تواصل سورية منذ بدء الحرب الإرهابية عليها السير في مسارين متوازيين، يتمثل الأول في محاربة الإرهاب ولن يتوقف حتى تطهير كامل التراب السوري من رجسه وطرد المرتزقة من أرضها وتحقيق النصر الناجز، أما الثاني فيتجلى بالانخراط في كل المبادرات السياسية لإيجاد حل سياسي للأزمة ووقف العدوان على بلدنا، وهذا ما انعكس من خلال المشاركة بفعالية في كل جولات جنيف واجتماعات أستانا، مع الاستمرار في خط المصالحات المحلية التي أثبتت نجاعتها في الكثير من المناطق.
سورية مستمرة في مواقفها الوطنية ومتمسكة بقرارها المستقل، وهي لن تتنازل عن أي حق من حقوقها المشروعة وستواصل الدفاع عن أرضها وشعبها وقيمها وحضارتها ومستقبلها، بالرغم من كل ما يخطط لها في الدوائر الاستعمارية الغربية، وبالرغم من قيام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وأدواتهم في المنطقة بمحاولة عرقلة الوصول إلى حل سياسي للأزمة وإطالة أمد الحرب الإرهابية على الشعب السوري من خلال الدعم العلني والسري للتنظيمات الإرهابية، وهذا ما يؤكد أن قوى الاستعمار والعدوان لا تريد مكافحة الإرهاب بشكل جدي والقضاء عليه وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، بل تقوم باستثمار الإرهاب لتحقيق غايات وأهداف سياسية تخدم مصالحها التوسعية والعدوانية، على حساب مصالح وحقوق شعوب المنطقة قاطبة.
إن ما يجري في سورية خصوصاً والمنطقة عموماً سببه الرئيسي السياسات الغربية الخارجة عن القانون الدولي، فالإدارات الأمريكية المتعاقبة هي من يتحمل المسؤولية الكاملة عن انتشار آفة الإرهاب التي تهدد العالم أجمع، وقد تسببت بآلاف الضحايا وتدمير البنى التحتية في الكثير من البلدان، وما جرى في سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس خير دليل على ذلك.
اليوم ومع الانتصارات التاريخية التي يحققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء، وبالتوازي تراجع وهزيمة مشغلي الإرهاب في أكثر من منطقة، بدأت الحقائق تنجلي، وأصبح كل ذي بصيرة يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن سورية صاحبة الحق منتصرة لا محال، وهي تدافع عن الإنسانية جمعاء في وجه تتار ومغول العصر وبعض الأنظمة العربية الرجعية التي تعود بعقليتها وطريقة تفكيرها إلى عصور ما قبل التاريخ.
لقد تعرضت سورية خلال السنوات السبع الماضية إلى حرب إرهابية كونية مجرمة استهدفت البشر والحجر والحضارة والتاريخ والقيم، وحاولت زرع فكر تكفيري إقصائي دخيل على مجتمعنا وثقافتنا، وقدم أبناء الشعب السوري في مواجهة هذه الهجمة البربرية التضحيات الجسام، واستطاعوا بصمودهم الاسطوري الحفاظ على وطنهم سيداً مستقلاً، وهزموا الأعداء والمتآمرين في معركة سيكتب التاريخ عنها مطولاً.
ومن دفع من دمه وعض على الجراح وشد الأحزمة لسنوات لن يسمح لأصحاب الرؤوس الحامية من تنفيذ مخططاتهم المشبوهة الدخيلة على الوطن والتي سيكون مصيرها الخيبة والخذلان والانكسار، كمخططات تنظيمي "داعش" "وجبهة النصرة" الإرهابيين، وسيبقى كل ما يخططون له مجرد أضغاث أحلام، فسورية ستبقى واحدة موحدة كما يريدها جميع السوريين الشرفاء رغم أنف الحاقدين والخونة والمتآمرين.
سورية اليوم على مشارف نصر عظيم، نصر اسطوري، أجهض المخطط الصهيو أمريكي المرسوم للمنطقة، هذا النصر تحقق بفضل ثالوث سورية المقدس (القائد والجيش والشعب)، هذا الثالوث الذي صنع المعجزات ورد كيد المعتدين والمتآمرين والخونة والمرتزقة إلى نحورهم، ودفعهم إلى التراجع خائبين منكسرين. وهذه الحقائق الدامغة والتطورات المهمة هي من دفع ويدفع العديد من الأنظمة إلى التراجع عن مواقفها السابقة ودعمها الكامل للإرهاب، وإعلانها رغبتها في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وأن الشعب السوري هو وحده من يقرر مستقبل ومصير بلاده.
بعد سبع سنوات من الحرب الإرهابية على سورية، تبقى دمشق كما كانت بوابة المنطقة وقلبها المقاوم الصامد في وجه المؤامرات والمخططات العدوانية، التي فشلت أمام عظمة هذا الشعب وجيشه الباسل.