استكمل المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال برئاسة الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد جولاته على المحافظات السورية..واليوم كان اللقاء في مدينة الصمود وبوابة الانتصار السوري على الإرهاب في حلب الشهباء حيث كان اللقاء مع رؤساء اللجان النقابية وممثلي العمال في المحافظة بحضور رئيس مكتب العمال والاقتصاد في فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق د زياد صباغ وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام ورئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال النقل عماد دغيم .
بدأ الرفيق القادري اللقاء بتوجيه المباركة بنصر حلب العظيم الذي تحقق بطرد الإرهابيين القتلة من هذه المدينة العظيمة الصامدة التي تحتل مساحة كبيرة في وجدان كل سوري.
ووجه القادري أسمى آيات الإجلال والإكبار إلى الشهداء الأبرار الذين رسموا بدمائهم معالم النصر الآتي الذي أصبحنا على مسافة قريبة جداً من تحقيقه، كما وجه تحية العز والفخار إلى أبطال الجيش العربي السوري البواسل الذين واجهوا ولا يزالوا يواجهون ببسالتهم وشجاعتهم وبطولاتهم العالم الذي يحاربنا اليوم بأدواته الرخيصة من قطعان الإرهابيين الذين استقطبوا من أربع جهات الأرض ليعيثوا في وطننا خراباً وفسادا وقتلاً وتدميراً وتنكيلاً، كما وجه تحية فخر واعتزاز لأبناء هذا الشعب العظيم الصامد الصابر الذي صقلته المحن فما زادته إلا صموداً وإصراراً على تحقيق النصر الذي يضمن الكرامة لكل أبناء الوطن.
وتابع القادري من هذا اللقاء أتوجه بالتحية إلى قائدنا الرمز السيد الرئيس بشار الأسد الذي من صموده نستمد صموداً، ومن شموخه نستمد شموخاً ومن مضاء عزيمته نستمد زاداً ومعيناً بمسيرة الصمود التي بدأها هذا الشعب العظيم منذ أكثر من ست سنوات ولا يزال مستمراً بها إلى أن يتحقق النصر الذي ننشده جميعاً، ونعاهد قائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد بان يبقى عمالنا كما كل أبناء شعبنا الشرفاء صامدين أبدا يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويضعون قضية الوطن فوق كل قضية وهم رغم آلامهم وجراحهم ورغم معاناتهم يشدون الأحزمة ويعضون على الجراح حتى يحقق النصر الذي ننشده جميعا خلف القيادة الحكيمة.
وقال القادري لقاؤنا اليوم هو لقاء تنظيمي نقابي لكننا أردنا من خلاله أيضا ونحن في عامنا الثالث من عمر الدورة النقابية السادسة والعشرين أن نقف مع رفاقنا من الكادر النقابي واللجان النقابية على ما أنجز وما نتطلع لإنجازه، وأن نُقيّم سوياً وبصوت عال مسيرة عملنا خلال السنتين الماضيتين لنكون على قدر الثقة التي حملناها من عمالنا أولاً ومن قيادتنا ثانياً.
وأكد القادري أن عمال سورية كانوا في هذه الأزمة, وفي هذه الحرب كما تاريخهم أبداً إلى جانب الوطن، وتوجهوا إلى عملهم ومواقع البذل والعطاء بكل شجاعة مدفوعين بروحهم الوطنية العالية رغم كل ظروف التحديات والصعاب والاستهداف الذي واجههم، ليصلبوا صمود الشعب والوطن، منوهاً بتضحيات العمال الذين كانوا جيشاً حقيقياً استطاع أن يمنع أعداء الإنسانية من تحقيق أي هدفا من أهدافهم الدنيئة.
كما أوضح القادري أن المعركة الاقتصادية على سورية بدأت منذ فترة طويلة عندما فرض أعداؤنا حصارا اقتصاديا خانقا على اقتصادنا وعندما فُرضت العقوبات الظالمة رجالات الاقتصاد السوري ومؤسساته لتتناغم هذه العقوبات مع ما قام به الإرهابيون القتلة من استهداف للمؤسسات والمنشآت وسرقة للمصانع والمعامل والشركات، ومدينة الشيخ نجار في حلب تشهد على ذلك.. لذلك فإن الحرب الاقتصادية كانت بداية الحرب الشاملة التي تهدف إلى تفتيت هذا الوطن و تجويع الشعب السوري وكسر إرادة الصمود لديه ،وعمالنا بصمودهم وإصرارهم على عملهم كانوا على قدر الرهان وكانوا يقومون بكل مايُطلب منهم، مؤكداً أنه لم تغلق أي منشأة طوال هذه الأزمة بسبب عدم قدوم العمال إليها وإنما بسبب تدميرها كليا أو جزيئا أو وقوعها بأماكن ساخنة..
