الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

بضاعتكم ردت إليكم

2015-11-16 08:29:42

بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

شهدت باريس عدة عمليات إرهابية ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى وأثارت الرعب في عموم فرنسا وأوربا قاطبة .


وهذه الجرائم الإرهابية مدانة بكل المقاييس والأعراف الدولية والإنسانية ولا يمكن لنا نحن في سورية وقد عانينا ما عانيناه من الإرهاب وجرائمه إلا أن نتعاطف ونواسي الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا , فنحن ندرك مدى الألم الذي يسببه الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له ,

فقد عانى أبناء سورية على مدى خمس سنوات من جرائم إرهاب تكفيري حاقد مدعوم من دول إقليمية وغربية أمنت كل الدعم والتمويل والتسليح لمرتزقة ومجرمين وشذاذ آفاق .
ما حدث في باريس يعكس بصراحة مقولة " البضاعة ترد لأصحابها" فالحكومة الفرنسية ومنذ بدأ الأزمة في سورية مافتئت تعمل على دعم الإرهاب وتجنيد المقاتلين وتدريبهم وإرسالهم إلى سورية لقتل شعبها وتدمير بناها التحتية وزرع الرعب والخوف في كل تفاصيل حياتها ... ورغم تحذيرات سورية لكل داعمي الإرهاب بأنه سيرتد عليهم باعتبار لا حدود لهذه الآفة الفتاكة إلا أن الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند وقبله نيكولا ساركوزي , وجدا في الإرهاب فرصة لتمرير سياستهم في المنطقة , إلا أنهم بدؤوا الآن يحصدون نتائج ما زرعوه على مدى خمس سنوات في سورية وليبيا واليمن وغيرها من الدول التي يعصف بها الإرهاب المدعوم ممن يتلظون بناره حالياً .


ما شهدته فرنسا مؤخراً من أعمال إرهابية يتطلب توحيد كل الجهود للقضاء على هذه الآفة وتصويب سياسيات الدول الغربية الخاطئة والداعمة للإرهابيين في سورية ومجمل المنطقة , فإن كانوا حقيقة يريدون صادقين محاربة الإرهاب فما عليهم سوى عكس أقوالهم إلى أفعال , ودعم الحكومة السورية في حربها على الإرهاب , ووقف تدفق السلاح والإرهابيين إلى سورية عبر الحدود التركية والأردنية , ومعاقبة الأنظمة التي مازالت تدعم الإرهابيين بالسلاح والمال كمملكة آل سعود ومشيخة قطر , ونظام اردوغان السفاح .


سورية كانت ومازالت جاهزة للتعاون مع أي دولة تريد محاربة الإرهاب والقضاء عليه , والتعاون السوري الروسي خير دليل على ذلك , والذي حقق حتى الآن انتصارات كبيرة في التصدي ودحر التنظيمات الإرهابية المسلحة في أكثر من منطقة في سورية , وآخرها كان فك الحصار عن مطار كويرس , وإحكام السيطرة على عشرات القرى في ريف حلب وتخليصه من رجس الإرهاب .


مكافحة الإرهاب تتطلب تعاوناً سياسياً وعسكرياً وعلى كل المستويات , بدأً من تجفيف منابع تمويله ووصولً إلى القضاء على هذا الفكر التكفيري الوهابي الذي يحلل قتل من يخالفه ولا يمت للحضارة والتاريخ والثقافة بصلة .
السيد الرئيس بشار الأسد قال في حديث للوسائل الإعلامية بعد لقائه وفداً فرنسياً عن الظروف التي ينبغي أن تتوافر كي تتعاون الحكومة السورية مع الحكومة الفرنسية أو أجهزة الاستخبارات السورية مع نظيرتها الفرنسية : " لا يمكن التحدث عن تعاون استخباراتي قبل أن يكون هناك تعاون سياسي .. لا يمكن أن تتحدث عن تعاون استخباراتي لمحاربة الإرهاب بينما تصب سياسيات الحكومة الفرنسية في أطار دعم الإرهاب ".


إذاً قبل كل شيء يجب أن تتوافر الإرادة السياسية والجدية والمصداقية لدى فرنسا وغيرها من الدول الداعمة للإرهاب , لذلك يجب أن يغيروا سياساتهم تجاه سورية وان يكونوا جادين في محاربة الإرهاب الذي بدأ يضربهم في عقر دارهم .


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك