(البدانة المفرطة... رؤية علمية واقتصادية وتوجيهية ووقائية) هو عنوان الندوة التثقيفية التي أقامها مكتب نقابة عمال التمريض والقبالة بحلب، والتي تحدث فيها الدكتور وضاح شبارق الأخصائي بالجراحة العامة والجراحة التنظيرية، حيث استعرض خلال محاضرته أخطار البدانة وتأثيراتها السلبية على صحة وسلامة جسم الإنسان.
وفي بداية الندوة تحدث الدكتور شبارق عن أن الجراحة التنظيرية للبدانة بدأت عام 2000 واستمر تطورها بشكل ملفت للنظر وبلغت أوجها عام 2010 ، مشيراً إلى أن البدانة في عالمنا المعاصر أصبحت مشكلة كبيرة تهدد الكثير من الدول وخاصة الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لأن نسبة البدانة في أمريكا تزداد شيئاً فشيئاً ففي عام 1980 كانت نسبة البدانة في أمريكا حوالي 25% من السكان لتصل إلى حوالي 70% في عام 2015 واذا استمرت البدانة بهذا التسارع ، فمن المتوقع أن نسبة البدانة في أمريكا الى 100% عام 2052 ..
وأوضح الدكتور المحاضر أن البدانة هي آفة العصر حالياً وفي آخر الاحصاءات فإن خطورة البدانة على الحياة قد فاقت خطورة التدخين، حيث إن البدانة المفرطة تنتج عنها العديد من الآثار السلبية، فهي سبب مهم في الوفيات المبكرة وارتفاع الضغط الدموي وارتفاع شحوم الدم واحتشاءات العضلة القلبية وترافق البدانة أيضاً مع المشاكل العظمية كما أن البدانة عامل مهم لتزايد نسب حدوث السرطانات.
الآثار الاقتصادية للبدانة
وتطرق الدكتور شبارق إلى الآثار الاقتصادية الناتجة عن البدانة، حيث يحتاج علاجها إلى مبالغ طائلة، فهنالك كلفه مادية كبيرة لعلاج اختلاطات البدانة أهمها احتشاءات العضلة القلبية وبالتالي القثطرات وتركيب الشبكات وعمليات القلب المفتوح، وكل ذلك له تكاليف باهظة، مع العلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية تصنف الرقم واحد في العالم بنسب حدوث البدانة لدى سكانها وهذا الامر يكلفها سنويا حوالي 350 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل تكلفة اختلاطات البدانة فيها عام 2025 إلى حوالي 500 مليار دولار.
طرق الوقاية
وكشف المحاضر عن طرق الوقاية، لافتاً إلى أنها تبدأ بالتوعية وتعليم الناس كيفية تناول الطعام باعتدال وتنتهي بإجراء بعض العمليات، مشيراً إلى أن الأكل الجاهز والفيس بوك والتلفزيون والخلوي من أهم عوامل البدانة عند الأطفال.
البدانة في سورية
البدانة في سوريه هي في تزايد مستمر، ونسبة اصابة الاناث أكثر من الرجال، وهي تسبب عندهن العقم، وكذلك الأمر فإن البدانة سبب مهم لبعض الاضطرابات النفسية والعصبية، وانتشار fast food " الوجبات السريعة " في سورية هو عامل مهم للبدانة وخاصة عند الأطفال، وكذلك فإنها منتشرة بسبب أخطاء العلاج عند بعض أطباء النسائية واعطاء الأدوية الهرمونية بشكل غير مدروس.
وكانت سمية قجماوي عضو مكتب النقابة أمينة الثقافة والإعلام قد أوضحت في بداية الندوة أهمية هذه المحاضرة وخاصة في ظل انتشار البدانة في أوساط المجتمع وخاصة عند الأطفال والنساء، وضرورة التعرف إلى الآثار السلبية لها وطرق الوقاية ، مشيرة إلى حرص التنظيم النقابي على نشر التوعية الصحية في صفوف الطبقة العاملة.
حضر الندوة أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد عمال محافظة حلب وبعض رؤساء وأعضاء مكاتب النقابات ومكتب النقابة ، وحشد من الطبقة العاملة العاملين في القطاع الصحي وبقية القطاعات.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي