الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

الرسائل الروسية.. والألاعيب الغربية بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

2016-10-31 09:38:15

لم تسفر جميع المحاولات الغربية والحملات الإعلامية التضليلية وفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا عن أي نتيجة لجهة تغيير الكرملين موقفه من الأزمة في سورية والحرب العدوانية الإرهابية التي تشن على شعبها ودعمه للجيش العربي السوري في حربه المقدسة ضد الإرهاب الذي لا يستهدف سورية فقط، بل المنطقة والعالم أجمع.
الموقف الروسي كان واضحاً منذ البداية، فقد أعلن مع بدء الحرب الكونية على الشعب السوري ودولته أنه مع القانون الدولي في حل الأزمات بطرق سياسية ودبلوماسية، ومع حق الشعوب في تقرير مستقبلها وشكل نظام الحكم فيها، من دون تدخلات وضغوط خارجية، وقد أكد رفضه لكل الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سورية، واستخدم الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن الدولي بوجه قرارات أمريكية بريطانية فرنسية هدفها تقويض مؤسسات الدولة السورية وتشريع الإرهاب وسفك المزيد من دماء أبناء الشعب السوري، أي أنه وقف بالمرصاد لمحاولات فرض شريعة الغاب التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وحلفاؤها في أوروبا الذين تخلوا بشكل أو بآخر عن سيادتهم في الشؤون الخارجية وباتوا مجرد أتباع لسيدهم الأمريكي في مغامراته المجنونة وقتله لشعوب العالم ضارباً عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية التي تدعو الجميع إلى إحكام العقل والمبادئ الإنسانية الأساسية لحل الأزمات والمشاكل في العالم.
روسيا الاتحادية رفضت جميع المغريات التي قدمت لها من قبل جهات معروفة للجميع، وأعلنت تمسكها بالقانون الدولي ورفضها تجاوزه تحت أي ذريعة أو حجة، وأعطت للغرب الاستعماري دروساً في الأخلاق والإخلاص للأصدقاء والحلفاء، ووقفت موقفاً جاداً في دعم سورية في تصديها للتنظيمات الإرهابية التي أوجدها الغرب في سورية والمنطقة، ولم تمارس الازدواجية في محاربة الإرهاب وقدمت تضحيات وسالت دماء جنودها على الأرض السورية مختلطة مع دماء الشهداء من أبطال الجيش العربي السوري الذي يقدم الغالي والنفيس دفاعاً عن وطنه وأرضه وشعبه.
وفي الوقت الذي تقف فيه روسيا شعباً وجيشاً وقيادة إلى جانب سورية، تواصل مشيخات الخليج والنظام التركي الإرهابي تقديم الدعم المادي والتسليحي للإرهابيين المرتزقة، بتوجيه مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للإرهاب في العالم، وبالرغم من الماكينة الإعلامية التي تشحن ضد روسيا ومواقفها، بقيت موسكو على موقفها ثابتة مدافعة عن الحق في سورية، وهي من خلال طيرانها تقدم الدعم للجيش العربي السوري والقوى المؤازرة له على الأرض، غير آبهة بمحاولات الضغط وتشويه السمعة التي تمارسها قوى البغي والعدوان وأذرعها النفطية والمالية في المنطقة والعالم.
تبقى روسيا وفية لمبادئها، وهادئة في خطابها، وإلى جانب الحق دوماً، بلغة رصينة وعقل راجح، وهي لا تتوانى لحظة واحدة عن رفع صوتها عالياً "قولاً وفعلاً" في وجه العدوان والابتزاز، إحقاقاً للحق ورفضاً للظلم الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها وأدواتها بحق شعوب العالم.
اليوم ومع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على التنظيمات الإرهابية على امتداد ساحة الوطن، تؤكد الحليفة روسيا من جديد الاستمرار في دعمها للشعب السوري إنسانياً واقتصادياً وعسكرياً، وهي شريكة أساسية في النصر على الإرهاب إلى جانب إيران والمقاومة الوطنية اللبنانية وجميع الشرفاء في العالم الذين وقفوا إلى جانب شعبنا في هذه المحنة التي يمر بها.
الاجتماع الثلاثي السوري الروسي الإيراني على مستوى وزراء الخارجية والذي عقد مؤخرا في موسكو يؤكد من جديد أهمية التنسيق بين الحلفاء بما أن الذين يتآمرون على سورية هم ذاتهم الذين يشنون الحملة الدعائية ضد إيران وروسيا، وهذا ما عبر عنه الرئيس فلاديمير بوتين بالقول: "لصبرنا حدود ولن تثنينا حملاتهم عن مواصلة ومضاعفة الجهود من أجل مكافحة الإرهاب وتحرير حلب من الإرهابيين آخذين بالاعتبار أهمية مراعاة الجانب الإنساني".
إذاً الكلام الروسي كان وسيبقى صريحاً وواضحاً، تجاه ما يجري في سورية والعدوان الذي يشن عليها، والرسالة الروسية وصلت إلى مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، أن موسكو ستبقى مهما اشتدت الضغوط إلى جانب سورية، والحق دائما هو من ينتصر، فيما يستمر الغرب بنفاقه وادعائه الدفاع عن حقوق الإنسان وحريات البشر التي أسقطها بغطرسته وعدوانه المتكرر على شعوب المنطقة ودولها.


2016/10/30


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك