شكلت مؤتمرات اتحادات عمال المحافطات والاتحادات المهنية محطات مفصلية ومهمة في عمل الاتحاد العام لنقابات العمال الذي يضع نصب عينيه مصلحة الطبقة العاملة وتحسين وضعها الاجتماعي والمعيشي لكونها عصب الإنتاج وشريان الحياة في البلاد. وكانت المؤتمرات مكاناً مهماً للمكاشفة وتسليط الضوء على هموم ومعاناة الشريحة الأكبر والأوسع بالمجتمع وكان لها إيجابيات كثيرة وفتحت أبواباً واسعة للنقاش بمجالات عمل متعددة حيث كان للآلية الجديدة التي اعتمدت هذا العام وهي تكريس مبدأ النقد والنقد الذاتي ونتائج لتقويم مسيرة العمل والتحفيز نحو مزيد من العمل والإنتاج وحل الكثير من المعضلات والصعوبات، وبما يفسح المجال للعمل الجاد والمسؤول واتخاذ القرارات المناسبة من أجل تجاوز كل المعوقات التي تواجه العمال في معاملهم وخلف خطوط إنتاجهم بالشكل الذي يعكس دورهم الوطني الكبير بعملية البناء والتنمية. خلاصة الكلام إن ما حققته طبقتنا العاملة من الإنجازات والمطالب على مدار عقود من الزمن ليس بالقليل وإذا كان هناك مطالب لم تتحقق بعد أو مؤجلة فيجب ألا ننسى الحرب الظالمة والعقوبات والحصار المفروض على بلدنا. وحول هذا الموضوع أكد جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في حديثه لـ (الثورة) بأن المؤتمرات النقابية كانت ناجحة ومنتجة وفاعلة ومثمرة وأنها من أهم المحطات التي تمارس من خلالها الحركة النقابية الديمقراطية في ممارسة العمل وتقويمه ومراقبة تنفيذ الخطط والمحاسبة والتطرق لحالات فساد كثيرة وتحسين أداء العمل والمهام النقابية من خلال الحوار البناء والاستماع إلى كافة الآراء والمناقشات والطروحات بكل شفافية وأمانة وحل الكثير من القضايا التي تهم عمالنا. وأضاف القادري: لقد انعكست هذه المؤتمرات من خلال خطط عمل واقعية، موضحاً بأن الآلية الجديدة التي وضعها هذا العام كانت فاعلة توصلنا من خلالها إلى النتائج المرجوة التي تصب في خدمة عمالنا ضمن أماكن عملهم، فمصلحة العمال هي الغاية الأولى والأخيرة التي نسعى لتحقيقها وأن المؤتمرات لم تكن مجرد كرنفالات تعقد لتبادل التحيات. وقال القادري في المؤتمرات تتم دراسة أوضاع الطبقة العاملة والاستماع إلى هموم العمال ومطالبهم واحتياجياتهم المادية والمعنوية والنقابية ووضع التصورات والحلول بالتعاون مع الإدارات والجهات صاحبة العلاقة. وأشار القادري إلى أنه ورغم الحرب الكونية التي تشنها العصابات الإرهابية المسلحة مدعومة من قبل دول باتت معرفة فإن سورية بكل مكوناتها وشرائحها وفي مقدمتهم المنظمة النقابية كانت ولا تزال قوية وقادرة على التصدي والمواجهة لكل من يتعرض للوطن. ونوه القادري إلى أن المنظمة النقابية هي العمود الفقري في تصليب صمود الوطن وتمتين بنيانه وتقوية صموده مشيراً إلى المكانة الكبيرة التي تحتلها الطبقة العاملة السورية في فكر حزب البعث العربي الاشتراكي وأدبياته الذي قاد خلال سنوات نضاله الطويلة معارك مشرفة في ساحات النضال الوطني ضد المستعمر الخارجي وكان سباقاً في ساحات البناء والتنمية. وقال القادري إننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتكاتف جهود الجميع لنبذ ثقافة الكسل والاتكال والتهرب من المسؤولية، فالإنتاجية يجب أن تكون معيارنا الأساسي مشدداً على الحس العالي والمسؤولية والمهارة الكبيرة التي يتمتع بها العامل السوري في أداء عمله. وشدد القادري على أن القطاع العام يمثل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني وهو الضامن للاستقرار السياسي والاقتصادي مشدداً على ضرورة النهوض بهذا القطاع وفق استراتيجية متكاملة تضمن تطويره. وختم القادري حديثه: لقد طالب (الاتحاد العام لنقابات العمال) الحكومة بالعمل على إيجاد الحلول لجملة من القضايا والمشكلات التي تهم الطبقة العاملة وتوجيه الوزارات والجهات العامة إلى العمل على المشاركة وإيجاد الحلول المناسبة لها بناء على المذكرة التي أعدها الاتحاد العام لنقابات العمال والتي تضمنت أهم المطالب العمالية التي طرحت في المؤتمرات النقابية التي عقدت مؤخراً.
2016/5/10