يتعرضون لعصف ثقافي رهيب خلال الحرب من خلال الهجمة الإعلامية التي قذفت داخل بيوتنا آلاف المنتجات الثقافية التي نطالب بتحصين أجيالنا منها، وأن تكون منابر الثقافة لدينا قادرة على تسليح أجيالنا بثقافة المقاومة والصمود والعيش والتعايش وثقافة الفسيفساء الجميلة التي تميز مجتمعنا والتي هي النقيض تماماً لما يحاولون أن يزرعوه من قيم غريبة في هذا المجتمع، وأضاف القادري" كنت أتمنى أن نلتقط إشارات السيد الرئيس بشار الأسد حول هذه المسألة التي أشار إليها في خطاباته المتعددة عندما قال"لا يمكن لهذا الفكر الذي يحاولون غرسه في أذهاننا أن يعشعش في جدران دمشق".
ودعا القادري إلى عدم التسرع في الخطوات التي تعتمد من قبل الحكومة خاصة فيما يتعلق بإعادة الهيكلية بحيث تكون هذه الخطوات مدروسة ومحسوبة النتائج.
وفي الجانب النقابي تحدث القادري عن التداخل الكبير بين قطاع الطباعة والإعلام مع منظمات شعبية كثيرة تعمل معه كاتحاد الصحفيين واتحاد الكتاب العرب ونقابة المعلمين ونقابة الفنانين، لذا نجد من الضروري إقامة ندوة مع جميع هذه القطاعات لبحث واقع الإعلام في سورية والآفاق المستقبلية له وبحث المأزق الثقافي والسبل الأساسية لتفعيل الأدوات ليصبح أكثر فعالية في معركة المواجهة مع أعدائنا الذين لم ولن ييأسوا.
وتحدث القادري عن النصر الأسطوري الذي نحن على أبوابه بفضل الصمود المشرف لشعبنا وطبقتنا العاملة والجيش العقائدي البطل الذي يدك اليوم معاقل الإرهاب في كل شبر من تراب وطننا وبفضل قيادة قائد حكيم شامخ صامد لم تستطع ضغوط الدنيا أن تؤثر في قراره واستطاع أن يواجه قطوع المتآمرين وأن ينتقل بسورية من محطة إلى محطة رغم شراسة وضخامة الأدوات الإجرامية الهائلة والأسلحة القذرة التي استخدمت في سبيل ذلك، فقد استطاع السيد الرئيس أن ينتقل بسورية إلى محطة النصر الناجز الذي سنحققه قريباً بالقضاء على آخر إرهابي دنس ثرى الوطن الطاهر وردّ كيد أعداء سورية الذين خططوا ودعموا وموّلوا لضرب سورية.
وفي معرض إجاباته عن المداخلات التي طرحت أكد القادري أن الاتحاد لم يتخلَ عن مسؤوليته تجاه فائض العمال في الهيئة العامة للإذاعة التلفزيون فقد رفع الاتحاد مذكرة إلى رئاسة مجلس الوزراء تم أخذها بعين الاعتبار إذ رسم الاتحاد من خلالها آلية للخروج من هذا المأزق الذي وصفه رئيس مجلس الوزراء "بالورطة"، واستطعنا بذلك تقليص الرقم الفائض من 3000 إلى 700 عامل، فتوزيع العمالة يجب أن يكون بعيداً عن المحسوبيات والمجاملات وتحت إشراف لجنة تقوم بتحديد الفائض وفق دراسة دقيقة وعملية لذلك، منوّهاً أن الأزمة التي نمر بها تخلق ظروف استثنائية بالتالي لا يجب أن تتخذ قرارات استراتيجية على وقعها بل يجب التريث والابتعاد عن القرارات المشوبة التي لا نرجوها أبداً.
وأشار القادري إلى أن بعض المطالب التي وردت خلال المؤتمر هي منفذّة فعلياً على أرض الواقع وبعضها الآخر قيد التنفيذ، حيث يبذل الاتحاد جهوداً لتفعيل واقع التأمين الصحي المتردي لأسباب موضوعية وغير موضوعية، وقام بإعداد ورقة عمل لتفعيل واقع التأمين الصحي، ويعمل الاتحاد على إصدار وثيقة شرف لشهداء الطبقة العاملة كما تم إحداث صندوق التكافل المركزي لصالح أسر الشهداء والجرحى من أبناء الطبقة العاملة والذي يهدف لتقديم إعانات مستدامة لهم وسيتم بدء العمل به بعد هذه المؤتمرات، كما قام الاتحاد بإحداث وحدة إنتاجية اقتصادية لتنتج بعض احتياجات العمال كاللباس العمالي وغيره وأن تكون بنفس الوقت معاهد لتدريب ذوي الشهداء والجرحى بمهن يستطيعون من خلالها إعادة الاندماج في المجتمع، مؤكداً على الاستعداد التام للاتحاد لتلقي أي مقترح قابل للتنفيذ يقدّم من خلاله الخدمة لذوي الشهداء والجرحى من أبناء الطبقة العاملة.
من جانبه أكد عزوز على أهمية قطاع الطباعة والثقافة والإعلام وحساسية العمل بهذا القطاع بسبب التشابك في العمل مع نقابات كثيرة، كما أشار إلى أن العاملين في قطاع الطباعة تحملوا الكثير خلال الأزمة لأن هؤلاء الإرهابيين لم يستثنوا أي قطاع بهدف تدمير الفكر والإنسان ومن هنا جاء استهدافهم للمدارس والجامعات والكتب والاعلاميين.
وأضاف عزوز يجب علينا النظر بعين وطنية واعية ومسؤولة لكل ما يجري على الأرض لنعرف أولاً أين تكمن مصلحة عمالنا، وثانياً كيف نحققها، ومن ثم ننطلق من هذا التصنيف نحو المستقبل الذي يكفل لنا حالاً أفضل، ويضمن لعمالنا الاستقرار.
وشدد عزوز على ضرورة أن نكون صفا واحداً لمواجهة الأخطار التي تستهدف سورية ، والعمل على تعميق وحدتنا الوطنية خلف قيادتنا الحكيمة، وأن نرتقي بأدائنا وعملنا لنحافظ على المكاسب والإنجازات التي تحققت لعمالنا ولوطننا.
وأشار عزوز إلى ضرورة أن تتحلى الطبقة العاملة بأعلى درجات الوعي والمسؤولية، وصب كل الجهد الوطني في ميادين تحصين الذات، والتفاني في العمل، والعطاء في التصدي لكل أشكال العدوان والتآمر، كما يستلزم حشد كل المجهودات، وتوطيد منعة جبهتنا الداخلية، لأن ذلك ضرورة من ضرورات صيانة الاستقلال الوطني والوحدة الوطنية، وبذلك نسقط كل رهانات أعداء الوطن.
وأكد عزوز أن الطبقة العاملة أثبتت أنها في مقدمة القوى المدافعة عن السيادة وعن المكاسب والإنجازات التي حققتها على مدار عقود من النضال.


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك