انطلاقاً من إرادة الاتحاد العام لنقابات العمال بالوقوف بصورة مباشرة على واقع اللجان النقابية بعيداً عن التجميل والتزييق، وبهدف تحسين الأداء والوصول إلى عمل خال من الأخطاء والشوائب، استكمل الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جولاته إلى المحافظات للقاء القيادات النقابية القاعدية وممثلي العمال في المجالس واللجان الإدارية , حيث التقى اليوم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال برؤساء اللجان و ممثلي العمال في اللجان الإدارية في محافظة درعا، وذلك بحضور الرفيق بشير حلبوني عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام .
القادري بدأ الحديث بتوجيه التحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين امتزجت دماءهم بدماء الوطن المعطاء، ولأبطال الجيش العربي السوري وللشعب العربي السوري الصامد ولجماهير عمالنا الذين يصلون الليل والنهار في سبيل تصليب صمود الوطن وتفويت الفرصة على الأعداء , كما وجه التحية الأكبر للقائد الرمز السيد الرئيس بشار الأسد الذي استطاع بشجاعته وبصيرته أن يقود سورية في أصعب مرحلة من مراحل تاريخها حيث التربص بها على قدم وساق من قبل أعتى قوى الشر في العالم .
القادري أكد خلال اللقاء على أهمية دور اللجان النقابية باعتبارها المفصل الأساسي في المنظمة النقابية و النافذة نطل من خلالها على الأخوة العمال، فكلما كان العمل صحيحاً والانسجام قائماً و الجهود مخلصة كلما كانت الإطلالة مفيدة ومنتجة لذلك أردنا أن نقف بصورة مباشرة على واقع اللجان النقابية.
وأضاف القادري : لقاؤنا تنظيمي نقابي لتحصين المنظمة لنكون عند ثقة عمالنا وعند الثقة الكبيرة التي يوليها لنا السيد الرئيس بشار الأسد ، فعمال سورية كانوا في طليعة الصفوف في الدفاع عن الوطن و تحصينه، و الطبقة العاملة تحظى بالمكانة الرفيعة لكونها كانت ومازالت وفيّة لتاريخها ففي كل مرة كان الوطن يمر في محنة كان خيار العمال الدفاع والذود عنه، وكذلك اليوم في هذه الازمة كان موقف العمال مشرف وكانوا سباقون في الوطنية لذلك كان حجم استهدافهم بحجم دورهم الكبير في معركة الصمود إلا أن هذا الصمود يجب أن نستكمله من خلال تحمل مسؤولياتنا وتغليب الجانب الوطني في كل ممارساتنا ونشاطاتنا ، فإلى جانب دورنا العمالي يجب ان نكون خفر حقيقي في مواقع العمل ساهرين على حسن سير العملية الإنتاجية ورصد كل الحالات ونحن الأقدر على ممارسة هذا الدور الذي سيفضي إلى تسريع الخروج من الأزمة وتقريب النصر الموعود.
القادري أكد أن للجان النقابية دور مناط بها عبر الدفاع عن حقوق العمال والوقوف إلى جانب العامل في عمله وفي وسطه الاجتماعي وتحسس آلام وآمال العمال والاستجابة لها قدر الإمكان , وعليها مكافحة الفساد والهدر في مواقع العمل وتصويب العملية الإنتاجية , كذلك على اللجان النقابية أخذ دورها في كل اللجان التي يتم تشكيلها داخل التجمع العمالي ورصد انحرافات الخطط المقررة وتوليد النشاط في كل مفاصل التنظيم النقابي لأن خطط التنظيم النقابي تستمد من تقارير اللجان، كذلك على اللجان متابعة المبادرات والإبداع وتكريم المبدعين فالمبادر والمبدع إذا لم يتم تكريمه نقتل روح المبادرة لديه، ومن لم يجد في نفسه قادراً على القيام بكل ماذكرناه فلا عيب أن يعتذر وينكفئ فالعمل النقابي عمل تطوعي وجداني وأخلاقي ولا يستطيع أي شخص أن يحمل لقب القائد النقابي.. فالقائد النقابي إذا لم يمتلك الجرأة لا يكون قائد نقابي، وإذا لم يتحلى بالمسؤولية و الموضوعية و العمل الجماعي فهو لن يكون قائداً نقابياً كذلك فإن الانكفاء داخل المكاتب ليس عملاً نقابياً.
وأضاف القادري : بعد انقضاء أكثر من سنتين من عمر الدورة النقابية السادسة والعشرين ومن خلال المؤتمرات السنوية ومن خلال جولات المكتب التنفيذي والجولات إلى مواقع العمل تم رصد حالات خلل في أداء وعمل بعض اللجان النقابية , وسنعمل على تصحيح هذا الخلل ولن نسمح باستمراره...
ونوه القادري إلى أن العمود الفقري في قانون التنظيم النقابي الذي سيصدر لاحقاً هو إعطاء دور أكبر للجان النقابية كذلك ستتشكل هيئات عامة سيكون لها حق حجب الثقة عن اللجنة ..وبالتالي فإن أي خلل في أي مفصل نقابي ضمن الهيكل التنظيمي للمنظمة لن يستمر وسيتم اجتثاثه..
القادري خاطب ممثلي العمال في المجالس واللجان الإدارية قائلاً: وجودكم ليس تشريف بل تكليف وعليكم أن تقوموا بالدور المنوط بكم بالشكل الأمثل فممثل العمال في اللجان الإدارية ليس عضو شرف بل يمتلك صلاحية طرح أي قضية من خارج جدول الاجتماع و له حق التحفظ على أي قرار أو حالة خلل يشتم منها رائحة فساد. وأضاف: لا تستصغروا دوركم لكن تسلحوا بذخيرة معرفية و تثقيف ذاتي من خلال الإلمام بالقوانين واللوائح والأنظمة الداخلية التي تعنى بالعمال ليكون تدخلكم تدخل واعي وناجح وطرحكم طرح موضوعي ومنطقي وعلمي حتى يلاقي آذان صاغية وبقدر ما تكون مطالبنا معللة وفق القوانين وبعيدة عن الشخصنة بقدر ما تلقى الاستجابة من صاحب القرار.
وأضاف القادري : نحن مقبلون على المؤتمرات النقابية السنوية ونتمنى أن تكون أكثر جدية وفعالية واليوم هناك آلية لهذه المؤتمرات تكفل مشاركة جميع أعضاء المؤتمر بفعاليات المؤتمر، فرئيس اللجنة لا يمثل نفسه في المؤتمر بل يمثل عمال التجمع الذي يعمل فيه ومن المؤكد أن لهذه الشريحة التي يمثلها مطالب عليه عرضها في المؤتمر، وكل أمين مختص سيتحدث للمؤتمر بما أنجز و ما سينجز وبالتالي لن يكون أي عضو في المؤتمر غائب عن المشاركة..
وحول العلاقة مع الإدارة أكد القادري أنها علاقة تعاون بناءة ومثمرة تسعى لهدف واحد هو تحقيق مصالح عمالنا وبالتالي المصلحة العامة فالمدير الناجح في مقدمة اهتمامه الموارد البشرية.. ويبدأ التناقض عندما يكون هناك هدف لا يتوافق مع المصلحة العامة..فالمنظمة تمثل جهة رقابية شعبية ترصد حالات الخلل والفساد و تتعاون مع الإدارة في معالجتها بشكل مؤسساتتي وإذا لم تتم المعالجة ترفعها اللجنة إلى القيادة النقابية الأعلى .. وأي حالة فساد نسمع بها من الإعلام أو من مصادر أخرى غير اللجنة النقابية فهذا يعني أن اللجنة النقابية إما غائبة أو شريكة مع الإدارة .. لذلك المطلوب أن لا نكون انبطاحيين مع الإدارة ولا في حالة صدام..
وأشار القادري إلى الوضع الاقتصادي الذي نعيشه في ضوء قلة الموارد الأمر الذي يتطلب المزيد من التضحية في سبيل تعزيز الصمود في وجه الحرب الشرسة التي تشن علينا من قبل المتآمرين والمتربصين بسورية إلا أن ما عجزوا ان يأخذوه بالعمل العسكري والعمل السياسي لن يأخذوه بالاقتصاد.. لذلك نحن مطالبين بتحصين منشآتنا ورصد حالات الخلل للعمل على معالجتها مع الجهات المعنية فالتعاون القائم بين الاتحاد العام والحكومة ليس خيار بل ممر إجباري لتجاوز تبعات هذه الأزمة والمؤامرة والحرب التدميرية التي أراد أعداؤنا من خلالها أن يمحو سورية من الوجود ولكنهم فشلوا..
وتمنى القادري على الرفاق النقابيين أن يكونوا على قدر الرهان و على قدر الثقة الممنوحة من قبل عمالنا وقيادتنا وان نكون أوفياء لنقابيين أوائل نتشرف بسيرهم العطرة فهم كانوا دائما مبادرين و سباقين و غيورين على الوطن..
وختم القادري : شرف لنا أن نساهم في هذه الظروف بتصليب صمود سورية في وجه الإرهابيين شذاذ الآفاق وفي وجه الدول التي تآمرت على سورية وحاولت تدمير اقتصادها وتجويع شعبها واليوم التحديات كبيرة ويجب أن نتكاتف فالنصر قادم بهمة الشعب الصامد وعمالنا وتضحيات شهدائنا وبطولات شعبنا وحكمة قيادتنا وشجاعة و صلابة قائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد..
وفي رده على مداخلات الرفاق النقابيين أكد القادري أنه يجري التحضير لفعالية عمالية عالمية في دمشق هذا العام و أن هناك آلية جديدة لعمل الاتحادات المهنية وأن مهام اللجان النقابية ستكون واضحة في قانون التنظيم النقابي الذي سيصدر لاحقاً وهناك دراسة حاليا لتحسين جودة التأمين الصحي للعاملين وأن جهودا تبذل مع الحكومة بدأت تظهر نتائجها تدريجياً تتعلق بتحويل عقود المياومين إلى عقود موسمية وكشف عن دراسة لإحداث خزانة تقاعد للعاملين لتأمين معاش تقاعدي يقيهم شر العوز على أن تكون الأولوية لعمال القطاع الخاص..