الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

سر الصمود بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

2017-01-30 08:53:03

  بعد ست سنوات من الحرب الإرهابية , ما زالت سورية صامدة بشعبها وجيشها وقيادتها , بالرغم من كل الإرهاب وحجم المؤامرات وعدد المتآمرين عليها من قوى دولية وإقليمية وأدواتهم في المنطقة وإيغالهم في الإجرام ضدها , هذا الصمود أدهش العالم , بالمقارنة مع حجم الاستهداف الذي تعرضت له خلال الفترة الماضية , وواجهته بتضحيات جسام من شعبها الصامد وجيشها البطل في وجه قوى الشر والعدوان التي أرادت ولا تزال السوء لسورية , واستقدمت لتحقيق غاياتها الدنيئة عشرات آلاف المرتزقة من شتى أصقاع الأرض ودعمتهم بالمال والسلاح وكل أدوات الإجرام .
 صمود سورية كان نتيجة حتمية للصمود الأسطوري لشعبها وجيشها ولتقديمها عشرات الآلاف من الشهداء ومثلهم من الجرحى الذين قدموا دماءهم وأرواحهم رخيصة كي يبقى بلدهم موحداً قوياً .
 صمود سورية كان نتيجة صمود الشعب العربي السوري بمكوناته كافة في وجه حرب تجويع وتدمير وإرهاب مارسها أعداؤها , أعداء الإنسانية لتجويع شعبها وتركعيه وتدفعيه ثمن صموده والتفافه حول جيشه وقيادته وكسر إرادة الصمود لديه, حيث تكاتف كل السوريون الشرفاء من عمال ومهندسين واطباء وحرفيين ومعلمين وطلاب في خندق واحد خلف الجيش العربي السوري الذي حارب الإرهاب في كل نقطة تواجد فيها على الأرض السورية الطاهرة , وشكلوا لوحة قل نظيرها في العالم وأعطوا نموذجاً يحتذى به للوحدة الوطنية التي هزمت كل مشاريع التقسيم والتفتيت المرسومة لسورية دولةً وشعباً وحضارةً رغم ضراوة الأسلحة القذرة التي استخدمت لتحقيق ذلك .
 صمود سورية كان نتيجة ثباتها على مبادئها ومواقفها وممانعتها وإفشالها كل المخططات المشبوهة التي رسمت لإسقاط المنطقة , فهي لم تساوم على هذه المبادئ رغم ضخامة المغريات .
 صمود سورية كان بفضل شجاعة وصلابة وحنكة السيد الرئيس بشار الأسد وإيمانه بشعبه ووطنه , وهو يقود سورية نحو بر الأمان حيث تعامل مع فصول المؤامرة بكل حكمة وصلابة ولن يتنازل أو يهادن في الحقوق الوطنية وسيسجل التاريخ انه حمى سورية وحافظ عليها متماسكة قوية رغم الضغوط والمؤامرات التي حيكت ضدها .
 سورية على مدى تاريخها الحديث بقيت أمينة على مبادئها وثوابتها ومواقفها الوطنية والقومية والإنسانية , وحافظت على عهودها وتحالفاتها رغم فداحة الثمن الذي كانت تدرك أنها تدفعه , ولم تقبل بكل العروض الاقتصادية والسياسية التي قدمت لها , ولو قبلت بها لما شنت هذه الحرب عليها بل بقيت متمسكة بسياساتها المبدئية ودفاعاها عن الحق والعدل وشعوب المنطقة ومصالحها .
 اليوم سورية تخطو الخطوة الأخيرة نحو النصر النهائي والكبير على الإرهاب وداعميه وهي أكثر ايماناً بشعبها الصامد والصابر وجيشها العقائدي البطل وقائدها المقدام , وتشكر للحلفاء وقوفهم معها في التصدي للإرهاب المدعوم من قبل الغرب الاستعماري وأدواته في المنطقة كنظام اردوغان السفاح ومشيخات النفط وكل الساقطين من عربان المنطقة .
 والشعب السوري سيحصد قريباً ثمار الصمود والتضحيات الغالية التي قدمها فداء لتراب وطنه , وسيقرر مستقبله بنفسه , فهو صاحب القرار الأول والأخير في كل ما يتعلق ببلده سورية التي ستبقى كما عرفها العالم اجمع مدافعة عن حقوقها الوطنية والقومية , ومواجهة لكل المشاريع والمخططات الأمريكية الصهيونية في المنطقة .
 سورية تسير نحو نصر مؤزر صنعته دماء الشهداء وآلام الجرحى وأنين الفقراء والمهجرين وهم يشدون الأحزمة على البطون تحت وقع الإرهاب الأسود , وقد أعطت العالم درسا لا ينسى في البطولة والصمود والدفاع عن السيادة والاستقلال الوطني , وسيكتب التاريخ هذه الملاحم البطولية التي قدمها أبناء سورية لتكون نموذجاً يحتذى للأجيال القادمة في مختلف أرجاء العالم التي تبحث عن الكرامة والإنسانية وتجسيد الخيارات المنبثقة من مصالح أبناءها.
 وسيذكر الجميع ان سورية حاربت الإرهاب نيابة عن العالم اجمع ومنعته من الوصول الى دول قريبا وبعيدة , وقدمت خدمات جليلة للإنسانية جمعاء , وأنقذت أرواحاً لا تحصى ولا تعد , وبانتصارها على الإرهابيين التكفيريين قضت على مشروع خبيث كان يعد للمنطقة يستهدف قتل الأبرياء وإشاعة الفوضى ونشر الدمار , ودفعت مقابل ذلك فاتورة غالية من دماء أبنائها وبنيتها التحتية من معامل ومصانع ومشافي تعرضت للتخريب الممنهج على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة .
 ونحن في الربع الساعة الأخير من عمر الأزمة والحرب الإرهابية العدوانية علينا , يبقى عمال سورية على العهد رمزاً للعطاء في معاملهم ومصانعهم , لتأمين كل مستلزمات الحياة لأبناء شعبنا , وهذا هو الدور الذي قاموا به منذ اليوم الأول لاستهداف سورية , وهم مستمرون في أداء واجباتهم الوطنية ودورهم الاقتصادي المميز , والذي كان من أساسيات الصمود الوطني , بينما أبناؤهم وأخوتهم على الجبهات يذودون عن حياض الوطن بالغالي والنفيس .


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك