كلمة الرفيق جمال قادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في الملتقى الاقتصادي العمالي
أيها الضيوف الأعزاء .. أرحب بكم جميعاً وأشكر ورفاقي في المكتب التنفيذي حضوركم ومشاركتكم، التي ستغني بكل تأكيد النقاش في المحاور المحددة لهذا الملتقى الاقتصادي العمالي الذي أردنا من خلاله في المكتب التنفيذي أن نجسد التشاركية في القول والفعل .
أيها السيدات والسادة .. أيها الرفيقات والرفاق ..
منذ بداية الحرب على سورية كان الاستهداف الاقتصادي كبيراً وواضحاً من العقوبات الجائرة إلى الحصار الظالم الذي يفرض على اقتصادنا من قبل الدول المتدخلة في العدوان ... إلى الاستهداف الممنهج لقاعدتنا الاقتصادية المتينة من خلال استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة للمنشآت والشركات وسرقة موارد الاقتصاد الوطني ونهب المعامل والمنشآت في المدن الصناعية وخارجها وتقطيع أوصال الاقتصاد واستهداف العمال في مواقع عملهم وسكنهم وباصات مبيتهم ... إلى التلاعب بالنقد الوطني والمضاربة على الليرة السورية .... والتي شكلت في مجملها إجراءات عدوانية إجرامية هدفت إلى تفشيل الاقتصاد السوري وتجويع الشعب السوري بعد تركيعه كثمن لصموده في وجه المؤامرة ... بعد أن أدرك ومنذ البداية مراميها القذرة وقرر الوقـوف خلـف قيادته .. بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد واحتضانه لجيشه الباسل في مواجهته مع قطعان الإرهابيين القتلة دفاعاً عن الوطن والمواطنين .
ومما لاشك فيه أن جهوداً كبيرة بذلت للتعامل مع هذا الواقع . ورغم ذلك كانت لدينا ولا زالت معاناة اقتصادية طالت كل شرائح المجتمع لكن عبثها النسبي كان أثقل على أصحاب الدخل المحدود والطبقات الفقيرة في المجتمع عموماً .
أمام هذا الواقع ... ولا زالت الحرب على سورية تزداد شراسة بكل أدواتها الإجرامية ... كيف يمكن أن ننخرط جميعاً في الخندق الوطني لتصليب صمود اقتصادنا وصمود مواطنينا والوقوف خلف جيشنا وقيادتنا الحكيمة في مواجهة هذه الحرب باستنباط أفكار ورؤى جديدة تصلب الصمود وتحسن الواقع الاقتصادي ... هو أحد دوافعنا في إقامة هذا الملتقى الوطني الذي يضم نخبة طليعية من كافة شرائح المجتمع .
أيها السيدات والسادة ..
هذا الملتقى أردناه أن يكون نافذة للحوار الهادف البناء لا نهدف من خلاله إلى تعيين الأخطاء ولا وضع سياسات جديدة فلا الظرف ولا الوقت يتسعان لذلك .
بل هدفه تبادل الخبرات ووجهات النظر وهي بمجملها محترمة ومقدرة .... وتسليط الضوء على الزوايا غير المرئية في خارطتنا الاقتصادية ... هدفه البحث في الواقع الاقتصادي والمعيشي لأوسع شرائح المجتمع وأكثرها فقراً وأكثرها صموداً .... هدفه البحث فيما يمكن فعله إضافة لما هو متخذ من إجراءات لتصليب صمود هذه الشريحة واقصد العمال والفلاحين وصغار الكسبة الذين اثبتوا خلال هذه الأزمة عظمة إيمانهم بوطنهم وتمسكهم به وفوتوا بصمودهم وصبرهم ومثابرتهم على عملهم على أعدائه تحقيق ما يسعون إليه .
أيها السيدات والسادة ..
لم يخجل أعداؤنا .. أعداء الإنسانية بكل أفعالهم وأدوات قتلهم الإجرامية .... ويجب أن نقابل ذلك بالبحث عن كل ما يفيد في تعبئة الجهد والموارد لتصليب الصمود في وجه إجرامهم وحقهم وارتكاباتهم .
أتطلع ورفاقي في المكتب التنفيذي إلى أن نعمل لغة الحوار الهادف البناء في هذا الملتقى لتحقيق هذه الأهداف وأن تتسع صدورنا جميعاً لكافة وجهات النظر وأن لا نتشنج لأفكارنا ... في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى أفكار الجميع ومساهماتهم .
اكرر شكري وامتناني لكم جميعاً ... واخص بالشكر السادة الأساتذة المتحدثون الرئيسيون في هذا الملتقى على امتداد جلساته الأربع ... آملاً أن نوفق في ما سعينا إليه .
والسلام عليكم ..