الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

اجتماعات فيينا.. والصمود السوري

2015-11-01 08:12:44

بقلم رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال : جمال القادري

شهدت العاصمة النمساوية فيينا خلال الأيام الماضية حراكاً قل نظيره، جمع وزراء خارجية عدد من الدول العربية والإقليمية والدولية، بهدف البحث عن حل سياسي للأزمة في سورية، بعد أن اقتنع الكثير من داعمي الإرهاب ومموليه أن لا جدوى من سياساتهم ضد سورية، البلد المقاوم والذي يشهد له التاريخ والجغرافيا تمسكه بمبادئه الوطنية والقومية، وتشدده حول قضية استقلاله ووحدة أراضيه وقراره الوطني المستقل الذي لن ولم يكن إلا سورياً بامتياز.


سورية وخلال نحو خمس سنوات من الحرب الإرهابية المعلنة عليها من قوى كبرى وقوى أخرى تابعة لها، بقيت صامدة وحافظت على سيادتها ووحدة أرضها وشعبها الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل وحدة بلاده واستقلالها، ولم تستطع قوة في العالم التأثير عليه وعلى موقفه الصامد خلف القيادة والجيش في الحرب على الإرهاب والمرتزقة الممولين سعودياً وقطرياً، والمدربين عسكرياً من قبل تركيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.


اللقاءات التي تجمع وزراء خارجية عدد من الدول المعنية بالأزمة في سورية، ستصل إلى مبتغاها في حال أخذت بما يريد الشعب السوري صاحب الحق الوحيد في تقرير مستقبله ومستقبل بلده وقيادته، ومن دون تدخلات خارجية، فلن يستطيع الأعداء والمتآمرون انتزاع ما عجزوا عن تنفيذه من خلال الحرب على سورية عن طريق الاجتماعات والمفاوضات، فالشعب السوري حسم خياره منذ البداية بأن لا مكان للأعداء والخونة بين صفوفه، وسورية ستبقى كما عرفها العالم أجمع قلب العروبة النابض، المدافع عن قضايا الأمة وحقوقها، كما ستبقى واحدة موحدة ولن تستطع قوة في العالم فرض شيء على شعبها مهما كان.


اجتماعات فيينا عكست حجم الخلافات بين معسكرين الأول رافض للتدخل الخارجي في شؤون سورية وداعم للشعب السوري وحقه في تقرير مستقبله وشكل دولته، والثاني حلف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة، وهذا ما يؤشر بوضوح إلى أن الميدان ستكون له كلمته الفصل، والجيش العربي السوري مدعوم من الحلفاء والأشقاء والأصدقاء ينفذ مهامه بكل بسالة واقتدار ويوجه ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية أينما وجدت، فيما يرى الكثيرون أن صمود الشعب السوري في وجه مرتزقة وإرهابيي مشيخات الخليج والغرب الاستعماري كان العامل الأساسي في الوصول إلى فيينا الأمر الذي دفع غلاة الأعداء للقبول بالحل السياسي للأزمة، بعد أن انهارت كل أحلامهم بتدمير الدولة السورية وتفتيتها إلى دويلات تخدم مصالحهم في المنطقة.


وكل ما يحاول حلف العدوان ترويجه عن طروحات في غير صالح الشعب السوري، سيكون مصيرها "مزابل التاريخ"، ولن تلقى أذاناً مصغية من أبناء الشعب السوري الشرفاء، وبالأحرى لن يكون لها صدى إلا لدى مرتزقتهم الذين يتقهقرون تحت ضربات بواسل الجيش العربي السوري. وفي النتيجة الحل لن يكون إلا سورياً بامتياز، وبحوار داخلي يجمع كل من يغار على سورية ومصالحها ومستقبلها، ويتمسك بثوابتها المعروفة للجميع.


الطبقة العاملة في سورية تؤكد من جديد، مضيها في رسالتها التي وضعتها نصب عينيها ألا وهي الاستمرار في العمل وبناء الوطن وفي الوقت نفسه المساهمة في الدفاع عنه بكل الإمكانيات المتوافرة، وهي ستبقى كما كانت على الدوام الرديف الحقيقي للجيش العربي السوري، حتى تحقيق النصر الكبير على الإرهاب وداعميه.. وستبقى سورية قلب العروبة النابض واحدة موحدة تحت راية العمل الوطني الجامع لكل سوري شريف.

جريدة كفاح العمال الاشتراكي 


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك