يعقد مؤتمر أستانة في محاولة للتوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية وإيقاف الحرب العدوانية الإرهابية التي تشن عليها منذ نحو ست سنوات, في وقت يواصل الجيش العربي السوري والقوى الرديفة بدعم من الحلفاء التصدي لقطعان الإرهابيين الذين زادوا من وتيرة اعتداءهم على مدينة دير الزور خلال الأيام القليلة الماضية في محاولة بائسة ويائسة منهم لتعويض هزائمهم وانكساراتهم في حلب ومختلف المناطق السورية .
تذهب سورية للمحادثات في أستانة وهي مصرة على التوصل إلى حل يترجم صمود أبناء سورية ويرتقي إلى مستوى التضحيات التي قدمها شهداؤها المدنيون والعسكريون ويعكس تمسكها بوحدة أراضيها وشعبها واستقلالية قراراها الوطني وسيادتها الوطنية على كل ذرة تراب على أرضها .
ومن هنا فأن أي شيء سيناقش يجب أن يستند إلى الدستور, ومن دون أي تدخل خارجي, فالشعب السوري هو صاحب القرار في تحديد مستقبله ومستقبل بلاده . وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد لقناة ( تي بي اس ) اليابانية " أن أي شيء ستجري مناقشته ينبغي أن يستند إلى الدستور لان هذا لا يرتبط بالحكومة والمعارضة : أو الحكومة والمجموعات الإرهابية : بل له علاقة بحق كل مواطن سوري في تحديد مستقبل سورية " .
الشيء المتوقع من مؤتمر أستانة هو تثبيت اتفاق وقف العمليات القتالية والسماح ل ( المجموعات الإرهابية بالانضمام إلى المصالحات في سورية ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة), ما يعني التخلي نهائياً عن الارتهان للخارج والقوى المعادية للشعب السوري والتعهد بعدم القيام بأي عمل يمس أمن الوطن والمواطن . أي إعلان التوبة بشكل كامل ليكونوا قادرين للعودة إلى حضن الوطن الذي يتسع لجميع أبناءه, أما إذا لم يتخل الإرهابيون عن لعب دور العملاء والأدوات بيد الأعداء وارتكاب الجرائم بحق السوريين , فسيكون الجيش العربي السوري وشعبنا الأبي لهم بالمرصاد, ولن يستطيعوا هم أو أسيادهم النجاة من تجرع الهزيمة النكراء وسيلاحقهم الذل والعار مدى الحياة .
يتزامن مؤتمر أستانة مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب الذي وعد بأن يحارب الإرهاب ويشكل تحالفات جديدة وفي هذا المجال فهل تكون هذه الإدارة صادقة وتنفذ وعودها لتشكيل تحالف حقيقي وواقعي لمحاربة الإرهابيين ووضع حد لداعميهم, والتكفير عن ذنوب الإدارات الأمريكية السابقة التي كانت وراء تأسيس تنظيم داعش الإرهابي, وسفك دماء أبناء الشعب السوري بالتعاون مع حلفائها وأدواتها في المنطقة, ومنهم رئيس النظام التركي الاخواني رجب اردوغان الذي يحاول إجراء بعض المناورات لإظهار انه ضد الإرهابيين, بينما هو في الحقيقة داعم أساسي لجميع التنظيمات الإرهابية في سورية, وسبب رئيسي فيما جرى داخل سورية من سفك لدماء الأبرياء وتدمير البنى التحتية .
مع مرور نحو ست سنوات على الحرب الإرهابية على سورية يبقى شعبنا وعمالنا صامدين خلف جيشنا البطل وقيادتنا الحكيمة , في مسيرة النصر على الأعداء وشذاذ الآفاق , وفي مسيرة إعادة الأعمار والبناء التي بدأت ولن تتوقف حتى تعود سورية كما كانت مزدهرة قوية.