الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

القادري: تطوير آليات العمل النقابي ومحاربة الفساد... ونقول لمن لا يريد العمل "آخر العلاج الكي"

2015-11-07 14:18:33

 

أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الرفيق جمال القادري في كلمة له في افتتاح دورة إعداد الأطر القيادية النقابية لرؤساء النقابات وأعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد عمال محافظة دمشق أن الشعب السوري وجيشه وقيادته صمدوا خلال خمس سنوات من المؤامرة التي استهدفت الدولة السورية بكل مكوناتها ومنشآتها وقيمها وحضارتها وتاريخها وإرثها الثقافي.


وقال الرفيق القادري إن الإرهاب والجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية بحق أبناء الشعب السوري ومنشآته ومشافيه ومعامله ومواقع الإنتاج لم تثنه عن موقفه الوطني والقومي ولم تكسر إرادة الصمود والمقاومة لديه، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المؤامرة المرسومة والمدعومة من قوى كبرى ودول إقليمية وعربية وتنفذ بأيدي إرهابييهم ومرتزقتهم استهدفت كل شيء بناه أبناء الشعب السوري على مدى عقود في مجالات الزراعة والصناعة والاقتصاد والطب والصحة والتعليم وغيرها.
واعتبر رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أن سورية شهدت خلال سنوات ما قبل الأزمة تطورا صناعيا واقتصاديا مشهودا له واستطعنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والقطن وغيرهما من المنتجات الزراعية الاستراتيجية، كما استطعنا توطين صناعات ثقيلة، في خطوة قل نظيرها في دول العالم الثالث، مشيرا إلى أن سورية من الدول القليلة في العالم التي لم تكن مديونة للصناديق الدولية، وبقي قرارها الاقتصادي مستقلاً إضافة إلى قرارها السياسي الوطني في مختلف المجالات... وهكذا الدولة السورية بقيت مستقلة وسيدة نفسها سياسيا واقتصاديا.
الرفيق القادري قال إن صمود الجيش العربي السوري وتضحيات أبناء الشعب السوري وحكمة القيادة السياسية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد منع الأعداء والمتآمرين من تحقيق أي من أهدافهم والتي جاهروا بها، من خلال محاولاتهم تقسيم سورية وسلب إرادتها السياسية وقرارها الوطني المستقل الذي قدمت من أجله الغالي والنفيس. وأضاف: رغم كل ما ارتكبوه من جرائم قتل وقطع رؤوس وأكل أفئدة ومحاولات ترويع الشعب السوري البطل لم يستطيعوا إيقاف مصانعنا ومعاملنا، ولم يفلحوا في منع عمالنا من التوجه إلى مواقع العمل والإنتاج حيث كانوا على قدر الرهان وتواجدوا حيث يجب أن يتواجدوا، مؤكدا أن سورية على أبواب نصر سياسي كبير ظهرت بوادره من خلال اجتماع فيينا الأخير والتي أقرت فيه جميع الدول الحاضرة بمن فيها المتآمرة على سورية بوحدة سورية وعلمانيتها بضرورة محاربة الإرهاب وأن الشعب السوري وحده صاحب الحق في تقرير مستقبل بلده، وكل هذا نتج عن الانتصارات التي يحققها بواسل الجيش العربي السوري في كل الجبهات ومنوها بالمشاركة الفعالة لسلاح الجو الروسي وحلفائنا في محور المقاومة في دحر الإرهاب، وصمود الشعب السوري رغم كل الصعوبات الحياتية والمعيشية التي تواجهه.


وفي الشأن النقابي أوضح رئيس الاتحاد العام أن العمل النقابي مستمر ومتكامل على مختلف المستويات وهو ليس محصورا بشخص بل من الضروري التركيز على العمل المؤسساتي بكل أوجهه وتقوية نقاط الضعف وتقويم نقاط الخلل لافتا إلى أن دور الاتحاد العام لنقابات العمال واتحادات المحافظات واللجان النقابية والاتحادات المهنية تطوير آليات العمل النقابي باعتباره عملاً قيادياً يتطلب القيادة القادرة على قيادة فريق عمل كامل وإيجاد الانسجام بينهم وتخليص الفريق من كل العيوب والتي قد تعترض سير العمل وتطوره، ومن المهم في هذا المجال تفعيل الهيئات القيادية في العمل النقابي حتى نصل إلى العمل الجماعي المتكامل.


وتوجه القادري إلى الحضور بالقول: عليكم التواصل بشكل مباشر مع العمال في مصانعهم ومعاملهم وخلف خطوط الإنتاج وتقديم الخدمات لهم والاستماع إلى همومهم ومشاكلهم والصعوبات التي تعترضهم في سياق العمل، ومحاولة إيجاد حلول لها بشتى السبل والوسائل الممكنة، إضافة إلى الوقوف إلى جانب العامل في الأفراح والأتراح وتوسيع انخراط المنظمة النقابية في الوسط الاجتماعي المحيطة ببيئة العمل، فكل ممتلكات الاتحاد العام لنقابات العمال، هي ملك لكل العمال ومن حقهم الحصول على كل الخدمات التي يحتاجونها فهم الأساس في العملية الإنتاجية وكان لهم الدور الأساسي في تصليب صمود سورية في وجه أعتى هجمة إرهابية عرفتها البشرية.


الرفيق القادري طالب النقابيين وكل في موقعه بالعمل بشفافية وأن نحاسب بعضنا البعض بكل موضوعية وطرح كل ما يجول في أذهان عمالنا ليستقيم عمل المنظمة التي تمثل نصف المجتمع، مؤكدا على ضرورة تقوية اللجان النقابية، وضرورة إجراء تعديل في قانون التنظيم النقابي لكي يكون لعمالنا رأي وحق في محاسبة اللجان النقابية وطرح الثقة فيها في المؤتمرات، وقد تم البدء بتعديل قانون التنظيم النقابي حيث إن القانون الجديد سيعطي دفعة كبيرة للعمل النقابي ويسهم في تحقيق تواصل أفضل مع القواعد العمالية العريضة.


وشدد رئيس الاتحاد العام على ضرورة أن يعمل ممثلو العمال في مجالس الإدارات لمصلحة العامل والابتعاد عن المحسوبيات، معتبرا أن كل توجهات المكتب التنفيذي للاتحاد العام تصب في تقويم أي اعوجاج أو قصور في العمل النقابي.


كما تحدث عن دور الاتحادات المهنية في العمل النقابي حيث بدأنا بوضعها على السكة الصحيحة بهدف تصويب واقع المهن المختلفة ومتابعة أوضاعها، مشيرا إلى أهمية صناديق التكافل الاجتماعي وضرورة الحفاظ على حقوق العمال واستحقاقاتهم.


ولفت رئيس الاتحاد العام إلى أن هناك مشروعا لاستثمار أموال الاتحاد من خلال إنشاء شركة للاستثمارات النقابية يتولاها مختصون في هذا المجال وهدفها الاستثمار في جميع منشآت الاتحاد بما يعود بالخير والمنفعة على جميع العمال، إضافة إلى مشروع إنشاء معمل للأدوية، وشركة نقل للركاب والبضائع، وجامعة عمالية ومدرسة عمالية، والمشاركة مع المؤسسة العامة السورية للتأمين لإنشاء شركة مشتركة لإدارة النفقات الطبية، وغيرها من المشروعات التي يعكف الاتحاد عليها بهدف تحسين أوضاع العمال المعيشية والاجتماعية والصحية، وبما يتناسب مع ما يقدمونه من تضحيات في سبيل الوطن وعزته وكرامته.


وتطرق الرفيق القادري إلى موضوع تشكيل الكتائب العمالية، والتي سيلغ قوامها 20 ألف متطوع في سبيل حماية المنشآت والمعامل والمصانع على مساحة الوطن، حيث من المتوقع أنه سيبدأ الأسبوع القادم تدريب تلك الكتائب وزجها حيث يجب أن تكون، لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة تشجيع وتحفيز الشباب على الالتحاق بالجيش.


وأكد رئيس الاتحاد العام رفض اتحاد العمال لمصطلح عقلنة الدعم واعتبره خاطئا وغير واقعي ومنطقي، مؤكدا أن الدعم أمن على مدار عقود مضت الاستقرار المعيشي والاجتماعي لأبناء الشعب السوري على كل الصعد، مطالبا الجميع بالتصدي للفساد ومكافحته وعلى اللجان النقابية ومكاتب النقابات أن تلعب دورها في هذا المجال وتوثيق حالات الفساد.


ودعا القادري في ختام حديثه الجميع إلى العمل بكل الطاقات والإمكانات على جميع الصعد وبما يسهم في تمتين صمود سورية وجيشها وشعبها، وقال: " من لا يريد العمل سنقول له يعطيك العافية، فآخر العلاج سيكون الكي". 

7-11-2015


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك