الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » تكنولوجيا

الصفحة السابقة »

شبكة الإنترنت.. بث مستمر للسموم الفكرية.. وتحييد ممنهج للقيم بمختلف مجالاتها

2017-08-20 08:55:24

الدكتور محمد رقية قدم لنا معلومات وأفكاراً حول الاتصالات الفضائية الإعلامية وأهمية تلفزيون الكيبل والنت في هذه الفترة  والحق يقال كان بكل المقاييس والاعتبارات قادراً على منح معلومة مفيدة في الوقت الذي عجزت فيه وزارات ومؤسسات بمئات الموظفين عن تقديم أي شيء حتى ولو مجرد استقبالنا في أحد مكاتبها المعنية فالإجابات العاجزة والاعتذارات المخيبة كانت تأتي من خلف الجدران وعبر المكاتب الصحفية.  
الدكتور رقية الذي استقبلنا في بيته اعتبر ظاهرة الإنترنت من أخطر ظواهر الاتصال الفضائي نظرا لإمكانية نقل أي معلومة بأي شكل كان إلى أي مكان من خلال الشخص العادي وحتى أكبر مؤسسة إعلامية والأخطر فيها هو نقل المواد الفيلمية عبر اليوتيوب أو التويتر أو الفيسبوك وهذه الوسائل الثلاث والكلام للدكتور رقية تديرها أيادي الصهيونية العالمية والمخابرات الغربية  وعلى الرغم من أن نسبة المتابعين العرب على الإنترنت مازالت قليلة إلا أن الكثير من المحطات الفضائية جل أخبارها تنقلها من هذه المواقع المشبوهة وظهر ذلك جلياً من خلال تركيب العديد من الأفلام المفبركة عن سورية في هذه الأحداث والتي نقلتها فضائيات العهر بشكل مقصود على أنها صحيحة دون إسناد لزمان أو مكان وتركيب أي صوت على أي صورة وتحوير الأصوات والمشاهد لدرجة جعلوا المسيرات أو الاعتصامات المؤيدة على أنها معادية.

إحصائيات
 وقدم د.رقية بعض الإحصائيات عن عدد الفضائيات العربية التي وصل عددها في بداية عام 2014 حسب تقرير اتحاد الإذاعات العربية الأخير  إلى 1320 قناة حكومية وخاصة, منها 168 محطة حكومية و 1152 محطة خاصة متنوعة التخصص, منها 151 قناة للدراما و146 قناة رياضية و126 قناة دينية و124 قناة للمنوعات الغنائية و66 قناة إخبارية و 210 قنوات ربحية لا تتوفر فيها أدنى مقومات العمل التلفزيوني وتروج لمعتقدات سخيفة كالسحر وطرد الجان وقراءة الحظ وتفسير الأحلام  والتنبؤ بالمستقبل والجنس وغيرها وهناك قنوات أخرى وثائقية وتعليمية وسياحية واقتصادية وثقافية وقنوات خاصة بالأطفال وهناك 268 قناة مشفرة.
وتتصف الكثير من المحطات في رأي د.رقية بعدم التزامها بالحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية وتلتزم بالأجندات المعادية للعرب كمحطات الانحطاط  الأخلاقي "المحطات الإباحية" فهناك أكثر من 320 قناة فضائية إباحية يملكها رجال أعمال عرب وفي طليعتهم المصريون والقطريون تبث من الأقمار الأوروبية , و30 محطة إسرائيلية إباحية موجهة للعرب , معظمها يبث بدبلجة عربية  وتغزو هذه القنوات عقل المشاهد وغريزته وخاصة الشباب المراهق الذي تستهلك من جيبه وعقله وصحته ودراسته ووقته ولا تعطيه سوى السموم إضافة إلى المسلسلات الموجهة وخاصة المدبلجة والمترجمة من الدول الأخرى وأفلام الكرتون الموجهة للأطفال والتي يوجد في الكثير منها الإيحاءات الجنسية.

اقتراحات مهمة
د.رقية وضع أي خطوة تتم لمواجهة الحملات الإعلامية الموجهة لتدمير بلدنا ومجتمعنا في خانة الضرورة وخاصة لناحية البث عبر النت أو الفضائي  مقترحاً  العمل على تحديد البث الفضائي عبر الكبل السلكي أو اللاسلكي في كل مدينة أو منطقة أسوة بالدول الغربية التي تستخدم هذه التقنية في إيصال البث الفضائي عبر اشتراكات محددة  يتم من خلالها اختيار القنوات الرصينة والموضوعية , التي لا تسيء إلى المجتمع أو المشاهد وتقدم كل المعطيات المفيدة علمياً أو معلوماتياً أو دينياً أو أخلاقياً وبالتالي يتم فلترة كل قنوات العهر الإعلامي أو الديني أو الأخلاقي , ويتم الحد من ظاهرة  ملايين الصحون على الأسطح المشوهة للمنظر التي تبعث على التلوث البصري المسيء واتفقنا معه على أنه إذا كان من الصعب إيقاف المد الفضائي والالكتروني فيجب أن نمتلك سبل التخفيف من سطوتها على المجتمع باستخدام كل الطرق الممكنة  كزيادة عدد المحطات الفضائية الوطنية الخاصة الملتزمة بالنهج القومي الممانع ضد الغزاة التي تبث من سورية أومن خارجها لأنها ستشكل الدرع الإعلامي الواقي لهذا النهج  وتشكل أذرع هجومية ضد قنوات الفتنة وسفك الدم , ليس فقط على مستوى سورية وإنما على مستوى المنطقة العربية كلها لأن الحرب الإعلامية لها دور كبير في النصر النهائي  كما يجب اعتماد قنوات فضائية تبث باللغات الأجنبية الحية لإيصال صوتنا وحقيقة الأوضاع إلى العالم الخارجي وإطلاق الحريات الإعلامية بكوادرها الوطنية المختلفة على مختلف المنابر لتساهم في التصدي للعهر الإعلامي غير المسبوق في هذه الحرب الكونية, خاصة أن امتلاك وسائل الإعلام الفضائية واستثمار الانترنت يشكل الآن ضرورة لمجابهة الأعداء ولذلك يجب التنسيق مع الدول الصديقة لامتلاك منظومات فضائية  قادرة أن تبث لكل أنحاء العالم  وتعمل وفق توجهاتنا وحاجاتنا  وهي من حيث المبدأ ذات جدوى اقتصادية كبيرة وجدوى إعلامية عظيمة  فمثلاً تعمل في روسيا أكثر من 25 منظمة وشبكة وشركة في مجال الاتصالات الفضائية  وأقمارها تدور في المدار الثابت والمنخفض والاهليلجي . كما تملك الصين والهند أقماراً مشابهة  ويوجد بعض الأقمار التي تخدم دول جنوب شرق آسيا بشكل مشترك و تديرها منظمات اتصالات إقليمية يمكن التعاون معها.

"الضحك على اللحى"
 تجربتنا الثانية مع المسؤولين عن قناة (هنا سورية )سابقاً و نينار إف إم  نت حالياً وهي قناة تبث عبر الشبكة عزز من قناعتنا بأن كل ما يقال حول التلفزيون الرقمي مجرد تهيؤات ليس لها وجود على أرض الواقع وبالعامية (الضحك على اللحى ) فعدم تجاوب وتعاون المسؤولين عن هذه القناة يثبت أنها لم تحقق أي تقدم في مجال التلفزيون الرقمي وليست سوى تسمية فقط حيث لا يوجد لدى المسؤولين أي معلومات أو خطوات إيجابية يفصحون عنها و أحبط محاولاتنا للقاء معهم يثبت هذه النظرية  خاصة أن سؤالنا لبعض المختصين والمقربين من هذه القناة يؤكد فرضية ضعف أدائها وإخفاقها في المهمة التي أحدثت من أجلها وقد تابعنا برامجها عبر النت إلا أننا لم نستطع المتابعة نظراً لسوء البث وتقطعه بشكل متواصل عدا عن نوعية البرامج التي لم ترق لنا كمشاهدين وهنا نسأل عن الهدف الذي تسعى القناة لتحقيقه وماهي طبيعة وماهية الرسالة التي تؤيد توجيهها ولمن؟.. أي من هو جمهورها ؟ولذلك نتمنى من الجهة المسؤولة عنها تقديم أية معلومات عن عدد متابعيها وطبيعة برامجها التي تمتلك أي خصوصية من ناحية المضمون الذي يحقق لها الانتشار.

أكثر كفاءة
بعد فترة طويلة من  المتابعة والبحث وصلنا إلى محطة "السراب الرقمي " فما ترصدناه من  خطوات عملية في مجال تلفزيون النت أحبط عمليات تلقفنا للأخبار التي تدعم التوجه نحو بنية إعلامية أكثر كفاءة وقدرة على الانتشار وطبعاً لا نريد إطلاق الأحكام المبرمة بالفشل ولكن ذلك لا يمنعنا من التأكيد على سلبية تعاطي الجهات المعنية سواء كانت أخفت المعلومات عنا عن قصد أو كانت فعلاً لا تمتلك أي معلومات عن خطوات تنفيذية تمت أو ستتم في هذا المشروع ..ففي كلا الحالتين هناك مسؤولية مباشرة لا يمكن إغفالها على الجميع وخاصة بعد تصريحات مسؤولة يشكك الواقع الفعلي بصلاحيتها وسلامة توجهاتها وباختصار (بكفي؟!).
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي

هلا نصر



مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك