بشموخ وإباء وبروح وطنية عالية عقد اتحاد عمال الحسكة مؤتمره السنوي في مبنى المركز الثقافي اليوم بحضور الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال والرفيق سليمان الناصر أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الحسكة، واللواء جايز الموسى محافظ الحسكة واللواء فايز غازي محمد قائد الشرطة في المحافظة ، و الرفيقة أنعام المصري عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام، وأعضاء قيادة فرع الحزب وأمناء فروع أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، والمحامي العام و رئيس مكتب العمال في فرع الحزب وأعضاء مجلس الشعب والسادة المدراء في المحافظة.
افتتاح المؤتمر كان بكلمة ألقاها الرفيق فهمي ايليو رئيس اتحاد عمال المحافظة، نقل خلالها التحية للطبقة العاملة التي بذلت كل التعب والجهد والعرق لتأمين سبل الحياة، ووجه التحية للمنظمة النقابية ذات التاريخ الوطني المشرف والتي هي فصيلاً متقدما بالنضال من اجل استقلال الوطن، وأكد رئيس الاتحاد أن سورية بصمودها وصمود شعبها وجيشها الباسل باتت حديث العالم، وبقيت رغم كل ما تعرضت له من حصار اقتصادي و مؤامرات و وحشية الإرهابيين والقتلة، بقيت الصخرة المنيعة في وجه كل أعدائها، منوهاً أن أبناء الطبقة العاملة سيبقون رديفا أساسيا لجيشنا البطل وستبقى منظمتنا النقابية تقدم الشهداء دفاعا عن الوطن، منطلقين من عظمة الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الوطن، الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة الجهود لاستمرار العملية الإنتاجية في ظل حصار جائر هدفه تجويع الشعب السوري، واليوم نحن نعيش على سكة الانتصار وإعادة البناء و الإعمار لتكون سورية أكثر قوة وشموخا.
ومع تقارير أمانات المكتب التنفيذي في اتحاد عمال الحسكة بدأ أعضاء المؤتمر بطرح مداخلاتهم على تقارير كل أمانة من الأمانات ، فأضفت المداخلات على التقارير الغنى بالطرح والمناقشة، وتركزت المداخلات على المطالبة بزيادة الرواتب و كبح ارتفاع الأسعار الجنوني و إعادة الروح للمستوصفات العمالية التي تفتقر للدواء ، والمطالبة بإصلاح الأجهزة الطبية المعطلة في المشافي ، وطالب أعضاء المؤتمر بإقامة وحدة إنتاجية لصنع اللباس العمالي ودعم القطاع العام و منح العاملين في معامل الغاز طبيعة خطورة العمل كذلك طالبوا بإقامة وحدة تعبئة غاز و إجراء المسابقات في محافظة الحسكة بدل من دمشق.
كذلك اشتكت بعض المداخلات من غياب القطاع السياحي والصناعي مطالبين بزيادة الرحلات الجوية إلى المحافظة و بالمزيد من الأمن والأمان في المحافظة .
اللواء جايز الموسى محافظ الحسكة تحدث للمؤتمر بكلمة رحب فيها بالرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال و بالأخوة الحضور وخاطب المؤتمر قائلاً: أنتم من بنيتم اقتصاد سورية ، وانتم من عمرتم سورية، و أنتم اليوم تدافعون عن الوطن، وأكد السيد المحافظ أن النصر قادم بهمة جيشنا المغوار و بعزيمة أبطاله و بحكمة وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ثم أجاب السيد المحافظ على مداخلات أعضاء المؤتمر، مؤكداً على الاستعداد التام للاستجابة لجميع ماطرح وفق الامكانات المتاحة، سواء فيما يتعلق بمشكلة الدواء أو المخابز أو أي قضية عمالية أخرى، طالباً أن تكون المداخلات محقة ومنطقية.
وفي حديثه للمؤتمر أكد الرفيق سليمان الناصر أمين فرع الحزب أن المؤتمرات هي محطات نضالية في مسيرة أي منظمة أو حزب أو نقابة، حيث يفترض أن نجرد حسابات أعمالنا في نهاية كل عام، أين أصبنا، وأين أخطأنا، وما هي خطتنا للعام القادم .
وأكد الرفيق أمين الفرع أن العمال هم عماد ثورة الثامن من آذار، وعمالنا لهم باع طويل في النضال، وقد حظيوا بالاهتمام الكبير منذ الحركة التصحيحية، فالعمال يشعرون بالألم أكثر من غيرهم، والعمال الرافعة الحقيقية التي يقوم عليها الاقتصاد، والعمال بنضالهم و عرقهم يبنى الوطن، فكيف حين يمتزج العرق بالدم دفاعاً عن الوطن.. وعمال سورية كانوا في الصف الأول للجيش العربي السوري في معركة تطهير أرض الوطن من رجس الإرهاب، هذا الجيش الذي يصنع انتصارنا القادم بقيادة قائد بطل شجاع هو القائد المفدى السيد الرئيس بشار الأسد.
