تساهم التشاركية بين الجهات الحكومية والاتحادات والمنظمات في تخفيف العبء على المواطنين بشكل عام والعمال بشكل خاص ، لناحية تأمين المستلزمات الأساسية لهم في مختلف المجالات سواء الغذائية أو الصحية وغيرها بما يسهم في التخفيف من آثار الأزمة .
ويعتبر القطاع الصحي في حلب من القطاعات الرائدة في تقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية للمواطنين ، حيث لم تتوقف الخدمات بل شهدت تطوراً في مفاصل عديدة ،
ومن هذه التطورات تدشين غرف مرضى القطاع العام في مشفى الرازي والذي جاء تتويجاً لتشاركية بين المكتب التنفيذي لاتحاد العمال بمحافظة حلب ومديرية الصحة .
تعزيز دور القطاع العام ..
وأشار رئيس اتحاد عمال محافظة حلب زكريا بابي إلى الأثر الإيجابي لهذه الخطوة على العمال والعمل النقابي ، يأتي في مقدمتها الاستفادة من خبرات الكوادر الطبية والفنية العاملة في مديرية صحة حلب الذين أثبتوا خلال الأزمة جدارة كبيرة في تقديم الخدمة العلاجية للمواطنين ، مضيفاً بأن لهذه التشاركية دوراً في تعزيز دور القطاع الحكومي من خلال الإيرادات التي سيحصل عليها مشفى الرازي من الشركات .
ولفت بابي إلى أن اتحاد العمال يعمل بشكل دائم على مساعدة العمال في شتى المجالات ، وخاصة في مجال الصحة مع ارتفاع الأسعار فكانت هذه الخطوة إضافة أخرى إلى ما قام به الاتحاد سابقاً من افتتاح العيادات العمالية والتي تستقبل العمال وتقدم لهم خدمة طبية بأجور رمزية .
الحد الأدنى لتسعيرة وزارة الصحة ..
ويوضح مدير صحة حلب الدكتور محمد الحزوري بأنه تم تخصيص خمسة غرف لمرضى القطاع العام بسعة سريرين في كل غرفة ، كما تم إجراء صيانة كاملة للغرف وتجهيزها بأفضل التجهيزات ، وأفضل أنواع الفرش من أسرّة ومستلزمات أخرى ويقدم للعامل فيها كل ما يلزمه من علاج ودواء ، إضافة إلى إجراء كافة العمليات الجراحية وتتم محاسبة الشركة وفق تسعيرة الحد الأدنى لوزارة الصحة ، مما يؤدي إلى تقديم خدمة طبية جيدة للعامل مع تأمين إقامة مريحة له في الغرف المخصصة ، ويضيف مدير صحة حلب بأن مشفى الرازي يستقبل العمال أيضاً في عياداته المتخصصة كالعيادة العينية والعيادة السنية .
وفيما يخص باقي الخدمات الصحية يشير الدكتور الحزوري إلى أن القطاع الصحي يستقبل جميع المواطنين ويقدم لهم كافة الخدمات الطبية مجاناً سواء في المشافي أو في المراكز الصحية والعيادات الشاملة .
وحول ظروف الأزمة والتحديات التي فرضتها على عمل القطاع الصحي يبين مدير الصحة بأن التحديات تجلت في عدة أمور أهمها خروج 6 مشافي عامة من أصل 16 , و56 مشفى خاص من أصل 103 مشافي ، و73 مركزاً صحياً من أصل 204 مراكز ، و8 عيادات شاملة من أصل 13 , و6 مراكز تخصصية من أصل 12 , و5 نقاط طبية من أصل 7 نقاط من الخدمة الأمر الذي تسبب بانخفاض المؤشرات الصحية للمحافظة بنسب واضحة وحادة من ناحية عدد أسرة المشافي العامة والخاصة وعدد المراكز الصحية المقدمة لخدمات الرعاية الصحية الأولية والتخصصية ، إضافة إلى العديد من التحديات تمت معالجتها والتغلب عليها حيث تم دمج عدد من المرافق الصحية فاستمر مشفى زاهي أزرق في تقديم الخدمات الطبية في مشفى الرازي ، واستمر مشفى الأطفال في تقديم خدماته أيضاً في مشفيي الرازي والتوليد الحكومي ، بالإضافة إلى افتتاح عدد من المراكز الصحية والنقط الطبية في الأحياء ومراكز الإيواء المؤقت ، حيث تم افتتاح نقطة طبية في المدينة الجامعية تقدم خدمة عيادات شاملة ، إضافة غلى المركز الصحي في منطقة الـ1070 والتي تقدم خدماتها الصحية على مدار الـ24 ساعة وبمختلف الاختصاصات بما فيها الولادة الطبيعية ، وإعادة افتتاح المراكز الصحية في المناطق التي طهرها بواسل الجيش العربي السوري وتجهيزها بكافة مستلزمات العمل الصحي .
دعم مركزي للصحة ..
ويؤكد مدير الصحة بأن هناك عدة عوامل ساهمت أيضاً في استمرار عمل القطاع الصحي منها وجود بنية تحتية معقولة في محافظة حلب من المشافي العامة والخاصة والهيئات المستقلة والمراكز الصحية تعمل بإشراف وزارتي الصحة و التعليم العالي بهدف تقديم الخدمة الطبية والرعاية الصحية الأولية والتخصصية ، و استمرار الدعم الممكن من قبل الإدارة المركزية لوزارة الصحة على صعيد تأمين الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية ما ساهم في استقرار المخزون الاستراتيجي الدوائي لمديرية صحة حلب خاصة وللقطاع الصحي عامة ، إضافة إلى وصول عدة شحنات تضم أدوية و مستلزمات و أجهزة طبية إلى مدينة حلب بشكل متواتر ، واستمرار تزويد المشافي العامة والخاصة بالكميات اللازمة من الوقود الضروري لاستمرار عمل هذه المشافي بالحدود المعقولة .
لنا كلمة ..
بقي أن نقول أن هذه الخطوة والتي تعبر عن حرص الاتحاد العام لنقابات العمال على مساعدة العمال في شتى الظروف وخاصة في ظل الأزمة التي يتعرض لها الوطن هي خير دليل على أن العمل النقابي يتطور نحو تحقيق مزيد من المكتسبات للعمال وبما يسهم في استقرارهم ويساعدهم على ظروف الحياة ، كما أن هذه التشاركية يجب أن تكون خطوة أولى تتبعها خطوات تسهم في تحقيق المزيد للعمال في الوطن .
حلب