على هامش مشاركتنا في أعمال المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بدورته الطارئة منذ أيام في بغداد، عبر المشاركون من مختلف الدول العربية عن تضامنهم الكبير ومشاعرهم الجياشة التي تعكس ما يجول في بال كل عربي شريف تجاه سورية، البلد الصامد والمقاوم في وجه المخططات "الصهيو أمريكية" ضد شعوب المنطقة كافة.
عدد من المشاركين في أعمال المجلس أخبرونا أن آمالهم معلقة على الجيش العربي السوري الذي لا يدافع عن سورية وشعبها فقط، بل يدافع عن الأمة جمعاء وعن مصالحها الوطنية والقومية ويحفظ استقلالها وكرامتها في وقت تخلى عن هذه الثوابت الكثير من "العربان"، بل ذهب بعض المشاركين إلى أبعد من ذلك عندما عبروا عن اعتقادهم وقناعتهم التامين بأن نصر سورية، هو نصر لكل عربي شريف يعتز بعروبته وتاريخها العريق والمجيد، فمن ليبيا إلى تونس، وصولاً إلى مصر والعراق، كل الأشقاء هناك يلهجون بالدعاء لسورية وشعبها وقيادتها من أجل تحقيق النصر المؤزر على الإرهاب وداعميه، وهم يدركون أن نصر سورية، سيحفظ العرب مجتمعين، وسيرد كيد المعتدين، وسيسهم بشكل مباشر باستعادة الأمن والاستقرار إلى الكثير من الدول التي فقدت الراحة والأمان مع قدوم "الخريف العربي" الذي عاث قتلاً وتخريباً وتهجيراً طال كل شيء أينما حل في أرضنا العربية، وهدم العقول ونشر فكراً تكفيرياً غريباً عن ثقافتنا وديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والسلام، لا القتل وتقطيع الأوصال وأكل القلوب والأفئدة.
معظم المشاركين الذين جاؤوا من "مصر والسودان ولبنان والصومال والبحرين وتونس وليبيا والجزائر"، كانوا على نفس الخط، والكل يأمل ويثق بأن سورية ستنتصر لا محال، لأن مستقبل الشعوب العربية ومصيرها وثقافتها وتاريخها مرتبط بشكل مباشر بالنصر المأمول الذي يرسمه بواسل الجيش بدمائهم وتضحياتهم التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، فسورية كما قالوا معقد آمالهم للنهوض من جديد.
تبقى سورية عنوان العزة والكرامة العربية، وقبلة الأحرار في جميع أرجاء الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، ورغم التضليل الإعلامي والفبركات الدعائية التي نسجتها وسائل إعلام معروفة طالت سورية وشعبها وحرفت الحقائق وساهمت بسفك دماء السوريين، تبقى الحقائق معروفة لكل ذي ضمير حي ولصاحب كل قلب ينبض بالعروبة ومؤمن بالتضامن العربي وأهميته.
فمنذ بداية الأزمة ونحن نعول على الشعوب في جميع الدول العربية، وقد زارتنا مئات الوفود الأهلية والشعبية متضامنة مع الشعب السوري وقيادته في صمودهما ضد الإرهاب المدعوم من الرجعية العربية والأنظمة المتخاذلة. ولأجل سورية ونصرة لها شهدت العديد من العواصم العربية وغير العربية عشرات المظاهرات المؤيدة لسورية ونهجها المقاوم المدافع عن القضايا والحقوق العربية، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة مع حجم التآمر الكبير الذي تتعرض له من قوى معروفة إقليمية ودولية وبالتآمر-للأسف- مع أنظمة عربية دمى في يد الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية.
الشرفاء من العرب يعولون على سورية، جيشا وشعبا وقيادة، كي يعيدوا إليهم كرامتهم المهدورة على أيدي مجرمي القرن الواحد والعشرين ومن يقف وراءهم، والجميع قلوبهم وعيونهم تصبو نحو سورية، قلب العروبة النابض، لتعيد الأمور إلى نصابها، فنصرها سيعيد رسم خارطة جديدة للمنطقة والعالم، تكون الكلمة فيها للشعوب المناضلة في سبيل حريتها وسيادتها وقرارها الوطني المستقل.
سورية اليوم تذهب إلى جنيف وهي جادة في الحوار والبحث عن حل سياسي للأزمة يحدده الشعب السوري دون أي تدخل خارجي... هذا الشعب المتمسك بالحفاظ على وحدة بلده وسيادته وعلمانيته. وفي الوقت نفسه يتابع الجيش العربي السوري والقوى الوطنية المؤازرة له الانتصارات على الإرهاب، ويعيد الأمن والاستقرار إلى الكثير من المناطق، بفضل تضحيات أبطاله الذين يخطون بدمائهم نصر سورية المؤزر وقيامتها من جديد رغم حجم التآمر الكبير وشراسة الحرب التي تشن على سورية.
تبقى سورية قبلة الأحرار في الوطن العربي، وما المشاعر التي عبر عنها الأخوة النقابيون من أكثر من بلد عربي إلا خير دليل على أنها باقية في القلوب والضمائر، فهي التي تدافع ليس عن العرب فقط بل عن العالم أجمع وتخوض حرباً من أجل شعوب العالم قاطبة، المنتصر فيها سيكون بالتأكيد أصحاب الحق والقضية العادلة، وهم أبناء سورية الشرفاء.
2016/2/1