وقال القادري: السؤال رفاقي الأعزاء ونحن نقود نضال هؤلاء العمال ونتشرف بحمل أمانة تمثيلهم، هل نحن راضون عن ما يُقدم لهم.. هل نقوم بمهامنا النقابية على أكمل وجه.. هل اللجان النقابية متواجدة على رأس عملها في المعامل والمصانع ومنخرطة بصفوف العمال كما يجب أن تكون، هل نحن فاعلون بقدر ما تقتضيه مهامنا.. هذه أسئلة علينا جميعا أن نوجهها لأنفسنا.
ومن هنا يجب علينا أن نقف وقفة نقدية مع ذاتنا ونُقيم عملنا وننبذ كل الظواهر السلبية فيه، لنكون راضين عن أدائنا وما نقدمه لعمالنا من خدمات وأن ننال ثقتهم ومحبتهم، وأضاف القادري: عمالنا الذين جادوا بالعرق والدم والذين امتزجت دمائهم بعرقهم في مواقع العمل في سبيل أن تبقى راية الوطن خفاقة عالية، واجب علينا أن نكون بجانبهم في هذه الظروف القاسية .
القادري أكد أن التقييم مسألة مستمرة في مسيرة عملنا، والعمل النقابي ليس عمل وظيفي وليس عمل إداري إنما هو عمل وجداني تطوعي أخلاقي يقوم على نكران الذات والابتعاد عن المنفعة الشخصية والكشف عن مواقع الخلل والفساد، ولدينا مهمة مزدوجة في مواقع العمل ....مهمة وطنية تتمثل بتحصين شركاتنا ومؤسساتنا من خلال زيادة القدرة الإنتاجية ونبذ مظاهر الخلل في مؤسساتنا ورصد حالات الهدر والفساد وتوثيقها وعلينا القيام بهذه المهمة الوطنية بقدر عالي من الحماس والشعور العالي بالمسؤولية أما مهمتنا الثانية فهي مهمة طبقية عمالية بالتواجد إلى جانب عمالنا في السراء والضراء وتأطير نشاطهم وأن نعتبر مصلحة عمالنا وحقوقهم وتلمس معاناتهم وهمومهم هي الأساس وبقدر الاهتمام بعمالنا نزيد من سلامة منشآتنا.
وخاطب القادري ممثلي العمال في اللجان الإدارية قائلاً: عليكم كممثلي عمال في اللجان الإدارية أن تقوموا بدوركم على أكمل وجه، فالظرف الحالي لا يستحمل الترهل والكسل والتكلس، بل يتطلب الإبداع والمبادرة والحماس والانطلاق من الروح الوطنية وعلى القائد النقابي أن يعمل بلا كلل أو ملل وأن ينفض غبار الكسل والتردد واللامبالاة.....فدوركم كبير وكبير جدا كممثلين عمال وكلجان نقابية في مواقع العمل وهذا يتطلب منكم المبادرة والجرأة وتوليد النشاط من القواعد للأعلى، والتحلي بالصدق والأمانة، كذلك علينا أن نتعاون ونتكاتف كل في موقعه لنكون عند ثقة عمالنا وقيادتنا وان نتحلى بالشعور بالمسؤولية وندرك أهمية العمل الذي نقوم به وأن ندرك استثنائية الظرف الذي نمر به وان ندرك التحديات التي تواجهنا ودور ومسؤولية كل منا في مواجهة هذه التحديات.
ثم استمع الرفيق القادري إلى مداخلات الرفاق الحضور والتي تركزت على الجانب التنظيمي والنقابي منها المطالبة بتفرغ رئيس اللجنة النقابية وتثبيت العمال وتعنت بعض المدراء، كما تطرقت المداخلات إلى الوضع الراهن في مدينة حلب بعد الحرب والصعوبات التي تواجه المدينة من ناحية الماء والكهرباء، مؤكدين أن تحقيق النصر بث الحياة والروح في مدينة حلب من جديد، من جانبه أجاب الرفيق القادري على جميع التساؤلات المطروحة، وأكد أن انتصار حلب هو بداية لانتصارات قادمة على امتداد الجغرافيا السورية.مجددا"باسم عمال سورية عهد عمال الوطن على متابعة مسيرة العطاء والبناء مهما عظمت التحديات خلف القيادة التاريخية للقائد المفدى بشار الأسد .