بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال
يجول أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال على رأس اللجان المشكلة لهذه الغاية مواقع العمل في كافة المحافظات للالتقاء بالعمال وممثليهم في مواقع العمل وخلف خطوط الإنتاج والاستماع إليهم والوقوف على قضاياهم بشكل مباشر ومعرفة كل ما يعترض مسيرة الإنتاج والتصنيع من صعوبات ومعوقات , ليصار إلى العمل بكل الإمكانيات لتجاوزها وحل ما أمكن منها , وإيصال صوت الطبقة العاملة إلى مرجعيتها .
الخطوة التي بادر إليها الاتحاد العام بإرسال ممثليه إلى جميع المؤسسات والشركات والمعامل والمصانع على امتداد ساحة الوطن , وفي ظل هذه الظروف التي نعيشها , والصعوبات التي تعترض مسيرة العمل والبناء جراء الإرهاب الذي يحاول منذ خمس سنوات مدعوماً من قوى إقليمية ودولية إيقاف عجلة الحياة والإنتاج في سورية البلد المقاوم والصامد , تؤكد من جديد الدور المحوري والأساسي للطبقة العاملة السورية ودورها الأساسي في استمرار الحياة الطبيعية ومواصلة الإنتاج وتأمين كل متطلبات الحياة لأبناء الشعب السوري في جميع المجالات , بالإضافة إلى كون طبقتنا العاملة رسخت ما عرف عنها خلال سنوات الماضية بأنها رديف حقيقي وقوي لبواسل الجيش العربي السوري الذي يواجه التنظيمات الإرهابية المسلحة ويلحق الخسائر المتتالية بها .
سلسلة من المبادرات والخطوات اتخذها الاتحاد العام في هذا الاتجاه لتعزيز تواصل القيادات النقابية بالقاعدة العريضة لجماهير العمال التي تشكل أكثر من نصف المجتمع السوري , والهدف تعزيز صمودهم وتحفيزهم على تقديم المزيد من العطاء والجهد في هذه الظروف الاستثنائية , وليكون العمل متكاملاً بكل أوجهه بين القيادات والقواعد , فجميعنا نكمل بعضنا البعض , فنحن في خندق واحد وهو خندق الإنتاج والعمل والدفاع عن سورية ... وعندما نلتقي بعمالنا ليكون الحافز متبادلاً للارتقاء بالجهود ومضاعفتها لنصل إلى مستوى تضحيات رجال الجيش العربي السوري الذين يقدمون الغالي والنفيس في الذود عن حياض الوطن , وكذلك عمال سورية فهم يسورون البلاد بسواعدهم السمراء وجباههم العالية , فكانوا ومازالوا حصناً منيعاً متمترسين في معاملهم ومصانعهم ومواقع الإنتاج ولم تستطيع قوة في الكون أن تنال من عزيمتهم وإصرارهم على متابعة العمل والجهد , فارتقى منهم شهداء , وأصيب العديد منهم لمواقفهم الوطنية المشرفة التي عكست معدن وصلابة واصل الطبقة العاملة في سورية .
التواجد مع العمال والالتصاق بهم , من صلب عمل الاتحاد العام , فهو معني بوضع ومستقبل وهموم أي عامل وجد على الأرض السورية , ويعمل بكل إمكانياته لتأمين متطلباتهم والعمل لحل مشاكلهم وتأمين حياة كريمة ولائقة لهم , تناسب ما يقدمونه من جهد وتضحيات في سبيل عزة وكرامة ووحدة واستقلال سورية .. وجولات ممثلي الاتحاد العام تصب في هذا المجال وهذا الجهد المبذول للاطلاع على الواقع على حقيقته , لنقوم بعدها بدورنا وفي إطار رسالتنا كقيادات عمالية مسؤولة عن إيصال رسائلهم ومشاكلهم وهمومهم إلى الجهات المعنية لحلها والتقليل منها قدر الإمكان , طبعاً بعد أن نقوم نحن بدورنا بحل ما يمكن حله من مشاكل ومعوقات تواجه جنودنا العمال .
الاتحاد العام لنقابات العمال يدرك حجم الضغوط التي تمارس على سورية والاستهداف الذي تتعرض له ونوع العدوان الذي يشن عليها وخاصة في المجال الاقتصادي وهو في نفس الوقت يقدر أن الأفضل في الأداء لم نصل إليه بعد , وأنه يمكن الوصول إلى أفضل مما هو قائم ورغم أن جميع مطالب العمال محقة , إلى أنه من الضروري أخذ الظروف المحيطة بعين الاعتبار , فالصمود سيولد الانتصار وما سينتج عنه من إعادة كاملة لدوران حركة الإنتاج وبالتالي تحسن الظرف الاقتصادي والمعيشي , والذي بدوره سيسهم وبشكل مباشر في تلبية المطالب المحقة للطبقة العاملة والتي هي جزء أساسي من صمود سورية في وجه اعتى هجمة ارهابية استهدفت تاريخها وحاضرها ومستقبلها .
وبما أن رسالتنا في الاتحاد العام ومبدؤنا يقوم على التشاركية والعمل الجماعي في تحقيق أهدافنا الوطنية والمشاركة بشكل فاعل في الجهد الوطني المبذول للدفاع عن سورية وتصليب صمودها وتحقيق النصر على الإرهاب التكفيري الوهابي وداعميه , فأننا ندعو الجميع إلى تغليب المصلحة العامة والوطنية على أي اعتبارات أخرى , فنحن في الربع ساعة الأخير من الحرب التي فرضت علينا , لذلك لابد من مضاعفة الجهود والعمل ليكون النصر مؤزراً ونبدأ من جديد يداً بيد لإعادة البناء وأعمار سورية المتجددة , سورية القوية السيدة المستقلة التي مارضيت خنوعاً ولا استسلاماً .
كفاح العمال الاشتراكي