الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

حكومة جديدة ... وآمال عريضة بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

2016-07-18 09:26:28

 مع بدء الحكومة الجديدة عملها بعد أدائها القسم أمام السيد الرئيس بشار الأسد , بدأت الآمال العريضة والكبيرة في آن واحد من قبل المواطنين الذين يطمحون إلى تحقيق عدد من المطالب الشعبية والعمالية المحقة بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سورية من حرب إرهابية وحصار اقتصادي جائر أصاب كل مواطن في معيشته ولقمة عيشه , وهذا ما يحمل الفريق الحكومي الجديد مسؤوليات استثنائية تتطلب مضاعفة الجهود والعمل والبذل كل في اختصاصه وموقعه .
الشعب السوري اليوم , بعماله وفلاحيه وطلبته وكل فئاته ومكوناته يطلب من الحكومة أن ادؤها موازياً لتضحيات وانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان بمواجهة الإرهاب التكفيري , وأن تكون تصريحات أعضائها واقعية وحقيقية تعكس واقع الحال لا مجرد " أقوال دون أفعال " أي أن تكون شفافة في تعاملها مع المواطن وتضعه في صورة الجهود والنتائج , وهذا ما أكد عليه الرئيس الأسد خلال اجتماعه مع الحكومة ".
لا يمكن للحكومة الجديدة أن تكون بعيدة عن نبض الشارع وهمومه ومتطلباته لذلك لا بد من إيجاد آليات ذات فائدة في التواصل مع المواطنين لمعرفة احتياجاتهم وأن يكون الواقع المعيشي للمواطن وضبط الأسعار والحفاظ على القوة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود والعمل على إيصال الدعم لمستحقيه في صلب عمل الحكومة والفريق الاقتصادي فيها , وتجاوز الثغرات والسلبيات التي ظهرت في المرحلة الماضية والتي كانت ظاهرة للعيان وقد أشرنا إليها مراراً وتكراراً في أكثر من مناسبة .
جملة من الأمور من الضروري العمل على تحقيقها رغم كل الظروف , وفي مقدمتها الحفاظ على القطاع العام وتحسين واقعه الإداري , وإعادة هيكلته بما يضمن تحقيق قفزات نوعية في الأداء الخدمي والاقتصادي والصناعي وتقديم الدعم اللازم لعمال القطاع الخاص الوطني الذي وقف جنباً إلى جنب مع القطاع العام , والعمل على إعادة الإقلاع بالإنتاج من جديد بما يسهم في تقوية الاقتصاد الوطني ويدر بالعملة الصعبة على خزينة الدولة , فضلاً عن زيادة الإنتاج من السلع الصناعية والزراعية والاهتمام بالشركات الصغيرة والمتوسطة والحفاظ على استقرار سعر الليرة بما يتوافق مع مستوى الرواتب والأجور , والحفاظ على الليرة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحمايتها وتعزيز مقومات صمود أبناء الشعب السوري الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل وطنهم .
مكافحة الفساد وكشف الفاسدين ومحاسبتهم , من أولى المطالبات الشعبية , وتطوير الأداء الإداري وتحديث الادارة , من القضايا الملحة أيضاً ولا بد من تحقيق خطوات في هذا السياق إلى الامام .
وطننا يتعرض منذ أكثر من خمس سنوات لحرب إرهابية كونية تستهدف سورية الدولة والشعب والتاريخ والحضارة , وعلى الجميع العمل بكل ما أوتي من قوة من دون توفير أي جهد لتحقيق النصر وإعادة أعمار ما دمره الإرهاب , والانطلاق إلى الإمام لبناء سورية المتجددة .
وسنبقى جاهزين للتذكير دائماً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد للحكومة الجديدة التي أكد من خلالها على " أهمية التواصل مع المواطنين من خلال مكاتب خاصة في الوزارات أو عبر العمل الميداني الذي يجعلنا على تواصل مع الواقع ومع نبض المواطن ويمكننا من ملامسة معاناة الناس ومعرفة احتياجاتهم , وعلى أن الوضع المعيشي للمواطنين يجب أن يكون من أولويات الحكومة , والخطوة الأهم في هذا الإطار العمل على ضبط الأسعار بالتعاون مع المجتمع الأهلي . والحفاظ على قيمة الليرة وتعزيز موارد الدولة عبر الاستيراد المدروس وتشجيع التصدير ودعم الصناعات المتوسطة والصغيرة والصناعة الزراعية وتحقيق العدالة في التحصيل الضريبي ما بين القطاعين العام والخاص وضبط وترشيد النفقات بدءاً بالوزراء والمسئولين مع عقلنة الدعم الحكومي للمواد الاساسية من خلال وصوله إلى مستحقيه وتعزيز دور مؤسسات التدخل الايجابي , إضافة إلى أن موضوع عوائل شهداء وجرحى الجيش والقوات المسلحة يجب أن يحظى باهتمام خاص من جانب الحكومة بجميع مؤسساتها , وضرورة وضع هيكلية واضحة لرئاسة الوزراء والوزارات تحدد آلية عملها والعلاقة فيما بينها وعلاقتها مع مختلف مؤسسات الدولة بما في ذلك مؤسسة مجلس الشعب حيث يجب أن تكون هناك نقاط ناظمة وواضحة لهذه العلاقة فلا يبقى الوزير دون مساءلة ولا يتحول النواب إلى مسائلين لدوافع شخصية " وبقدر ما نمتلك من جرأة للحديث عن الخلل والتقصير ولفساد سنشير بالجرأة نفسها وبكل ايجابية إلى كل انجاز يتحقق على أيدي الحكومة الجديدة بكل مفاصلها .
عرش أردوغان يهتز ..
أثارت محاولة الانقلاب في تركيا تساؤلات كثيرة ما يشير إلى أنها ربما تكون من تدبير رجب أردوغان أو انه على علم مسبق بها . حيث يرى البعض أن أردوغان وعلى الاقل كان يتوقعها ولم يتخذ التدابير اللازمة لمنعها حتى يتسنى له استغلالها لتحقيق أهدافه السياسية وأهمها تغيير النظام السياسي ليصبح الرئيس المطلق لتركيا , بكل الأحوال فإن أردوغان إن كان يعلم بمحاولة الانقلاب أو لا , فإن عرشه اهتز بشكل كبير , ومن المؤكد أنه لن يعود كما كان قبل هذه المحاولة .

 

2016/7/17


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك