بيان الاتحاد العام لنقابات العمال بمناسبة الذكرى السبعين للجلاء المجيد
أيها المواطنون الشرفاء ...
أيها العمال والنقابيون المناضلون ...
تحل اليوم الذكرى السبعون المجيدة لجلاء المستعمر الفرنسي عن وطننا وأرضنا الطيبة في السابع عشر من نيسان 1946 هذا اليوم الخالد في حياة شعبنا العظيم , الذي قدم قوافل من الشهداء الميامين من اجل أن تظل سورية سيدة حرة مستقلة , ومن أجل أن يظل شعبنا الصامد صاحب قراره ومالكاً لحريته , وإنه ليومً مجيد توج أكثر من ربع قرن من النضال الدامي في سبيل الحرية والاستقلال , حيث شكلت سنوات الانتداب الفرنسي على وطننا سورية مرحلة سوداء في تاريخ الاستعمار العالمي والفرنسي بشكل خاص , تحولت فيها سورية إلى مقبرة حقيقية لجحافل هذا الاستعمار الغاشم الذي أقترف أبشع وأقذر الجرائم بحق أبناء الشعب السوري وقواه المناضلة .
لقد تحولت سورية تحت حكم الانتداب الفرنسي بكل مكوناتها الاجتماعية والفكرية إلى بركان دائم التفجر , لم يهدأ إلا برحيل أخر جندي مستعمر عن بلادنا , وحيث شكل السابع عشر من تيسان فجر انطلاقة حركة التحرر الوطني العربية بشكل عام , وتوالت بشكل مضطرد انجازات هذه الحركة في جميع الأقطار العربية التي كانت خاضعة للاستعمار في كل من مصر والسودان وأقطار المغرب العربي والعراق , وكان انتصار شعبنا بمثابة الشرارة التي اذكت نيران الثورة ضد جميع أشكال الاستعمار وفي جميع البلدان , إن انتصار شعبنا على الاحتلال الفرنسي الغاشم شكل مواصلة للقيم والتقاليد الكفاحية التحررية التي تميز بها الشعب السوري وخاصة في عملية تعزيز مواقع سورية كطليعة لحركة التحرر العربية والعالمية كما كانت عبر التاريخ , وكما هي اليوم في مقدمة البلدان التي تتصدى للإرهاب باعتباره أحد أخطر أسلحة الاستعمار الجديد للهيمنة على العالم , وإن انتصارات الجيش العربي السوري الباسل على قوى الإرهاب العالمي الذي تموله قوى الاستعمار الجديد والرجعيات العربية والإقليمية , تمثل انتصارات حقيقية لكل البشرية على قوى الظلام والتكفير والتخلف .
وفي هذه المناسبة المجيدة تؤكد الطبقة العاملة السورية وتنظيمها النقابي مواصلة النضال خلف جيشنا البطل في مواجهة الإرهاب والقوى الاستعمارية التي تقف وراءه وبشكل خاص قوى العنصرية الصهيونية والاحتكارات العالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية .
إن عمال سورية ونقابييها المناضلون يؤكدون تلاحمهم مع مسيرة الصمود التي تنتهجها سورية بقيادة السيد الرئيس المناضل بشار الأسد .
وفي هذه المناسبة المجيدة نقف إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء جيشنا الباسل وشعبنا الصامد الذين ضحوا من أجل حرية وكرامة وسيادة واستقلال سورية , ونحيي أصدقاء نضالنا المشترك وحلفائنا في العالم وفي مقدمتهم جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية وجمهورية الصين الشعبية , وبلدان حركة التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوساط الرأي العام العالمي التقدمي والمناهض للحرب والعدوان .
عاشت الذكرى السبعون للجلاء المجيد ...
المجد والخلود لشهداء الشعب والجيش العربي السوري الباسل ..
الاتحاد العام لنقابات العمال
في الجمهورية العربية السورية