القادري: لن تستطيع قوة في الأرض أن تلغي حبنا لهذا الوطن وتلغي جذورنا المترسخة فيه
عقد اتحاد عمال محافظة طرطوس مؤتمره السنوي اليوم الثلاثاء الواقع في 14/2/2017 في المركز الثقافي في طرطوس بحضور الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال والرفيق مهنا عباس مهنا أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في طرطوس و الرفيق نديم حسين رئيس مكتب العمال في فرع الحزب بطرطوس.
افتتح الرفيق عامر جداري رئيس اتحاد عمال المحافظة المؤتمر بكلمة رحب فيها بالحضور وأكد فيها أن ست سنوات جندت فيها كل حثالات العالم عسكرياً وسياسياً و دمروا و شردوا ملايين السوريين خارج بيوتهم ، ست سنوات ووطننا يتعرض لأقذر وأبشع حرب عرفتها البشرية ، في هذه السنوات حقق جيشنا العربي السوري انتصارات عظيمة ابتدأها باستعادة حلب و سيكملها باستعادة كل شبر من أرض سورية الحبيبة.
جداري أكد أن التنظيم النقابي أدرك المتغيرات الحاصلة فتصدى لها من خلال رص الصفوف و تطوع الآلاف من عمالنا وقدمنا آلاف الشهداء وكان التنظيم النقابي الرديف الأول والأقوى لجيشنا الباسل ووقف هذا التنظيم صفاً واحداً كتفاً بكتف ويداً بيد لمواجهة هذه الأزمة خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد لتبقى سورية قلعة للصمود ، واستعرض جداري جملة من المكاسب التي حققها الاتحاد العام خلال العام 2016 وأهمها تكريم أسر 235 شهيد في محافظة طرطوس وزيارة جرحى الطبقة العاملة في مشافي طرطوس وتسوية أوضاع العمال العرضيين في مرفأ طرطوس و تسوية أوضاع 322 عامل في شركة اسمنت طرطوس وتشميل عمال الدواجن بالضمان الصحي و تسوية أوضاع عاملات السجاد و رفع أجور عمال الحمل العتالة في المؤسسة الاستهلاكية
ثم تلت كل أمانة على حدة تقريرها و تمت مناقشة التقارير من قبل الرفاق اعضاء المؤتمر وتركزت المداخلات الأثر السلبي لانخفاض نسبة توزيع المازوت ٥٠٪ على الدوائر الحكومية على العملية الانتاجية وخاصة في الدوائر الحساسة التي يتطلب عملها التحرك في ارجاء المحافظة كلها كالكهرباء وغيرها.
وطالبت المداخلات بتثبيت عاملات وعمال منشأة الدواجن في طرطوس أسوة بعمال الاسمنت والمرفأ،والابتعاد عن المركزية ، والتأكيد على ضرورة وجود التنظيم النقابي في القطاع الخاص ، والعمل على زيادة التعويضات للعاملين في قطاع النفط للحد من كثرة الاستقالات الحاصلة في هذا القطاع ، وتأمين مراكز وظيفية للعاملين الذين تم الاحتفاظ بهم منذ ست سنوات في خدمة العلم و تقديم تسهيلات وامتيازات لسكن وظيفي لمن التحق بخدمة الاحتياط، ودعم النادي الرياضي والاجتماعي في مصفاة بانياس ، والعمل على وضع آلية مراقبة وصحيحة للحفاظ على الشركة السورية للتأمين كشركة سورية تأمينية للدولة ، كما طالب اعضاء المؤتمر بتسمية عمال الكهرباء الذين استشهدوا خلال الأزمة بشهداء الواجب ، واعادة عمال المؤسسة العامة للاسكان الى نقابة عمال البناء والاخشاب بطرطوس ، و غيرها من المطالب.
ثم تحدث الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بادئاً حديثه بالترحم على أرواح الشهداء ومقرئاً السلام على أرواحهم الطاهرة ، هؤلاء العظماء الذين بدمائهم الطاهرة وتضحياتهم الجلية استطاعت سورية تحقيق نصر اسطوري في هذه الحرب المجرمة ..القذرة.. التي تشن على هذا البلد الصامد منذ أكثر من ست سنوات وتوجه القادري بالتحية لأبطال الجيش العربي السوري الذين يسطرون أروع ملاحم العزة والكبرياء و التحية لعمالنا وعاملاتنا في كل مواقع البذل والعطاء ومواقع الانتاج حيث يتحملون المخاطر ويقومون بواجباتهم في ظل هذه الحرب التي استهدفتنا جميعاً في أمننا واستقرارنا وقوت يومنا ومعيشتنا فبفضل صمودهم ومثابرتهم على عملهم فوتوا الفرصة على أعداء الإنسانية في النيل من صمود الشعب العربي السوري وحرمانه من ابسط حقوقه من خلال الحصار والعقوبات الجائرة التي فرضت على الاقتصاد السوري , هذه العقوبات التي تناغمت مع الإجرام والإرهاب الأسود الذي سرق موارد الاقتصاد السوري ودمر مئات المصانع والمؤسسات فكانت الحرب الاقتصادية عنواناً بارزاً ضمن جملة عناوين هذه الحرب الشاملة التي يواجهها الشعب العربي السوري ، هذه الحرب التي حاول أعداء سورية أن يكسروا من خلالها ارادة الصمود لدى هذا الشعب ويدفعوه ثمن التفافه حول جيشه وقائده السيد الرئيس بشار الأسد .
القادري أكد أنه بفضل هذا الصمود الاسطوري لأبناء الشعب العربي السوري والأداء البطولي لأبطال الجيش العربي السوري وبفضل أرواح شهدائنا الطاهرة و قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد نقارب تحقيق النصر الذي بدأت ملامحه بالظهور ، هذا النصر علينا جميعاً أن نساهم في تسريعه وتحقيقه وهذا شرف كبير لنا أن نساهم بدحر آخر إرهابي عن أرض بلادنا الطاهرة .
وفي المجال النقابي قال القادري: أردنا من الآلية الجديدة أن نخرج من حالة النمطية والرتابة وأن الغاية منها التفاعل مع أعضاء المؤتمر بالتالي إلغاء دور المتحدث و الجمهور وأن نصل إلى حوار شامل بين جميع أعضاء المؤتمر وأن اختزال دور اتحاد المحافظة برئيس الاتحاد ودور النقابة برئيس النقابة يشكل حالة مرضية ويجب تغييرها وهذا الهدف من الآلية الجديدة لعقد المؤتمرات..
وأكد القادري أن عملنا في التنظيم النقابي ميداني وبين صفوف العمال و ليس في المكاتب ووجودنا في المكاتب فقط لما تقتضيه مصلحة التنظيم ويجب علينا زيارة العمال في مواقع العمل وحثهم و تحفيزهم وتعزيز صمودهم ، وضرورة دعم اللجان النقابية فهي صلة الوصل بين العمال والنقابة وكلما كانت هذه اللجان متفاعلة وموجودة على أرض الواقع كلما انعكس ذلك على علاقتنا الجيدة مع العمال
وختم القادري حديثه بالقول أننا اخترنا الصمود بإرادتنا ، ونريد مزيداً من الصبر ومزيد من شد الأحزمة و علينا أن نقتدي بقائدنا الذي أتوجه له بتحية الفخر والاعتزاز هذا القائد البطل الذي استطاع أن يقود سورية من محطة إلى محطة رغم هول الأخطار والتحديات ليصل بها إلى بر الأمان، ولن تستطيع قوة في الأرض أن تلغي حبنا لهذا الوطن وتلغي جذورنا المترسخة فيه وتمسكنا بقائدنا.
ثم تحدث الرفيق مهنا مهنا أمين فرع الحزب بطرطوس للمؤتمر مؤكداً أن قيادة الفرع من خلال مشاركة ذوي الشهداء في العزاء استمدت الصبر والقوة والعزيمة و أن سورية قريبة من الحل السياسي الذي لا بديل عنه وأن مؤتمر جنيف أصبح ممكناً بفضل انتصارات الجيش العربي السوري و التحولات الإقليمية والدولية التي فرضتها انتصارات هذا الجيش العظيم الذي يقوده قائد بطل شجاع هو السيد الرئيس بشار الأسد، واستعرض أمين الفرع الواقع السياسي في المنطقة ، وختم حديثه بالتأكيد على أن جميع ما ورد في المداخلات سيكون محط اهتمام و متابعة فرع الحزب بطرطوس وسيصار إلى معالجتها ومتابعتها وفق الامكانيات المتاحة.
ثم توجه المؤتمر ببرقية محبة وولاء لقائد مسيرة التطوير والتحديث السيد الرئيس بشار الأسد ، وعقدت في نهاية المؤتمر جلسة النقد والنقد الذاتي.