في إطار المتابعة لجولة اللقاءات مع رؤساء اللجان النقابية في المحافظات وانطلاقاً من حرص الاتحاد العام لنقابات العمال على تجاوز الروتين الذي عادة ما يصاحب العمل، ولكي يكون اللقاء مفتوحاً دون أية خطوط حمراء، التقى الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية والرفيق ابراهيم عبيدو نائب رئيس الاتحاد القيادات النقابية القاعدية في محافظة طرطوس اليوم.
بدأ اللقاء الرفيق القادري بكلمة تحدث فيها عن أهمية التواصل المباشر مع الرفاق رؤساء اللجان النقابية في مواقع العمل في هذه المحافظة متجاوزين الروتين الذي عادة ما يصاحب العمل وفق التسلسل التنظيمي. ولقاءنا اليوم من أم شهداء أبطال جيشنا العربي السوري محافظة طرطوس والتي قدّمت رجالها قرباناً في مواجهة هذه الحرب العدوانية التي تواجهها سورية منذ أكثر من ست أعوام.
ووجه القادري في كلمته تحية إجلال وإكبار إلى أرواح الشهداء الأبرار والى كل نقطة دم ذكية روت تراب هذا الوطن الغالي في مواجهة أبشع حرب عرفتها البشرية وقطعان الإرهاب الغادر الذي عاث في بلدنا تدميرا وخرابا لما بناه هذا الشعب عبر تاريخه ، كما وجه تحية فخر واعتزاز لأبطال جيشنا البواسل الذين يتصدون للإرهابيين القتلة في كل شبر على تراب الوطن الغالي, والتحية الأكبر إلى الشعب الصامد الصابر الذي يواجه حرب شمولية استهدفته في أمنه وأمانه وفي لقمة عيشه، وصموده على مدار السنوات الست ما هو إلا دليل على أن السوري الأصيل متجذر في تراب الوطن لا تثنه الضغوط والتهديدات ولا تحرفه عن مبادئه وعن اصطفافه خلف القيادة التاريخية للقائد الرمز الذي نستمد من صموده صمودا ونستمد من شموخه شموخاً الذي كان لصلابته وشجاعته في مواجهة كل الضغوط الدور الأبرز في المحافظة على سورية وتفويت الفرصة على كل المتربصين على هذا الوطن والذين اعتمدوا في حربهم أدوات رخيصة واعتمدوا كل صنوف الأسلحة القذرة ، وكانت عقيدتهم فيما مارسوه من قتل وتنكيل فكر ظلامي اسود بعيد كل البعد عن قيمنا وتقاليدنا وديننا هذا الشعب جدير بالتحية وجدير بالاحترام الذي كان الحاضن الحقيقي لجيشنا البطل ومؤمن بقيادته الحكيمة جدير بكل الاحترام وجدير ان نستمر على تصليب صموده ومحاكاة هواجسه.
منوّهاً بصمود الطبقة العاملة خلال سنوات الأزمة فكانت رديفاً حقيقياً لأبطال الجيش العربي السوري، وأثبتت إيمانها بهذا الوطن كما برهنت على وفائها النادر لتاريخها الأبيض، وعلى الرغم من كل ظروف الاستهداف الذي واجهت طبقتنا العاملة في أماكن إقامتهم وخلف آلاتهم وفي باصات مبيتهم إلا أنهم أثبتوا روحا وطنية نادرة من خلال التوجه إلى معاملهم ومؤسساتهم لينتجوا أسباب الحياة وليفوتوا الفرصة على أعداء هذا الشعب الذين هم واجهة لدول كثيرة لها أجندات ضد سورية، منوّهاً إلى أهمية انخراط الجميع بالعمل الوطني من خلال الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري في ظل هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها.
وأكد القادري في كلمته على أن البوابة الاقتصادية كانت احد الأوجه التي حاربوا بها سورية، وكانت البداية بالحصار الاقتصادي الظالم والذي هدف إلى تجويع هذا الشعب و جعلهم يدفعون فاتورة صمودهم والتفافهم حول جيشهم، لكن عمالنا منذ اللحظة الأولى لهذه المؤامرة أدركوا دورهم في تصليب صمود هذا الوطن، حيث دفعت الطبقة العاملة ثمنا باهظا كما كل أبناء الوطن، فقدمنا 5000 شهيداً ارتقوا خلف آلاتهم وفي مواقع عملهم وفي مدنهم العمالية وباصات مبيتهم، وإيماناً منا بأهمية ما قدمته هذا الطبقة من تضحيات نرى أنه من ابسط واجباتنا أن نكون إلى جانب هؤلاء العمال الذين نتشرف بأمانة حمل همومهم ومتابعة قضاياهم ، لأنهم كانوا السباقين وكانوا الجيش الرديف لجيشنا البطل يجدّون ويعملون ويكدحون، من هنا كان واجبنا ترجمة أقوالنا عملا لا يعرف الكلل أو الملل ونضالا منتجا مثمرا بين صفوف عمالنا وان نضع مصلحة العمل فوق كل اعتبار نمنع الهدر ونزيد الإنتاج ونكافح الفساد ما استطعنا.
وأشار القادري إلى دور أهمية دور اللجان النقابية باعتبارها مفصل نقابي هام ونافذة نطل من خلالها على عمالنا ونطلع على واقعهم وهمومهم، لذلك فكلما كانت هذه النافذة كفوءة منسجمة فيما بينها مؤمنة بالهداف التي تعمل من اجلها كلما كانت إطلالتنا على عمالنا مفيدة وجيدة وكلما عمقنا التواصل مع القاعدة العمالية، مشدداً على عدم التسامح مع أي تقصير أو تراخي من رفاقنا في اللجان النقابية ، فالعمل النقابي عمل جماعي ووجداني وأخلاقي وتطوعي وناكر للذات لذلك لن نقبل أي حالة تفرّد أو تكلّس في عمل هذه اللجان ، مؤكداً على أن القائد النقابي يجب أن يتحلى بجملة من الصفات النبيلة ليكون قائدا نقابيا.
وأثناء اللقاء استعرض الحضور عدة مواضيع عمالية قيمة من خلال مداخلات تناولت موضوع تثبيت العمال ، إضافة إلى حل مشكلة السكن العمالي، وتحدثوا عن الفساد والنقص في المحروقات و عن صعوبة الوضع المعيشي والاقتصادي.
وفي رد على المداخلات المطروحة أكد الرفيق القادري على أن كل قضايا عمالنا محقة ولم نهمل ولن نتوانى عن حل أي قضية وردت على الإطلاق، مشيراً إلى أن صلاحيات اللجان النقابية باتت أوسع وأشمل في ظل تعديل قانون التنظيم النقابي وسيكون لها مخصصات مالية لتصرف على نشاطاتها.
وفي نهاية اللقاء تمنّى الرفيق القادري كل التوفيق والنجاح لأعمال اللجان النقابية وتحقيق الغاية الأساسية من هذا اللقاء بحل مشاكل العمال وتصويب عمل هذه اللجان، مباركاً الانتصار الذي تحقق بحلب ، فنصر حلب يعنينا لان نصر حلب يعني كسر المشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي الغربي إلى الأبد، ونصر حلب هو بداية تحقيق النصر الكامل بكل أنحاء وطننا الغالي