الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

خطوة على الطريق

2015-09-22 09:53:41

 

 رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال: جمال القادري

 

لا يراودنا الشك في أن التنظيم النقابي بات بعد ما حققه خلال الأشهر الماضية أو في الملتقى التضامني مع عمال وشعب سورية أكثر فاعلية في تصديه لمهامه ومسؤولياته والفضل في ذلك يعود أولاً إلى ثقة القيادة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد بالتنظيم النقابي ورعايته وتوجيهاته التي شكلت استراتيجية عمل للمنظمة النقابية، وثانيا حالة الإجماع السائدة في مختلف المستويات النقابية على أهمية تنشيط الدور النقابي وتفعيل حضوره في حياة الطبقة العاملة التي تتطلع إلى إحياء العلاقة بينها وبين التنظيم النقابي بشكل يواكب المتغيرات والمستجدات ويعيد المنظمة النقابية إلى حاضنتها العمالية كراعية للمصالح والمكاسب ومدافعة عن الحقوق وناطقة باسم الجماهير العمالية على مساحة الوطن، وطبعا لا نقصد هنا التنكر لمرحلة سابقة وشخصنة العمل النقابي أو رفع أصابع الاتهام بالتقصير بوجه أحد فنحن لسنا من اتباع استراتيجية اصطياد الأخطاء واستثمارها كأوراق رابحة لبناء أمجاد على حساب الآخرين فالقيادة النقابية الحالية التي تتولى مهامها ومسؤولياتها القيادية بأمانة وإخلاص تحاكي بعملها الواقع النقابي الحالي وهي في الوقت ذاته تمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بأخطائها إن وجدت وهي على استعداد تام لقبول النقد البناء ولديها أيضا كل المؤهلات المطلوبة للحوار والتعامل بندية الشريك مع الجميع والندية تتضمن فضيلة التراجع عن أي قرار أو رأي أو موقف لا يخدم المصلحة العمالية الوطنية ولا يصوب التجهات والأعمال التي ستكون متاحة للرأي العام لتقييمها ومساءلتها عن أي خلل فيها، فسياسة رمي الأخطاء على المجهول ليس لها وجود في قاموس العمل النقابي اليومي.


ما نريد قوله أو بالأصح ما يجب أن يقال الآن هو أن الفكر المؤسساتي الجماعي سيكون الفكر الوحيد الناشط والفاعل على ساحة العمل الميداني ليتم من خلاله ليس فقط ترميم الثقة بأداء النقابات التي شهدت وفي فترات متقطعة حالة من القطيعة بين القيادات والقواعد بل لتعزيز وتمتين جسور الثقة وفتح قنوات تواصل جديدة مع جميع العمال الذين تلتزم القيادة النقابية بكل ما يهمهم وبالوقوف على مسافة واحدة من قضاياهم سواء في القطاع العام أو الخاص لتكون بحق صوت العمال والممثلة الحقيقية لقضاياهم المختلفة وهذا ينطبق أيضا على علاقاتها مع الجهات الأخرى أياً كانت.


وليس من باب الدفاع عن النفس أو تبرير الأخطاء والتقصير والادعاء بالكمال في الأعمال (الكمال لله) ومن لا يعمل لا يخطئ بل من باب التوثيق والإيضاح يمكننا القول: إن الأشهر الماضية كانت شاهدة على مرحلة من العمل والمتابعة الدقيقة لكل ما يهم الطبقة العاملة السورية والمصلحة الوطنية كما رصدت في الوقت ذاته محاولات عديدة لإشغال القيادة النقابية بالشائعات والقلاقل ومحاولات قلب الحقائق وإثارة الرأي العام ضد المنظمة النقابية لحرفها عن دورها الذي التزمت به من خلال تنفيذ برامج العمل والخطط وفق جدول زمني محدد بعناية ودقة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والخطوات التي تحاصر المسيء وتحبط أي محاولة تعطل العمل أو تعيق تنفيذ الخطط والمشاريع النقابية الآنية والمستقبلية كما تم التعامل بحكمة مع الاتهامات المسيئة لسمعتها ولأدبيات وأخلاقيات العمل خاصة أن ما جرى فعلياً في الكثير من القضايا المثارة عكس ما كان يشاع ولما روج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في بعض المواقع الالكترونية.


ومن منطلق الحرص على اقتران القول بالفعل نستطيع التأكيد على أن النقابات لن تعمل في هذه المرحلة المصيرية بمثالية الصمت التي يسميها البعض استراتيجية النفس الطويل بل ستتعامل مع أي موقف بشكل مباشر دون تجاوز الصلاحيات أو التعدي على حقوق الآخرين طالما كانت مصالح العمال وحقوقهم ضمن دائرة الأمان وتلقى الاهتمام والمتابعة من قبل الشركاء في صنع القرار وستكون الأبواب النقابية مفتوحة لسماع وجهات النظر مهما كانت بعيدة أو مختلفة مع الرؤى النقابية ويأتي التخلي عن مثالية الصمت وتجسيد حقيقة التغيير في الخطاب النقابي وآليات العمل في إطار تطلعاتنا إلى الأمام لصناعة مستقبل نقابي أكثر تواجداً وتفاعلاً في حياة الوطن.


 


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك