أكد الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال خلال استقباله وفداً عمالياً مصرياً برئاسة حسام الدين مصطفى عضو الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أن هذه الزيارة تأتي في إطار استمرار التواصل بين المنظمات الشعبية العربية لترميم ما حصل من تصدع في العلاقات بين الشعوب نتيجة الأخطاء الفادحة من قبل بعض الحكومات العربية وارتمائها في أحضان المشروع الصهيوأمريكي المرسوم للمنطقة والهادف لتفتيتها وتقسيم دولها.
وقال: نحن كمنظمات شعبية نحاول تعويض هذه الأخطاء من خلال استمرار التواصل بين مكونات الأمة العربية والشعوب العربية، ورفع حالة الوعي والنضج للارتقاء بمستوى ما يخطط لاستهداف المنطقة برمتها وكشف القادري عن إقامة ملتقى نقابي دولي ضد الإرهاب في دمشق في منتصف شهر أيلول القادم ثبتت أكثر من مئة منظمة عربية ودولية مشاركتها فيه.
وقال القادري: إن زيارات الوفود العمالية خلال فترة الحرب الإرهابية التي واجهتها سورية لم تنقطع ولم نشعر يوماً إلا وأنهم كانوا إلى جانب الشعب العربي السوري وقيادته وجيشه البطل في مقاومته للإرهاب وصموده في وجه هذه الحرب وسعيهم معنا في مكافحة الفكر الإرهابي الوهابي الذي شكل عقيدة لهؤلاء الإرهابيين في سبيل تدمير أقطار الوطن العربي، فالهم واحد والخطر واحد لأن ما استهدف سورية يستهدف مصر وما يخطط لسورية يخطط لمصر ولو كتب لهذا المشروع التكفيري النجاح لكنا جميعنا خاسرين.
وتطرق القادري خلال حديثه إلى حقيقة الحرب الإرهابية الكونية المجرمة على سورية التي هدفت لتدمير و تركيع الشعب السوري، واستهدفت البشر والحجر والفكر والتراث والقيم ومارست أبشع أنواع الإجرام بحق المواطنين السوريين في مدنهم وقراهم وفي أماكن عملهم وبخاصة العمال الذين قدموا آلاف الشهداء والجرحى فداء للوطن وعزته وكبريائه، وحاولت زرع فكر وهابي إقصائي دخيل وبعيد كل البعد عن الفكر الإسلامي الحنيف المعتدل الذي يدعو للمحبة وتقبل الآخر.
وتابع القادري قائلاً إن الفاتورة التي دفعتها سورية كبيرة جداً لكنها لا تقارن بما كان مخطط لها ولإزاحتها من المنطقة باعتبارها الصخرة الذي وقفت وتقف في وجه المخطط الاستعماري الصهيوني الهادف لتدمير المنطقة العربية برمتها.
وأشار القادري إلى أن الإرهاب التكفيري المدعوم أمريكياً وصهيونياً ومن الرجعية العربية العميلة لم يستهدف سورية فحسب بل كل الدول العربية التي يمكن أن تشكل خطراً على المشروع الصهيوني التقسيمي في المنطقة، مؤكداً أن سورية استطاعت التصدي لهذه المؤامرة بحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد الذي نعتبره كعمال وكسوريين رمز الصمود, حيث كان لصموده ولشجاعته ولصلابته الدور الأساسي والمحوري في إسقاط المؤامرة إضافة لعقائدية جيشها الباسل الذي قدم تضحيات هائلة للحفاظ على سورية حرة أبية، وشعبها الواعي والناضج الذي احتضن جيشه وألتف حول قيادته مفوتاً على الأعداء فرصة تحقيق أهدافهم الدنيئة على أرض سورية وبفضل هذا الثالوث المقدس فإن سورية على مشارف نصر عظيم، نصر أسطوري سيجهض المشروع الصهيوأمريكي إلى غير رجعة.
وفي ختام حديثه تمنى القادري أن تثمر هذه الزيارات عن تمتين اللحمة بين مكونات الأمة العربية بحيث تستطيع رفع درجة الوعي الشعبي العربي إلى الدرجة التي يستطيع فيها مقاومة هذا المشروع اللئيم في المنطقة.
بدوره اعتبر الدكتور حسام الدين مصطفى أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على وقوف مصر وشعبها إلى جانب نضال الشعب السوري ومكافحته لقوى الإرهاب والتطرف حتى تحقيق الانتصار، فسورية ومصر قلب وروح وشعب واحد منذ قدم التاريخ، وهما عضد الأمة العربية وسر صمودها وأملها في إجهاض المشروع الاستعماري، وأضاف أن ما شاهدناه في دمشق يكشف زيف ما تبثه بعض الوسائل الإعلامية المضللة ويؤكد أن سورية منتصرة على المؤامرة التي تحاك ضدها بفضل بسالة جيشها واستماتته في الدفاع عن تراب وطنه.
وعلى هامش الزيارة جال الوفد المصري في رحاب المتحف العمالي واطلع على تاريخ الحركة النقابية العمالية في سورية.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي