الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

زيارة تاريخية بأبعاد كونية

2015-10-26 07:56:46

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال.. جمال القادري

زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو والقمة التي عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دليل جديد على عمق العلاقات الثنائية التي تربط سورية وروسيا منذ عشرات السنين، والمبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين اللذين يواجهان تحديات مشتركة لا تبدأ بالحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة عليهما من قبل قوى الاستعمار القديم الجديد، ولا تنتهي بمحاولات قوى عالمية فرض إرادتها عليهما.


الزيارة حملت ضمن ما حملته رسالة واضحة وقوية إلى كل الأطراف التي تعمل على التدخل بشكل غير شرعي في شؤون سورية الداخلية، وتحاول فرض إرادتها على الشعب السوري وإملاء ما تريد عليه، بغض النظر عن التطلعات التي يعمل لتحقيقها في إعادة بناء بلده الذي دمرته حرب إرهابية دعمتها نفس تلك القوى التي تجهد لتحييد سورية عن قضايا وهموم المنطقة... الرسالة مفادها أن التحالف السوري الروسي متين وهو أقوى من كل إشاعاتهم ومحاولاتهم المغرضة، هذا التحالف الذي عمره عشرات السنوات بني على أسس متينة في كل المجالات، ولا شك أنه مستمر في النمو والتطور، مع ازدياد التحديات في المنطقة والعالم.


زيارة الرئيس الأسد والمباحثات التي أجراها مع القيادة الروسية، تعطي دفعا قويا للعلاقات الثنائية وللتحالف في محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش في سورية والمنطقة لما يشكله من خطر ليس على سورية فقط بل وعلى أوروبا والولايات المتحدة والعالم أجمع، وما المشاركة الروسية المباشرة في التصدي لمجاميع الإرهابيين إلا دليل إضافي على رغبة جدية في القضاء على الإرهاب والمساهمة إلى جانب الشعب السوري، في الدفاع عن سورية وحمايتها والحفاظ على وحدة أراضيها في وجه هذه الهجمة الإرهابية العدوانية ورأس حربتها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وتركيا (أردوغان) وبعض التابعين في المنطقة.


تدرك روسيا جيدا أنها بوقوفها إلى جانب سورية شعبا وقيادة إنما تدافع عن مصالحها وحدودها، وتدرأ الخطر عن مواطنيها داخل الأقاليم والمدن الروسية، وتؤسس لعالم متعدد الأقطاب، وتسهم بشكل أو بآخر بتخطي العالم للهيمنة الأميركية ومحاولات سيطرتها على شعوب العالم بالدم والنار، وإسقاط الأنظمة رغما عن إرادة ورغبة الشعوب.


منذ بداية الأزمة في سورية، كان واضحا للأصدقاء الروس ما يدور في الكواليس، وكانوا يدركون أن ما يحدث ليس حركة مطالبة بـ "الحرية" كما ادعى البعض بل مؤامرة كونية تستهدف الدولة السورية بكل مكوناتها، وتستهدف الشعب السوري وانموذج عيشه الفريد في العالم، لذلك عملت موسكو بكل ما أوتيت من قوة وعلى جميع الصعد لتكون كما كانت وفية لأصدقائها في سورية الذين وقفوا معها وما زالوا.


بالمحصلة الصداقة السورية الروسية، تؤسس لمرحلة سياسية جديدة في المنطقة والعالم، فالجميع سيذكر في المستقبل القريب جداً، أن سورية وروسيا ومعهما إيران وقفوا في خندق واحد في وجه أمريكا وحلفها سيئ الصيت والسمعة، وتغلبوا عليه، لتكون الكلمة الفصل للشعب السوري وباقي شعوب المنطقة، وما الحراك الروسي والجهد المبذول لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية عن طريق حوار سوري سوري، وترك الشعب السوري يحدد خياراته ومستقبله دون تدخل خارجي إلا دليل إضافي على النهج الجديد في العلاقات الدولية الذي تحاول موسكو وطهران ودول البريكس فرضه على الساحة الدولية لحل المشكلات والأزمات بعيدا عن سياسات الحروب والقتل التي تتبعها الولايات المتحدة والناتو ومن معهما.


التاريخ سيذكر، زيارة الرئيس الأسد في هذه الظروف إلى موسكو، وتأكيده من هناك على المضي قدما حتى القضاء على الإرهاب الذي يعرقل الحل السياسي، وضرورة وقف كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وفتح المجال أمام الشعب السوري لتحقيق تطلعاته وتقرير مستقبله بنفسه.


الشعب السوري قال كلمته منذ البداية، سنبقى صامدين خلف قيادتنا وجيشنا، حتى النصر ودحر الإرهاب عن أرضنا... والأصدقاء والحلفاء قالوا كلمتهم أيضا بأنهم مع سورية شعبا وقيادة حتى خروج سورية من الأزمة قوية معافاة، ولن يسمحوا لأحد بالمساس بوحدتها وسيادتها وقرارها الوطني المستقل.

جريدة كفاح العمال


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك