تستضيف دمشق خلال شهر أيلول القادم منتدى نقابي دولي بمشاركة أكثر من مئة منظمة عمالية عربية وإقليمية ودولية تمثل عشرات الملايين من عمال العالم ، دعماً وانتصاراً لسورية وقيادتها وجيشها وشعبها وعمالها في الحرب على الإرهاب وداعميه ، وفي مؤشر كبير على مدى إدراك الرأي العام العالمي لزيف الإدعاءات التي تسوقها بعض وسائل الإعلام، والتي تقف وراءها أنظمة وحكومات معروفة تقدم دعماً تسليحياً ولوجستياً للتنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة .
اليوم ومع الانتصارات التاريخية التي يحققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء ، وبالتوازي تراجع وهزيمة مشغلي الإرهاب في أكثر من منطقة ، بدأت الحقائق تنجلي ، وأصبح كل ذي بصيرة يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن سورية صاحبة الحق منتصرة لا محالة ، وهي تدافع عن الإنسانية جمعاء في وجه تتار ومغول العصر وبعض الأنظمة العربية الرجعية التي تعود بعقليتها وطريقة تفكيرها إلى عصور ما قبل التاريخ ، هذه الحقائق الدامغة هي من يدفع شرفاء العالم للقدوم إلى دمشق العروبة ، دمشق الصخرة التي تحطمت عليها عشرات المؤامرات الخبيثة التي تريد الشر لشعبنا الأبي الصامد.
تعرضت سورية خلال السنوات السبع الماضية إلى حرب إرهابية كونية مجرمة استهدفت البشر والحجر والحضارة والتاريخ والقيم ، وحاولت زرع فكر تكفيري إقصائي دخيل على مجتمعنا و ثقافتنا ، وقدم أبناء الشعب السوري في مواجهة هذه الهجمة البربرية التضحيات الجسام ،واستطاعوا بصمودهم الحفاظ على وطنهم سيداً مستقلاً ، وهزموا الأعداء والمتآمرين في معركة سيكتب التاريخ عنها مطولاً ، وها هي ثمرات هذا الصمود ترتسم على أرض الواقع ، من انتصارات سياسية وعسكرية وانفراجات اقتصادية وتنموية .
دمشق تفتح أبوابها اليوم لكل شقيق وصديق وشريف وقف معها في محنتها ، وقدم الدعم لها حتى لو كان دعماً معنوياً ، دمشق ستبقى كما كانت بوابة المنطقة وقلب المقاوم الصامد ، فأهلاً بالأشقاء والأصدقاء الشرفاء الصادقين الذين لم يخذلوا دمشق ووقفوا معها بالرغم من كل الضغوط والتهديد والوعيد .
دمشق تجهز نفسها لاستقبال ممثلي عمال العالم و صدرها مفتوح للتعاون المشترك معهم بما يحفظ كرامة الإنسان وحقوق العمال ، وبما يسهم في الوقوف في وجه الشركات العابرة للقارات التي تستغل جهود العمال وعرقهم وتحرمهم أبسط حقوقهم ، وعمال سورية وتنظيمهم النقابي يمدون اليد لكل الشرفاء في العالم الذين يقفون مع قضايانا العادلة ويعملون على كشف حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها بلادنا ، ويجهدون بكل صدق للضغط على حكوماتهم لتقول كلمة حق و تقف موقف صدق إلى جانب سورية الدولة والشعب في حربها على الإرهاب التكفيري وداعميه .
ونأمل أن تثمر زيارات الوفود العمالية العربية والعالمية إلى سورية عن تمتين اللحمة بين عمال العالم ورفع درجة الوعي الشعبي في أرجاء المعمورة اتجاه السياسات الأمريكية والغربية الاستعمارية المناهضة للشعوب وحقوقها في تقرير مستقبلها ومستقبل بلدانها .