في ظل تصاعد نداءات العمال بحلول ناجعة لحالة هيجان الأسعار ناقش أعضاء مجلس اتحاد عمال المحافظة خلال جلسته الأخيرة ما وصلت إليه الحالة الاقتصادية للطبقة العاملة وباقي شرائح المجتمع من ترد والضغوط التي يتحملها العمال في هذه المرحلة التي تستدعي التحرك السريع لخلق حالة من التوازن تناولها جمال الحجلي رئيس اتحاد عمال المحافظة في حديثه وقال:
من خلال المتابعة اليومية لهموم العمال في مختلف القطاعات نجد أن الظروف الاقتصادية موضوع تتقاطع عنده المطالب والاقتراحات فالظروف الحالية وصلت إلى درجة مرهقة حيث ولدت الارتفاعات المتتابعة وغير المنطقية واقعاً يصعب التعاطي معه وبات الدخل الشهري غير ملب لاحتياجات الأسرة المختلفة، بالتالي فأصحاب الدخل المحدود هم أكثر الشرائح تضرراً كون زيادات الأجور لم تغط فارق ارتفاع السعر وهنا منشأ الخلل الذي اتسعت رقعته مما يؤدي بنا لضرورة البحث لوضع ضوابط تلزم التجار بالسعر لأننا وبحساب بسيط نعرف أنه مهما تضاعف الأجور لن تكون كافية والحاجة ملحة لإعادة النظر بأسعار حوامل الطاقة التي كانت المسبب الأقوى لأسعار قاربت الخيال للنقل والغذاء والكساء وكل المتطلبات الضرورية.
وكان الحجلي قد تناول بالحديث مشاركته الأسبوع الفائت في مؤتمر الاتحاد العام للنقابات العالمي الذي عقد في جنوب إفريقيا والحفاوة والتكريم التي استقبل بها الوفد السوري الذي ترأسه الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، من قبل الوفود المشاركة والتعبير عن احترام عمال العالم لمواقف الطبقة العاملة السورية وتنظيمها النقابي وما قدمه الشعب السوري جنوداً وعمالاً من تضحيات يحترمها العالم والمثال الحقيقي للنضال الذي تجسد على هذه الأرض، وأهمية الدعم الذي تقدمه سورية لهذه المنظمة بناء على الاهتمام بالدور العمالي وفعالية التنظيم النقابي وحضوره العالمي.
وعرض لأهم المستجدات على الساحة المحلية والمفاوضات والتصريحات التي تتناول حلب وما آلت إليه الأمور ونتائج لقاء لوزان التي لم تظهر أي تطور إيجابي، ومؤشرات التقارب الروسي التركي التي قد يكون لها وفق المحللين انعكاس إيجابي على الأزمة السورية
وبالعودة للواقع الاقتصادي عقب الحجلي على واقع عملية استجرار العنب وانخفاض الكميات المستجرة من قبل شركة تصنيع العنب بناء على عدة أسباب وهذا ما يزيد من أزمة المعمل ويؤهل لطرح أفكار جديدة للمحافظة على استمرار المعمل، وأشار لواقع النقل لخدمة عمال مشفى سالة كون المشفى مجهزا بشكل مميز وحركة المواصلات عملية ضرورية ليستفيد أهالي المنطقة من خدمات المشفى المتطورة وحل أزمة العمال، وأكد فيما يخص شركة الخزن والتسويق على الحاجة لدراسة استراتيجية فالحلول الإسعافية غير مجدية وتعرض الفلاحين لخسائر كبيرة والمطلوب التحضير المسبق لهذا الموسم، الذي يعتبر مورد رزق أساسيا للفلاحين، وبما يرتبط بكتلة اعتمادات الطبابة فبالإضافة لتوعية العمال والعمل على نشر ثقافة التعاطي مع الخدمات الصحية من جهة فلابد هنا من مطالبة الإدارات بزيادة الاعتمادات الطبية تماشياً مع ارتفاع الأسعار لمختلف الخدمات العلاجية والطبية ولتكون منسجمة مع عدد العمال في هذه القطاعات.
ومن أحاديث أعضاء المكتب التنفيذي نوجز مايلي: حيث تلت جمانة العباس أمينة السر القرارات السابقة وتمت مناقشتها، وفي المجال التنظيمي عرض مروان قطيني أمين التنظيم للعملية الإحصاء للشواغر على مستوى اللجان النقابية والسعي لانتقاء كفاءات مناسبة لمتابعة العمل النقابي، في الوقت الذي قدم فيه زهير غبرة أمين الشؤون الاقتصادية نتائج الجولات على القطاعات الاقتصادية ومنها معمل تقطير العنب والصعوبات التي تتمثل بداية بانحسار الزراعة ونقص اليد العاملة وارتفاع مستلزمات العمل وما طرح من اقتراحات حول استحداث خط لدبس التفاح وخل التفاح والعنب واستخدام التفل كمادة علفية ومجريات العمل لتطبيق هذه المقترحات لحماية المعمل وضمان استمراره، وما صدر عن نقابة أطباء الأسنان من تعميم للأطباء الراغبين بالعمل مع شركات التأمين بهدف تقديم الطبابة السنية للمؤسسات المشتركة وذلك في إطار البحث عن حلول لحل مشكلة الطبابة السنية التي أدت لحرمان العمال من هذه الخدمة، ومطالب عمال المالية بتوزيع عوائد المالية على كافة الفروع بالموازاة مع المركز وقضية استجرار السجاد الآلي من خلال منافذ الاستهلاكية الذي بدأ للتوسع بعملية التسويق.
هشام أبو فخر أمين الشؤون الخدمية تناول قضية طبابة العمال من خلال المشاريع العمالية وحالة عدم التنظيم التي تحتاج لثقافة عمالية كون اعتمادات الطبابة تنتهي بنصف العام أو قبل ذلك وهذا ما يضع المريض الحقيقي في ظرف صعب ويحرمه من هذه الخدمات والمطلوب الانتباه لهذه الناحية والحرص على عدالة التوزيع لتكون الخدمة في مكانها المناسب ووقتها.
وعرض أسامة الحكيم أمين الشؤون المالية للتعاميم الصادرة عن الاتحاد العام وآلية التنفيذ لها وطلب التوضيحات لبعض منها خاصة في مجال الحساب الضريبي على الفواتير، وعدد من القضايا الهامة التي ترتبط بالمتابعة اليومية للوضع المالي بما يكفل الالتزام الدائم بالأنظمة والقوانين.
ومن المواضيع التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع من قبل رؤساء مكاتب النقابات وأعضاء المجلس عملية توزيع مازوت التدفئة وملاحظة بعض الأعضاء على التعامل مع البطاقة الذكية والاختلالات الحاصلة، ومشكلة النقل لعمال مشفى سالة التي طرحها مأمون أبو حلا والحاجة لطرح الموضوع على لجنة السير كون انتظام النقل لهذه المنطقة يكفل خدمة العمال والاستفادة من خدمات المشفى من قبل الأهالي، وزيادة الطلب على الهوية النقابية وطلب اتحاد عمال المحافظة عدد جديد منها خدمة للعمال، كما طرحت قضية رفع رسم الاكتتاب على السكن العمالي الذي فاق الضعفين لرؤية حددها ضياء أبو غازي رئيس نقابة عمال التنمية بأنها غير عادلة كون التأخير ناتج عن الجهات المنفذة فلماذا يتحمل المكتتب هذا الفارق.
وتناول الحديث واقع شركة الخزن والتسويق الذي عرضه سليمان عماشة والصعوبات التي أدت لإقفال عدد من المنافذ لنقص في اليد العاملة بفعل نقص الأجور وقد بلغت الكميات المستجرة من التفاح 1000 طن وبالطبع هذا الرقم غير كاف وأن نسبة تنفيذ المخابز وصلت 105 بالمئة مع العلم بأن ظروف عمال المخابز لم تتحسن من حيث الأجور والتعويضات وكل ما أعلن لم يأخذ طريقه للتنفيذ.
كما توجه أنيس العلي رئيس مكتب نقابة عمال الدولة والبلديات بالشكر لعمال الخدمات الفنية على ما أنجزوا من أعمال بدافع العمل وخدمة المواطن والدوام في أيام العطل.
واحتل الوضع الاقتصادي الحيز الأكبر من الحوار الذي تمحور على أن ارتفاع تكلفة حوامل الطاقة كان الدافع الأكبر لرفع التجار لأسعار السلع لتتحمل الدولة وأصحاب الدخل المحدود نتائج هذا الارتفاع المرهق والذي تظهر نتائجه الاقتصادية والاجتماعية على مختلف مناحي الحياة لتبقى الحلول مرهونة بدراسات أكثر عمقاً وواقعية للظروف الراهنة للشد على يد العامل الذي لم يتخل عن واجبه الوطني وكان العمال بالفعل الرديف الحقيقي للجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب على أمل تحقيق النصر وتعود سورية لسابق عهدها واستقرارها والمحافظة على سيادتها على كامل أراضيها.
رهان حبيب