ختام المؤتمر كان بكلمة ألقاها الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال وجه فيها الشكر والتحية للحضور ولأعضاء المؤتمر ولاتحاد عمال الحسكة على الجهود التي بذلت خلال عام نقابي كامل، والتي لخصها التقرير المقدم عن أعمال المؤتمر، وأكد القادري أنه في أي عمل نكون به نقوم بواجبنا، ولطالما نحن نمارس مهامنا في ظروف استثنائية فرضت آثارها علينا جميعا، فكل رفيق في موقع عملٍ هو مقاتل بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .
وأضاف :نحن في الاتحاد العام لنقابات العمال نتشرف بتمثيل أخوتنا العمال .. فعمال سورية الأوفياء الذين كانوا عبر تاريخهم دائما إلى جانب الوطن، أدركوا خطورة الهجمة على وطنهم منذ البداية، وتصدوا لها بكل الوسائل المتاحة، مندفعين بروحهم الوطنية العالية إلى مواقع عملهم الإنتاجية والخدمية، رغم كل ظروف الاستهداف الإرهابي الذي طاولهم، فارتقى منهم آلاف الشهداء والجرحى على يد الإرهاب التكفيري الحاقد ..هؤلاء العمال سوف لن ولم يقبلوا إلا أن يكونوا متصدري الصفوف دفاعا عن هذا الوطن العظيم...
وتابع القادري حديثه للمؤتمر :عمالنا كانوا عمود الصمود الأساس في المجال الاقتصادي، فالاقتصاد السوري كان محور الاستهداف الأول من قبل الأعداء سورية، فكان الحصار، وكانت العقوبات الظالمة توطئة لحرب اقتصادية استهدفت تجويع الشعب السوري وتركيعه وكسر إرادة صموده ، وتواصلت تلك الحرب مع الاستهداف الممنهج للعصابات الإرهابية للبنى الاقتصادية والمعامل والشركات والمواقع الخدمية، إضافة إلى سرقة الموارد وخطوط الإنتاج.
وأضاف القادري : حالة الصمود التي نعيشها رغم آلامها ومتاعبها ورغم الصعوبات التي نعيشها وتسلسل الأزمات التي نمر بها اقتصاديا، يجب أن تشكل لدينا جميعا الحافز والدافع لبذل المزيد من الجهود، والمزيد من الصمود، حتى تحقيق النصر الناجز على كل أعداء سورية في الداخل والخارج، وحتى تطهير ثرى الوطن الطاهر من آخر إرهابي دنس ثرى هذا الوطن.
ثم انتقل القادري للرد والإجابة على المداخلات الواردة في المؤتمر، فأكد على أحقية المطالب وعلى أنه لا يوجد آذان صماء أمام المطالب العمالية، ولا أبواب موصدة، لكن الواقع الاقتصادي الصعب والظروف الموضوعية هي من يفرض التأخر بتلبية بعض للمطالب، علماً أننا ورغم ظروف الأزمة استطعنا متابعة وتسوية وإنجاز عشرات القضايا العمالية، وأشار القادري إلى أن كل ما ورد في المداخلات من قضايا إنتاجية وعمالية سيتم بلورتها ومعالجتها مع الجهات التنفيذية المختصة حال الانتهاء من المؤتمرات النقابية الحالية .
القادري قال :علينا جميعا التفكير وابتكار كل يوم طرق وسبل جديدة لخدمة عمالنا والتخفيف عن معاناتهم ،واعتمدنا آلية جديدة أقرها المجلس العام لاتحاد نقابات العمال في انعقاد المؤتمرات، لأن الآلية القديمة كانت غير مفيدة وغير مجدية ..
وختم القادري حديثه بالقول : اختم بتوجيه التحية لأرواح الشهداء كل الشهداء، الذين رسموا معالم النصر القادم، والتحية كل التحية لأبطال جيشنا المقدام الذين يدكون مواقع الإرهاب في كل شبر من وطننا، والتحية لشعبنا الصامد والتحية لعمالنا الشرفاء الذين قدموا كل ماهو مطلوب منهم في سبيل تصليب صمود هذا الوطن، والتحية الأكبر والأغلى لرمز وحدتنا وكرامتنا السيد الرئيس بشار الأسد الذي لم تؤثر به الضغوط ،والذي استطاع بشجاعته وصلابته وحكمته أن يتجاوز قطوع هذه المؤامرة، وأن يصمد في وجه أقذر حرب عرفتها البشرية، وأخيرا أتوجه بالتحية إليكم وأتمنى أن تنقلوا تحيتي إلى أهالي هذه المحافظة الطيبة، ومحبتي وتقديري لعمالها الأوفياء.
ثم انتقل أعضاء المؤتمر والرفيق رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال لعقد جلسة للنقد والنقد الذاتي، اختتمت فيها فعاليات مؤتمر اتحاد عمال الحسكة