دعا رئيس الاتحاد العام لعمال سوريا الرفيق جمال القادري مؤتمر العمل العربي في دورته الرابعة والأربعين المنعقدة في القاهرة إلى إدانة ما تتعرض له سورية من حرب تدميرية شاملة شرسة تشن عليها من قوى أجنبية داعمة للإرهاب ، حيث عملت أوساط الامبريالية العالمية والاستعمار الجديد والعدو الصهيوني على تحويل ما يسمى "الربيع العربي" إلى جحيم حقيقي وأصبح يشكل وبالاً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في جميع اﻷقطار العربية دون استثناء، ويتجلى ذلك بجموع العمال النازحين واللاجئين إلى خارج أوطانهم مما انعكس سلباًعلى مستقبل المجتمعات العربية ككل، ووتائر التنمية فيها.
وأشار القادري إلى أن اﻷموال العربية بدلاً من أن تتوجه إلى تنمية الوطن العربي وتطوير مجتمعاتها والقضاء على البطالة والفقر والتهميش ومعالجة مشاكل الغذاء وتوفير فرص العمل .. انصرفت "للأسف" إلى مشاريع التسليح والعسكرة التي ابتلعت أرصدة الكثير من الدول العربية ومخزوناتها وحولتها إلى دول مدينة كما أنه بدلاً من توجيه هذه اﻷسلحة إلى الكيان الصهيوني الغاصب وجهت إلى صدور العرب أنفسهم. منوهاً إلى أنه لن يبق بلداً عربياً واحداً بمنأى عن الخطر، إذ أن المخطط يستهدف الجميع وبدأت إرهاصاته في أكثر من بلد عربي، مضيفاً أنه من المؤسف أن يسهم البعض في صب الزيت على النيران المشتعلة، وتعميق هوة الخلافات بدلاً من العمل الجاد على رأب الصدع العربي، دون إدراك أن الكيان الصهيوني أكبر المستفيدين مما يجري في الوطن العربي وهو المتدخل علناً وسراً بشكل مباشر وغير مباشر في الحروب الدائرة التي تجتاح العديد من دولنا، كما أنه المتسبب فيما جرى ويجري في سورية من تدمير وإرهاب واستهداف لشعبها في مقدراته وثرواته وأمنه واستقراره ولقمة عيشه، مما أحدث واقعاً اقتصادياً صعباً اضطر معه الكثيرين من أبناء الشعب للهجرة إلى ما وراء الحدود، لينتج ما سمي بأزمة اللاجئين السوريين، مضيفاً أن على الدول الأوربية التي تشتكي من اللاجئين السوريين ان تعمل بصدق على إيقاف الحرب المفتعلة في بلادنا والتي كان للكثير من الدول الأوربية دورا مريبا ومخزيا فيها من خلال تسهيل سفر الإرهابيين إلى سورية ودعمهم بالمال والسلاح.
وأكد القادري أن سورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم وأن عمال سورية سجلوا صفحات للتاريخ بتمسكهم بوطنهم وصيانة وحدته على مدار السنوات الست رغم فداحة الخسائر والتضحيات الكبيرة التي تحملها شعبها المقاوم الذي يواجه مع جيشه وقيادته قطعان الإرهاب التي استقدمت إليه من أربعة جهات ،لتدمر بناها التحتية وتسرق موارده ومعامله وتنقلها إلى الدول المجاورة بأرخص الأثمان.
وقال القادري :علينا جميعاً الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه بلداننا والتغلب على الخلافات السياسية والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات البينية، وخاصة أنه يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإيجاد فرص عمل لملايين الخريجين العاطلين.لاسيما أن البطالة تشكل بيئة للانحراف والأمراض الاجتماعية التي تدفع شباب أمتنا إلى التطرف ومعاداة مجتمعاتهم وحكومات بلدانهم.
وعلى هامش أعمال المؤتمر التقى وفد الاتحاد العام لنقابات العمال معظم الوفود العربية والأجنبية لتوضيح حقيقة ما يدور في سورية، والحديث عن التضليل الإعلامي الذي تنتهجه بعض وسائل الإعلام المأجورة لفبركة الأحداث وتزويرها وقلب الحقائق، بدورها أبدت جميع الوفود المشاركة في المؤتمر وقوفها إلى جانب سورية وعمال سورية والشعب السوري في نضاله وحربه ضد الإرهاب.