بحضور الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال والرفيق كمال العتمة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بدرعا والرفيق اللواء محمد خالد الهنوس محافظ درعا والرفيق بشير الحلبوني عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام والرفاق أعضاء قيادة الفرع، وأعضاء مجلس الشعب في درعا ورئيس مجلس المحافظة و أمناء الشعب الحزبية والسادة المدراء عقد اتحاد عمال درعا اليوم مؤتمره السنوي في قاعة المؤتمرات في مبنى الاتحاد.
افتتح المؤتمر أعماله بكلمة الرفيق أحمد الديري رئيس اتحاد عمال درعا أكد فيها أن انعقاد المؤتمر جاء على وقع الانتصارات التي لا زال يسطرها جيشنا الباسل على مدار ست سنوات من هذه الحرب التي شنتها قوى البغي والعدوان على سورية بهدف إسقاط هذا البلد الذي كان ولا يزال عصي على كل أشكال الإرهاب.
ولفت الديري إلى أن الطبقة العاملة الكادحة وقفت إلى جانب قواتنا المسلحة مبرهنة أن العمال هم جنود حقيقيون يبذلون أرواحهم فداء للوطن، فالانتصار العسكري أمر حتمي طالما أن أبناء سورية من عمال وعسكريين ومدنيين مستمرين في بذل الغالي والرخيص فداء لها.
وشدد رئيس اتحاد عمال درعا على ضرورة حماية القطاع العام والذي هو صمام الأمان للاقتصادي السوري، ومحاربة الفساد بكل أشكاله وفي أي مكان يوجد فيه، إلى جانب التصدي لتجار الأزمة ضعاف النفوس، وكل ذلك في سبيل تعزيز صمود شعبنا ولكي نكون عند الثقة التي منحنا إياها قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد.
وفي نهاية كلمته استعرض الرفيق الديري ما تم انجازه خلال العام الماضي وما قام به اتحاد عمال درعا من خطط ومشاريع تهدف لخدمة الطبقة العاملة، كما قدم شرحاً لخطة الاتحاد خلال العام الجاري والنشاطات والأعمال المقرر تنفيذها خلاله.
ثم استعرض أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد عمال درعا تقارير النشاط في أماناتهم وجاءت المداخلات بناءة أعطت قيمة مضافة للتقارير وركزت على أهم النقاط الواردة فيها ومنها ضرورة تأمين وسائط النقل للعمال، إضافة إلى تحصيل الديون لصالح فرع التأمينات الاجتماعية في المحافظة، وتأشير الملفات التأمينية للمتقاعدين، كما طالب البعض بمنح عمال الحاسوب بدل اللباس أسوة بعمال ضاربي الآلة الكاتبة، إلى جانب صرف إعانات للعمال المصابين بالأمراض المزمنة، في حين طالب البعض بعدم الجمع بين مهمتين نقابيتين بهدف تركيز كل عضو نقابي على مهامه الموكلة إليه بمايصب في مصلحة الطبقة العاملة، وشددت بعض المداخلات على ضرورة الابتعاد عن الورقيات والروتين في العمل بما يساهم في إنجاز الأعمال بسرعة أكبر.
وكان للشركات الإنشائية حصتها من المداخلات لشرح ماتعانيه من عدم وجود جبهات عمل، وصعوبة في الحصول على المواد الحصوية كالزفت والفيول، بينما أشار البعض إلى أن مؤسسة الأعلاف بدرعا تعاني من نقص المواد ، أما وحدة تعبئة الغاز في الصنمين فتعاني أيضاً من الموازين القديمة ما ينعكس على وزن أسطوانة الغاز .
الرفيق محمد خالد الهنوس تحدث للمؤتمر بكلمة رحب فيها بالرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال وأكد أن الحزب والمنظمات والدوائر تعمل جميعها في درعا رغم الظروف الراهنة ثم استعرض الرفيق المحافظ الواقع الاقتصادي للمحافظة مجيباً على التساؤلات التي وردت في المداخلات ومؤكداً أن مشكلة النقل الداخلي ستحل قريباً بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية وأنه تم تبرير غياب جميع عمال درعا الذين أجبرتهم الظروف على الغياب عن عملهم، وأن هناك حل مؤقت لمدينة صناعية في المحافظة..
الرفيق كمال العتمة أمين الفرع تحدث للمؤتمر بكلمة سياسية أكد فيها أن محافظة درعا كانت وما زالت موئلا للوطنيين الشرفاء الباقيين على العهد ، وأشاد الرفيق أمين الفرع بالتنظيم النقابي وبالطبقة العاملة التي الذي كانت الفصيل الأول و الدعامة الرئيسية للجيش العربي السوري في تصديه للإرهابيين القتلة، وكان على عاتقهم بناء الوطن ورص الصفوف ودعم صفوف الجيش العربي السوري.
وقال الرفيق أمين الفرع: الأمة التي تريد الانتصار هي الأمة القادرة على تقديم الشهداء ونحن نفخر بشهدائنا، ودورنا كبعثيين وكقيادات نقابية كبير في هذه المرحلة ، سواء في محاربة الإرهاب أو في محاربة الفساد ، أوفي دعم المصالحات التي تجري فعلى كل قيادي أن يساهم في توضيح الصورة للمغيبة عقولهم والمضللين وكشف ذيول المؤامرة أمامهم ليعودوا إلى حضن الوطن.
وبالشكر على احتضان المنظمة النقابية في درعا من قبل المحافظ وأمين الفرع بدأ الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال حديثه أمام المؤتمرمقدراً للمكتب التنفيذي في اتحاد عمال درعا الجهود المبذولة خلال العام الماضي في خدمة عمال المحافظة، وقال القادري: يشرفني أن أكون بينكم لأشارككم هذا الصمود المشرف، وهذه الحالة الوطنية الرائعة، وهذا الانتصار الكبير الذي تحقق في هذه المحافظة وخصوصاً في الهجمة الإرهابية الأخيرة على المدينة الصامده في وجه الاٍرهاب وأضاف القادري : درعا لن تكون إلا كعهد الوطن بها وستعود قلعة من قلاع الوطنية بعد أن يزول هذا السرطان الذي استشرى في وطننا على وقع حرب عالمية شنت علينا، ضُلل فيها من ضلل، وغُرر بها من غرر ،ولم يترك أعداء الإنسانية سلاحاً إلا واستخدموه، محاولين يائسين أن يكفّروا السوريين بوطنهم وأن يكسروا في شعبنا العظيم روح الصمود، لكنهم عجزوا وفشلوا ، فلم يستطيعوا تعطيل أي مؤسسة دستورية ، و كل ما استطاعوا أن ينجزوه هو أن يقتلوا ويدمروا ويخربوا.. وها نحن اليوم، رغم كل الصعاب، ورغم كل المتاعب، نذهب إلى أعمالنا ونمارس حياتنا اليومية.. ونمارس وطنيتنا.. ونمارس سوريتنا رغم أنف الأعداء الذين خططوا لقتل سورية وإزالتها من الوجود ، فتحية إلى كل عامل شريف وإلى كل وطني شريف صامد صابر لأنهم بصلابتهم وصمودهم صمد الوطن.
وأكد القادري أننا في هذه الحرب لا يوجد بيننا محايد، كلنا مسؤولون وعلينا أن نعمل كل في موقعه.. وبمقدار ما نتكاتف ونرص الصفوف ونتعاون بمقدار ما نسرع بإنهاء المعاناة وإنهاء الأزمة وتحقيق النصر، مستشهدأ بكلام السيد الرئيس بشار الأسد حين قال "تنتهي هذه الحرب عندما يشعر كل مواطن شريف أن عبء الخروج منها يقع على عاتقه".
وأضاف القادري : عمالنا الذين نتشرف ونفتخر بتمثيلهم و بحمل أمانة قضاياهم ومعالجة همومهم، كانوا منذ بداية الحرب وبشهادة الجميع عمود الصمود الأساس، فجميعنا يذكر كيف بدأ الحصار الاقتصادي الجائر على سورية هذا الحصار الذي فرض من قبل من يتباكون على الشعب السوري اليوم، و كيف تناغمت هذه الإجراءات مع ما قام به الإرهاب من استهداف للمواقع والشركات والعمال في أماكن عملهم و مبيتهم .. وتابع القادري: جميعنا عاش وشاهد كيف سرقت موارد الاقتصاد السوري، وجميعنا عاش وشاهد كيف سرقت المدن الصناعية، فالعنوان الأبرز لهذه الحرب كان تدمير البنى التحتية التي بناها هذا الشعب العظيم لتكون قاعدة اقتصادية متينة على مستوى المنطقة كلها، لذلك شنت علينا هذه الحرب ولذلك حيكت المؤامرات ضد بلدنا في ليل أسود.. إلا أن عمالنا كانوا على قدر الرهان والمسؤولية، عندما واظبوا بالذهاب إلى معاملهم و مواقعهم الخدمية والإنتاجية، لينتجوا مقومات الصمود والحياة في وجه هذه الحرب التي رسمها وخطط لها أعداء الوطن، وارتقى منهم أكثر من 5000 شهيد عامل، هؤلاء لم يرتقوا وهم في بيوتهم، ارتقوا في مواقع عملهم الخدمية وخلف آلاتهم وفي مؤسساتهم...ومثلهم من الجرحى كذلك ..
وأضاف القادري : فاتورة كبيرة دفعها عمالنا، ولا نزال ندفعها اليوم، فنحن نعاني من سلسلة أزمات متعددة على صعيد واقعنا المعاشي وحياتنا اليومية.. لكننا كطبقة عاملة نتمتع بالوعي والنضج والمعرفة العميقة بمرامي هذه الحرب القذرة.. لم نكن متوهمين أن هذه الحرب التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً بتوحشها وإجرامها أنها ستمر بلا معاناة، ولم نكن متوهمين أن حالة الصمود المشرف التي يعيشها هذا الشعب العظيم يمكن أـن تمر بدون معاناة، لكننا اليوم بحاجة إلى مزيد من الصمود.. مطالبون بشد الأحزمة .. أؤكد لكم أننا في القطوع الأخير من هذه الحرب، وأن النصر قادم...علينا المزيد من العمل والمزيد من اليقظة..وعلينا زيادة الإنتاج وتجنب الهدر بكل أشكاله وبذل كل جهد ممكن لتصليب صمود بلدنا.
وقال القادري : أؤكد لكم أنه من خلال التعاون القائم مع الحكومة و بدعم من القيادة وبتقدير كبير من السيد الرئيس بشار الأسد للطبقة العاملة ، لم نجد أمامنا في أي قضية مطلبية أبواب موصدة ، ولم نجد آذان صماء ، وأجزم أننا حققنا "رغم ظروف هذه الحرب" العديد من المطالب العمالية التي كانت متراكمة عبر عشرات السنوات.
وفي معرض إجاباته على مداخلات الرفاق أعضاء المؤتمر نوه القادري إلى ضرورة عدم الخلط بين المؤتمرات والمهرجانات..مبيناً أن المهرجانات تتضمن الخطابات والاحتفالات، أما في المؤتمرات فيجب أن تخرج بمقررات و توصيات تلامس هموم العمال، ثم قدم القادري جملة من المقترحات ليخرج بها المؤتمر منها إحداث قسم أو شعبة أو معتمدين مهمتهم متابعة الأضابير التأمينية للعمال المتقاعدين وتأشيرها لدى كل الجهات ، كما أقترح تحويل المستوصف إلى مركز صحي لائق من حيث التخصصات والخدمات التي يقدمها، وإحداث مؤسسة رعاية صحية تضم مخابر وأشعة وعيادات مختلفة تقدم خدمة طبية لعمالنا مجاناً لا سيما العمال الذين لا يشملهم أي غطاء تأميني في مواقع عملهم ولا يستفيدون من أي خدمة طبية..وأكد القادري أنه بهذا النوع من القرارات والتوصيات نخرج من الرتابة والنمطية ونقدم شيئاً جديداً لعمالنا
ثم توجه القادري بالتحية والسلام على أرواح كل شهداء الوطن الذين ارتقوا في مواقع البذل والعطاء وفي ساحات المعارك، والذين رسموا معالم نصر قادم و قريب .. ووجه التحية لأبطال جيشنا العظيم، هذا الجيش البطل الذي يدك اليوم مواقع الإرهاب التي دنست تراب الوطن، فلولا عقائدية هذا الجيش وتضحياته وبطولاته لما استطعنا اليوم أن نلتقي في هذه القاعة.. وتابع القادري: إلى أبطال جيشنا كل التحية والتقدير وكل الاحترام ، والتحية الأكبر إلى قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد الذي لم تستطع ضغوط الدنيا أن تفت من عزيمته ، هذا القائد الذي استطاع بصلابته وشموخه وبإيمانه بوطنه أن يسير بسورية من محطة إلى محطة حتى تصل إلى نصر مؤزر، سيعيد الألق لبلادنا، ويسير بنا إلى مرحلة إعادة البناء، لتتحول سورية بقيادته إلى ورشة كبيرة نعيد بها بناء ما تم تهديمه، و يثبت فيها السوريون أنهم عصيون عن الانصياع لكل ما يتعارض مع وطنيتهم.
ثم أعقب المؤتمر جلسة للنقد والنقد الذاتي برئاسة رئيس اتحاد عمال المحافظة..
وعلى هامش المؤتمر تم تكريم بعض العاملين في محافظة درعا، كذلك شارك الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بتقديم واجب العزاء لأسرة أحد شهداء الجيش العربي السوري في محافظة درعا،برفقةالسيد المحافظ الرفيق أمين الفرع وحشد من فعاليات المحافظة.