استكمل الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جولاته على المحافظات للقاء رؤساء اللجان النقابية، واليوم كانت المحطة في مدينة الصمود القنيطرة الحبيبة حيث التقى الرفيق القادري برؤساء اللجان النقابية في محافظة القنيطرة بحضور الرفيق عبد القادر الشيخ محافظ القنيطرة والرفيق بشير حلبوني عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام .
الرفيق القادري استهل اللقاء بتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى أرواح شهداء الجيش العربي السوري الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء ووجه التحية لأبطال الجيش العربي السوري الذي يخوض معارك الشرف في الدفاع عن سورية و القضاء على الإرهاب الذي دنس أرضها ، كما وجه تحية الفخر والاعتزاز بالشعب العربي السوري الصامد في وجه أعتى قوى الشر في العالم والتحية الأكبر لربان السفينة السيد الرئيس بشار الأسد الذي بفضل شجاعته وصلابته وصموده صمدنا وصمد البلد و وصلنا إلى الربع الساعة الأخيرة من هذه الحرب.
وتابع القادري يشرفني أن أتواجد بينكم اليوم على أرض هذه المحافظة البطلة الغالية على قلوبنا جميعاً، والتي تحتل حيزاً كبيراً في وجداننا كسوريين، وشرفني أن أتواجد مع رفاقنا رؤساء اللجان النقابية الذين نعول عليهم الكثير في المنظمة النقابية، نظراً لقناعتنا أن هذه اللجان تمثل المفصل النقابي الأهم لكونها على تماس مباشر مع عمالنا والأقرب إلى مواقع العمل والإنتاج والأقدر على تلمس همومهم ومعاناتهم ومعالجة قضاياهم.
وقال القادري أن الجميع يعلم حقيقة الحرب التي هدفت لإزاحة سورية عن الوجود.. والسؤال هنا لماذا سورية؟.. لأن سورية شكلت على الدوام الصخرة الصلبة التي تكسرت عليها أهدافهم الامبريالية في شرذمة المنطقة وتفتيتها ليصبح الكيان الصهيوني اللاعب الأقوى والأكبر في هذه المنطقة...
ولأن سورية كانت على الدوام إلى جانب القضية الفلسطينية ودعمتها على كافة الأصعدة لكي تبقى قضية العرب الأولى ولأن سورية وقفت أيضاً في وجه من أراد طمس هذه القضية...
والسبب الأهم لأن سورية لم تحيد عن مبادئها الثابتة ورفضت التخلي عنها، ولأنها استطاعت بمواردها الذاتية أن تبني اقتصاداً منيعاً وتحقق تنمية طموحة انعكست رفاهاً على كل شرائح الشعب العربي السوري، كما أنها رفضت أن ترهن اقتصادها لصناديق المال العالمية.
وتابع القادري كلامه مشيراً إلى أن الحرب على سورية لم توفر أحداً إذ استهدفت العمال والفلاحين وشرائح المجتمع جميعها.. فتدمير المصانع والمشافي وسرقة الموارد والإنتاج دليل على أن هذه الحرب تستهدف تدمير سورية وكسر إرادة الصمود في هذه الحرب، ولكن الشعب العربي السوري المتجذر في تراب وطنه والجيش العربي السوري البطل الذي اتكئ على عقائدية مشهودة والقيادة السورية وفي مقدمتها السيد الرئيس بشار الأسد استطاعوا الصمود في وجه هذه الحرب التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً .
ولفت القادري إلى أن العمال يمثلون الشريحة الأوسع في المجتمع، هذه الشريحة التي قدمت تضحيات جسام وصموداً أسطورياً سيثمران نصراً يذهل العالم ويحافظ على وحدة بلدنا وعلى كرامة سورية والسوريين ويؤكد للعالم بأن السوريون عصيون على الإملاء والإركاع وعصيون عن الإخضاع وإنهم هم من يرسمون مستقبلهم ويحددون خياراتهم.
ونوه القادري بدور العمال الذين كانوا عموداً فقرياً أساسيا في صمود الوطن وكانوا السباقين في الصمود والتواجد والإصرار على العمل رغم كل الظروف، وكانوا جيشاً اقتصادياً حقيقياً يدافعون عن مؤسساتهم ويصلون الليل بالنهار لتبقى عجلة المصانع دائرة في سورية في سبيل أن ينتجوا لهذا الشعب العظيم السلع والخدمات، هؤلاء العمال نتشرف بحمل رسالتهم، كما نتشرف بنيل ثقتهم والدفاع عنهم وعن قضاياهم، وواجبهم علينا أن نكون عند ثقتهم وان نكون بينهم نتلمس همومهم ومعاناتهم وان نتواجد بينهم في أفراحهم وأتراحهم.
وقال القادري علينا وقد ارتضينا مهامنا النقابية طواعية أن نكون أوفياء للأمانة وأهل لهذه الثقة وان نتحلى بالمناقبية النقابية التي يأتي في مقدمتها القدرة على خدمة الآخرين والإخلاص والوفاء للمهام التي ننتمي إليها، وأضاف مهمتنا مزدوجة مهمة وطنية ومهمة طبقية المهمة الوطنية أن نمنع الهدر والخلل في عمل مؤسساتنا ونكافح الفساد في جميع مستوياته، والمهمة الطبقية أن نرعى عمالنا ونؤطر نضالهم ونمد لهم يد العون ونكون إلى جانبهم في كل حالاتهم ونكرم من هو أهل للتكريم ونعين من هو بحاجة إلى مساعدة .
وشدد القادري على أن النقابي يقيم بعمله ومدى تواجده بين عماله وقدرته بالتأثير على هؤلاء العمال ومد يد لعون لهم، فضلاً عن تحليه بالعمل الخلاق والمبدع، وأن يكون مسلح بالعلم والمعرفة بالأنظمة والقوانين التي تحكم عمل مؤسسته وعليه أن يتمتع بالتثقيف الذاتي ومن لم يكن قادراً على حمل مهامه النقابية والتواجد مع العمال فليتنحى جانباً، لأن هذه المرحلة تتطلب منا جميعاً أن نكون يد واحدة فنحن جميعاً في مركب واحد وعلينا ان نتكاتف لتجاوز قطوع هذه الأزمة.
ثم استمع الرفيق القادري إلى المداخلات التي تركزت على الشأن التنظيمي وعلى تثبيت العمال في برنامج تشغيل الشباب ومطالب العمال الصحة والطبابة والتدفئة وقضايا تتعلق بالفساد.
وفي معرض رده على المداخلات والاستفسارات التي أجاب عنها طالب القادري بالمزيد من العمل والمزيد من النشاط لأن هذه الظروف الاستثنائية تحتاج إلى عمل استثنائي ونشاط استثنائي, مؤكداً أننا مقبلون على معركة البناء وإعادة الأعمار بعد هذه الحرب وأن عمالنا جاهزون لها.